ما الفرق بين الاستهزاء والسخرية، نهى الله عزوجل في كتابه الكريم عن السخرية لما تسبب من حقد وفقد شخي للبعض من الناس، فالسخرية والاستهزاء هما فعلان يتنافيان مع ما يوجبه الحق كما أنهما ظلم قبيح من قبل إنسان لأخيه الإنسان، وإيذاء لقلب الإنسان ونفسه، وعدوان قوي على كرامته، ومن آثارهما قطع الروابط الاجتماعية التي قامت سابقا على التواد والأخوة والتراحم، كما أنهما يقومان ببذر بذور البغضاء والعداوة، والرغبة في الانتقام.
تعريف الاستهزاء هو
قال ابن تيمية: (الاستهزاء هو: السخرية؛ وهو حمل الأقوال والأفعال على الهزل واللعب لا على الجد والحقيقة، فالذي يسخر بالناس هو الذي يذم صفاتهم وأفعالهم ذمًّا يخرجها عن درجة الاعتبار، كما سخروا بالمطوِّعين من المؤمنين في الصدقات.
هو الاستهزاء هو الإهانة أو الاستفزاز لشّخص؛ في بعض الأحيان فقط سخرية، ولكن في كثير من الأحيان عن طريق صنع الكاريكاتير، يمكن أن تتم السخرية بطريقة خفيفة ولطيفة، ولكن يمكن أيضًا أن تكون قاسية وكريهة، ويمكن العثور على أمثلة على السخرية في الأدب والفنون.
تعريف السخرية هي
هي عبارة عن طريقة من طرق التعبير، حيث يستعمل فيها الشخص ألفاظاً تقلب المعنى إلى عكس ما يقصده المتكلم حقيقة؛ وهي النقد والنقد اللاذع بصورة الضحك والاستهزاء، ويعتبر غرض الساخر هو النقد أولاً والإضحاك ثانياً، وهو تصوير وضع أو شخصية أو جهة أو طرف أو تيار تصويرا مضحكا: إما بوضعه في صورة مضحكة بواسطة التشويه الذي لا يصل إلى حد الإيلام أو تكبير العيوب الأخلاقية والسلوكية أو العضوية أو الحركية أو العقلية أو ما فيه من عيوب ونواقص حين سلوكه مع المجتمع، وكل ذلك بطريقة خاصة غير مباشرة. وعندما توظف بنية عدوانية جدا باستعمال السب والشتم والمس بخلقة الشخص من حيث اللون أو العرق تسمى تهكماً.
من أساليب السخرية
- تعتبر أول صور السخرية والأقدم في تاريخ البشر والأكثر انتشارا بين العامة هي السخرية “بالمحاكاة“ في الكلام والمشي والحركات الجسمية وأنواع السلوك المختلفة، أي في السمات البارزة التي تميز شخصية ما من الشخصيات كأسلوب ما من أساليب الكناية التي يمتاز بها كاتب من الكتاب أو خطيب من الخطباء أو مثلا الشاعر في شعره.
- من أقدم طرق السخرية واكثرها شيوعا السخرية بالصوت، وتلوينه ورفعه وخفضه وإعطائه نبرات خاصة معروفة يفهمها السامع غالبا ويعرف صفاتها التي لا يمكن أن ينقلها القلم إلى الطرس؛ وكذلك السخرية بانفراج أسارير الوجه وتحريك عضلاته، أو مثلا هز الرأس أو بغمز العينين أو هز الكتفين.
- معالجة الشيء الحقير كأنه عظيم.
- معالجة الشيء العظيم كأنه حقير: ويمكن أن يكون طريقة من طرق الاستهزاء.
- تجاهل العارف أو التبالة.
- التعريض : من أشهر أنواع السخرية في الأدب العربي.
- من صور السخرية التصوير المبالغ فيه(الكاريكاتوري) وهو وضع الشخص في صور مضحكة: كالمبالغة في تصوير عضو من أعضاء الجسم ومحاولة تشويهه إلى حد ما، بحيث يجعل الشخص كأنه لا يدرك أو يعرف إلا بهذا العيب الذي جسده وكبره.
