سبب الصلاة على الميت مكشوف الوجه، هو سؤال يتردد على مسمع الكثيرين، في حين أنه يتم تغطيه الوجه والجسم كله مباشرة قبل وبعد صلاة الجنازة، والغريب في الأمر أن هناك حالات مباح فيها كشف الوجه أثناء صلاة الجنازة، وقد كان ذلك موضع للتساؤلات العديدة خاصة في الآونة الأخيرة مع ظهور الادعاءات الإسلامية.
الصلاة على الميت
صلاة الجنازة هي من فروض الكفاية، كذلك كقول الله -تعالى-: (وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُم)، ففي صلاة الجنازة رحمة وعظة لا يدركها إلا من قام بها، وهي تتميز بأنها كلما زاد عددها كلما كان أفضل للمتوفي، فِعلى النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يُؤْتَى بالرَّجُلِ المُتَوَفَّى عليه الدَّيْنُ، فَيَسْأَلُ: هلْ تَرَكَ لِدَيْنِهِ فَضْلًا؟ فإنْ حُدِّثَ أنَّه تَرَكَ وفَاءً صَلَّى، وإلَّا قالَ لِلْمُسْلِمِينَ: صَلُّوا علَى صَاحِبِكُمْ)
الصلاة على الميت مكشوف الوجه
لا يوجد أصل لكشف وجه الميت في أثناء الصلاة عليه، ففي السنة النبوية لابد وأن يغطي الكفن الجسم كله بما في ذلك الوجه في أثناء الصلاة، وفي حالة كشف الوجه لفترة صغيرة قبل الصلاة للأسباب التالية مثل:_
- السلام عليه فقط إذا كان رجلا، أو أمرأه كشفت لمحارمها من زوجها وأخواتها
- تقبيله
- النظر إليه
- الدعاء له
والنبي ﷺ لما توفي وجاء الصديق من منزله كشف وجهه وقبله، وقال: «طبت بأبي أنت وأمي حيًّا وميتًا»، عليه الصلاة والسلام.
الحالات التي يُكشف فيها وجه الميت اثناء الصلاة عليه
هناك حالات حددها الإسلام يباح فيها كشف وجه الميت في أثناء الصلاة، فمن مات في أثناء أداء مناسك الحج والعمرة فيكشف وجهه لأن الله يبعثه يوم القيامة ملبياً للنداء، والدليل على ذلك قول النبي ﷺ لما مات رجل في إحرامه قال ﷺ: كفنوه في ثوبيه، ولا تخمروا رأسه ولا وجهه، فإنه يبعث يوم القيامة ملبيًا.
وبالمثل أيضاً الشهيد يصلي عليه مكشوف الوجهة لأنه يبعث يوم القيامة على نفس الحالة التي مات عليها، لكي تشهد عليه أمام الله، فالشهيد يبعث ودمه ينزف من جسده مع وجود رائحة المسك العطرة منه، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (والذي نَفْسِي بيَدِهِ لا يُكْلَمُ أَحَدٌ في سَبيلِ اللَّهِ، واللَّهُ أَعْلَمُ بمَن يُكْلَمُ في سَبيلِهِ إلَّا جَاءَ يَومَ القِيَامَةِ، واللَّوْنُ لَوْنُ الدَّمِ، والرِّيحُ رِيحُ المِسْكِ).