مقارنة بين التعليم عن بعد والتعليم الحضوري، تجدر الإشارة إلى اختلاف أنواع التعليم نتيجة التطور التكنولوجي الهائل الذي أثر على شتى المجالات لاسيمّا مجال التعليم، إلى جانب تأثير جائحة كورونا التي فرضت الإقامة الجبرية على كافة الطلاب والمعلمين، وقد أطلقت وزارات التعليم في البلدان المختلفة منصاتها الإلكترونيّة، التي يتم بواسطتها بث الدروس للطلاب، وهُنا نقدم مقارنة بين التعليم عن بعد والتعليم الحضوري.
التعليم عن بعد
إن التعلم عن بعد هو امتداد للتعلم المفتوح، ويدل مفهوم التعلم عن بعد على عملية تعليمية مقصودة دون وجود اتصال مباشر بين المعلم والطالب، حيثُ تتم عملية التعليم في زمان ومكان مختفليْن، من خلال الاعتماد على الوسائط التعليمية المطبوعة أو الإلكترونية، وذلك يسهم في ترسيخ مفهوم التعلم عن بعد الذي جاء ليواكب التطور التكنولوجي والمعرفي، ويُطلق عليه التعليم الإلكتروني أيضًا.
مميزات التعليم عن بعد
قد انتشرت عملية التعلّم عن بعد بكثرة نتيجة انتشار فيروس كورونا، وهُناك العديد من الإيجابيات والفوائد للتعلّم عن بُعد، ويُتوقع له أن يحل محل التعليم العادي في المستقبل، ولعلّ أبرز فوائد التعليم عن بعد ما يلي:
- تحقيق المرونة في التعليم والمكان على عكس التعليم التقليدي الذي يتميز بثبوت مكان وزمان التعلم.
- سهولة التواصل بين أطراف العملية التعليمية وأولياء الامور عبر البرامج والتطبيقات المستخدمة.
- يعمل على تطوير مهارات شخصية لدى المتعلم مثل مهارات تقنية، ومهارة إدارة الوقت.
- يوفر الوقت والجهد على غرار التعليم التقليدي الذي يحتاج جهدًا وتكلفةً ووقتًا أطول.
- كما يسهل تعلم ذوي الاحتياجات الخاصة الغير قادرين على التنقل
- كسب المزيد من المهارات التكنولوجيّة.
- التخلص من مشكلة المواصلات الصعبة عند الذهاب للمؤسسة التعليمية، لكنّ التعليم التقليدي يحتاج إلى توفر المواصلات للوصول إلى المؤسسة التعليمية.
- كما يتيح فرصة الجمع بين العمل والتعلم.
الفرق بين الدراسة عن بعد والحضوري
ينبغي معرفة أوجه الشبه والاختلاف بين التعليم عن بعد والتعليم الحضوري عند إجراء مقارنة بينهما، حيثُ توجد العديد من الفروقات بينهما المتمثلة في الشكل والمضمون، والإيجابيات والسلبيات، والآلية، لذا دعونا نستعرض الفرق بين الدراسة عن بعد والحضوري:
- يعتمد التعلم الحضوري أو التقليدي على حضور المتعلمين أو الطلاب بشكل يومي داخل البيئة الصفيّة، لكنّ التعليم عن بعد يعتمد على تقديم التعليم عن طريق وسائل مثل شبكة الإنترنت ووسائل التواصل المختلفة دون الحاجة إلى التواجد في الصف.
- كما يعتمد التعليم التقليدي الحضوري على الكتب المطبوعة غالبًا، بينما يعتمد التعليم عن بعد على الوثائق والكتب والأوراق الإلكترونية ومواقع على الإنترنت، وبعض المصادر الإلكترونية المسموعة أو المرئية.
- إن دور المتعلمين في التعليم الحضوري يكون سلبي كونه تعليم يعتمد على مهارة التلقين من قبل المعلم للطالب، ولا يُساهم ولا يشارك المتعلم في عملية نقل التعلم، في حين يشارك الطلاب في عملية التعلم عن بعد ويتم تبادل المعلومات بين المعلم والمتعلم.
- يعتمد التعليم عن بعد على التعلم المتزامن وغير المتزامن، ولكن في التعليم الحضوري لا يمكن أن يحصل المتعلمين على تعلمهم إلا بشكل تزامني في نفس الوقت إلى جانب الحضور الفعلي داخل الصف.
أوجه التشابه بين التعليم عن بعد والحضوري
يتشابه كلٍ من التعليم عن بعد والتعليم التقليدي في أنَّ كلاهما يعتمد على وجود المعلم والطالب من أجل إتمام العملية التعليمية واكتمال أركانها، فضلًا عن تولي المعلم مهمّة تلقين العلوم من قبل المدرس إلى الطالب، حيثُ يحرص الطالب في كل من التعليم عن بعد والتعليم التقليدي على تلقي العلم من المعلمين، باختلاف الطرق والوسائل، ولعلّ أبرز فوائد التعليم عن بعد أنّ المسافة أو مكان السكن لم يشكلا عائقًا أو صعوبة أمام التعلم والحصول على الشهادة.
حيثُ يلجأ العديد من الناس إلى التعليم عن بعد بسبب الظروف التي تمر بها البلاد، وساهم في ذلك وجود الإنترنت كونه الداعم الاساسي والرئيسي لظهور فكرة التعليم عن بعد، كما يوجد مجموعة كبيرة من الفروقات الجوهريّة بين التعليم عن بعد والتعليم الحضوري تتمثل في أن دور المتعلمين في التدريس يكون سلبيًا، لكنّ التعليم عن بعد، يشارك الطلاب في عملية التعلم.