من القائل اني لكما من الناصحين، إنّ القرآن الكريم يعتبر كلام الله -تعالى-، حيثُ أُنزل على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وهو كتاب سماوي تميز بالبلاغة والفصاحة، كما أنه معجز بلفظه، حيثُ يبدأ بسورة الفاتحة، وينتهي بسورة الناس، ونجده مكتوبًا في المصاحف، ونُقل إلينا بالتواتر، ومن الجدير بالذكر أن القرآن الكريم يحتوي على 114 سورة تتنوع بين السور المكيّة والمدنية، وهنا نقدم قائل إني لكما من الناصحين علمًا بأنها آية توجد في سورة الأعراف.
قائل إني لكما من الناصحين
إنّ هذه الآية الكريمة قد وردت في سورة الأعراف على لسان إبليس، حيث قال تعالى: {وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ}، حيث أن إبليس قالها كي يوسوس لآدم -عليه السلام- وزوجه حواء، حيث كانا في الجنة، وكان يريد أن يخرجهما منها، ومن الجدير بالذكر أنّ سورة الأعراف سورةٌ مكيةٌ، كما أنها إحدى السور الطوال، علمًا بأنّ عدد آياتها مئتين وستة آياتٍ، وقد كان نزولها بعد نزول سورة ص، حيثُ تبدأ بحروفٍ مقطعةٍ.
نبذة عن قائل إني لكما من الناصحين
مما لاشك فيه أن إبليس يعتبر مخلوقٌ من مخلوقات الله، حيثُ يرجع أصل خلقته إلى النَّار، حيث قال تعالى: {قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ}، ومن الجدير بالذكر أنّ الله تعالى قد أمره بالسجود لآدم؛ لكنّه امتنع تكبرًا، وجزاء ذلك تمثل في طرد الله له من رحمته.
تفسير إني لكما من الناصحين
تجدر الإشارة إلى أنّ الله -عزَّ وجلَّ- قد أباح لآدم الجنَّة كاملةً، كما سمح له أن يأكل من جميع أثمارها باستثناء شجرةً واحدةً، إلا أنَّ إبليس حسدهما، أخذ يوسوس لهما ويخدعمها؛ كي يُبعد عنهم ويحرمهم النعمة واللباس الحسن، مُدّعيًا أنَّ الله لم يمنعهما من هذه الشجرة إلا أن يكونا ملكين، وقد حلف لهما بالله إلى ان قام بخداعهما، وأخبرهما أنَّهما يأخذان بمشورته، ويسمعان كلامه.
وقد تباين رأي الفقهاء في الجنس الذي ينتمي إليه إبليس، حيثُ قال البعض أنَّ إبليس من الملائكة، واستدلوا بذلك على قول الله تعالى: {إِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ}، والبعض الآخر قال بأنَّ إبليس من الجنِّ، واستدلوا بالآية: {إِلا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ}.