من القائل البحر من امامكم والعدو من خلفكم، كثر الابطال وكثر الحديث عنهم وعن بطولاتهم، التي تكتب بماء الذهب كخالد بن الوليد وسعد بن ابى وقاص والبطل القائد طارق بن زياد، الذي فتح الاندلس وكان دخول الإسلام على يده اليها، والذي كان احد أحلامه الصعبة التي حققها فكانت صعوبتها في عبور المياه والبحار، التي استمر الإسلام فيها ثمانية قرون.
من القائل البحر من امامكم والعدو من خلفكم ؟
يسجل تاريحنا كل المواقف البطولية ونذكرها عبر الزمن ، كما ويسجل كل كلمة كانت كالرصاص او كلمة حق قيلت او كلمة خلدها التاريخية لعضمها او عظم قائلها، ومن هذه المقولات البحر من امامكم والعدو من خافكم والذي زين بها البطل القائد طارق بن زياد صفحات التاريخ عندما كان يريد فتح الاندلس ووضعهم امام حالة حصار تفتقر الي الاختيار اما النصر او الشهادة في سبيل الله.
خطبة طارق بن زياد
حلم القائد بن زياد بعبور البحر لدخول الاندلس فاتحا، وجهز جيشه الذي كان عدده في نظر الروم قليل حيث كان عددهم 1900 رجلا، فلم يهتموا لهم في اول الامر والمعركة استمرت ثلاثة أيام عند الجبل الذي اطلق عليه اسم القائد، ولما حس طارق التعب من جيشة قال فيهم خاطبا بالصبر، وقال خطبته الشهيرة التي عاشت كما عاش ذكراه، الا وهي: اين المفر البحر من امامكم والعدو منة خافكم فليس الا الصب منكم والنصر من ربكم وانا فاعل شيئا فافعلوا كفعلي فو الله لا قصدن طواغيتهم فإما ان اقتله اول اقتل دونه.
حقيقة حرق طارق بن زياد للسفن
عند فتح اسبانيا والقاء الخطبة الخالدة لطارق بن زياد جاء في بعض الكتب التي تنتقل بلا سندانه احرق السفن، وهذا افتراء على القائد حيث لم يحرق السفن، فهي تضييع للمال ولا تفيد عند الخوف، وقيلت هذه الخبرية بعد عدة قرون ولكن حورت من خطبته، وقد ذكرت هذه القصة فى القرن الخامس بعد المعركة لذلك يتضح انه لم يحرق السفن.
بعض الحروف والكلمات تكون خالدة عندما تكون مؤثرة فى احداث التاريخ مثل كلمة وامعتصماه، عندما استنجدت امرأة بالخليفة المعتصم وقامت لها الحروب تخلد الكلمات والخطب كما تخلد البطولات وقادتها كقائدنا طارق بن زياد، القائد التي تخاد اسمه وسمى المضيق والجبل باسمه.