- التلاعب اللفظي: والأساس فيه هو محاولة المتندر أن يكسب الألفاظ معاني غير معانيها الواضحة؛ فإذا ما اكتشف السامع أن ما يقصده المتكلم هو هذا المعنى الغريب يسخر من فهمه الأول لمعنى الجملة، فيضحك، ويكون التلاعب اللفظي: باختصار الفكرة، أو بالإضافة إليها بحيث تخرجها عن معناها الأصلي أو بتبديل الكلمات المكونة لها.
أقوال السلف في السخرية والاستهزاء
- وعن الأسود، قال: كنا عند عائشة فسقط فسطاط على إنسان فضحكوا، فقالت عائشة: لا سخر، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها إلا رفعه الله بها درجة، وحط عنه بها خطيئة).
- عن عبد الله بن مسعود أنه قال: (لو سخرت من كلب، لخشيت أن أكون كلبًا، وإني لأكره أن أرى الرجل فارغًا؛ ليس في عمل آخرة ولا دنيا)
- قال أبو موسى الأشعري: (لو رأيت رجلًا يرضع شاة في الطريق فسخرت منه، خفت أن لا أموت حتى أرضعها).
- قال إبراهيم النخعي: (إني لأرى الشيء أكرهه؛ فما يمنعني أن أتكلم فيه إلا مخافة أن أبتلى بمثله).
- قال عمرو بن شرحبيل: (لو رأيت رجلًا يرضع عنزًا فسخرت منه، خشيت أن أكون مثله).
- قال يحيي بن معاذ: (ليكن حظ المؤمن منك ثلاثًا: إن لم تنفعه فلا تضره، وإن لم تفرحه فلا تغمه، وإن لم تمدحه فلا تذمه).
- وقال القرطبي) :من لقب أخاه أو سخر منه فهو فاسق).
- وقال السفاريني: (إن كل من افتخر على إخوانه واحتقر أحدًا من أقرانه وأخدانه أو سخر أو استهزأ بأحد من المؤمنين، فقد باء بالإثم والوزر المبين).
حكم السخرية في الشرع
حكم الاستهزاء بالله وآياته ورسوله:
الاستهزاء بالله وآياته ورسوله كفر، يخرج صاحبه من الملة، قال تعالى: “يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ َسْتَهْزِئُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِين”.
قال ابن تيمية: ” وهذا نصٌّ في أنَّ الاستهزاء بالله وآياته ورسوله كفر”.
يقول الفخر الرازي في تفسيره: “إنَّ الاستهزاء بالدين كيف كان كفر بالله، وذلك لأنَّ الاستهزاء يدلُّ على الاستخفاف، والعمدة الكبرى في الإيمان”.
ويقول السعدي” :إن الاستهزاء بالله ورسوله كفر يخرج عن الدين؛ لأن أصل الدين مبني على تعظيم الله، وتعظيم دينه ورسله، والاستهزاء بشيء من ذلك منافٍ لهذا الأصل، ومناقض له أشد المناقضة”.
الفرق بين السخرية والاستهزاء
أن الإنسان يستهزأ به من غير أن يسبق منه فعل يستهزأ به من اجله والسخر يدل على فعل يسبق من المسخور منه والعبارة من اللفظين تدل عن صحة ما قلناه وذلك أنك تقول استهزأت به فتعدى الفعل منك بالباء والباء للإلصاق كأنك ألصقت به استهزاء من غير أن يدل على شيء وقع الاستهزاء من أجله وتقول سخرت منه فيقتضي ذلك من وقع السخر من أجله كما تقول تعجبت منه فيدل ذلك على فعل وقع التعجب من اجله ويجوز كما تقول تعجبت منه فيدل ذلك على فعل وقع التعجب من اجله ويجوز أن يقال أصل سخرت منه التسخير وهو تذليل الشيء وجعلك أياه منقادا فكأنك إذا سخرت منه جعلته كالمنقاد لك ودخلت من للتبعيض لأنك لم تسخره كما تسخر الدابة وغيرها وإنما خدعته عن بعض عقله وبني الفعل منه على فعلت لأنه بمعنى عبثت وهو أيضا كالمطاوعة والمصدر السخرية كأنها منسوبة إلى لا مسخرة مثل العبودية واللصوصية.