ما فائدة تعدد المذاهب الفقهية، يتساءل الكثيرون عن سبب وجود أكثر من مذهب فقهي رغم أن الدين واحد والقرآن واحد والمصادر الأساسية للتشريعات والدين معروفة وهي القرآن الكريم والسنة النبوية، ولكن قبل أن نجيب على هذا السؤال علينا أن نوضح أن الإختلاف بين المذاهب الفقهية الأربعة ليس في الأسس وقواعد الدين بل في الفروع والمسائل الاجتهادية والقواعد التي بنيت عليها الآراء في هذه المسائل، وأيضاً الإختلاف في الآراء والمذاهب موجود منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يرفض أو ينهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن وجودها وفي مقالنا التالي سنجيب على السؤال ما فائدة تعدد المذاهب الفقهية.
المذهب الفقهي ويكيبيديا
ذكر القران القران الكريم جميع الأسس والسياسات التي يجب على الأمة الإسلامية إتباعها في سن القوانين والأحكام في حياتهم وجاءت السنة النبوية مفصلة وشارحة لهذه القوانين وبينت طريقة أدائها وبعد ذلك بدأت المدارس الفقهية بالظهور والتطور بسبب تغير الظروف والأحداث وظهور الكثير من المسائل المستجدة التي أوجدت استثناءات لبعض الأحكام وهذا ما دعى لظهور علم الاجتهاد الذي يوظف خبرة الفقهاء وعلمهم في إيجاد الحكم الصحيح أو الأقرب للصحة.
المذاهب الفقهية في الإسلام
تعددت المذاهب الفقهية في الدين الإسلامي ولكن تعدها لا يعني أنها مختلفة في الأسس والقواعد الفقهية ولكنها تختلف في منهجية تطبيق هذه الأسس ومحاولة جعلها مناسبة لتغيير المواقف والأزمنة والثقافات وهذه المذاهب هي.
- المذهب الأول هو المذهب الحنفي و مؤسسة الإمام أبو حنيفة النعمان الذي ولد سنة 8 هجري وكان من أذكى وأمهر رجال الدين في عصره وأكثرهم علماً في أصول الفقه والأصول التي استند إليها أبو حنيفة في مذهبه هي القرآن الكريم والسنة النبوية وأقوال الصحابة والاجتهاد بالرأي عند العجز عن إيجاد الحل وانتشر هذا المذهب في بلاد المشرق وبلاد المغرب ومصر.
- المذهب المالكي، مؤسسة الإمام مالك بن أنس الأصبحي ولد في عام 93 هجري ومن الأصول العامة التي يستند فيها الإمام مالك في آرائه القرآن الكريم والسنة النبوية وعلم أهل المدينة والقياس والمصالح المرسلة والاستحسان والعادات والأعراف وسد الذرائع والاستصحاب.
- المذهب الحنبلي، مؤسسة الإمام عبد الله أحمد بن محمد الشيباني ولد في سنة 164 هجري في بغداد وهو أحد تلاميذ الإمام الشافعي ومن الأصول العامة التي يستند لها في مذهبه القرآن الكريم والسنة النبوية وأحاديث الصحابة التي لا جدال فيها وإختيار قول الصحابة الأقرب لما جاء في السنة النبوية والقرآن الكريم، والأخذ بالحديث الضعيف أو الحديث المرسل وتفضيله على القياس وفي حال عدم توفره يؤخذ بالقياس ثم سد الذرائع وقد انتشر هذا المذهب في الجزيرة العربية ومصر والعراق والشام.
- المذهب الشافعي، وأسسه عبد الله محمد بن إدريس الشافعي الذي ولد عام 150 هجري في غزة واستند في تشريعات مذهبه إلى القرآن الكريم والسنة النبوية والإقناع وقول الصحابة والقياس وانتشر هذا المذهب في مصر وخراسان وبلاد ما وراء النهر.
ما هي أسباب الاختلاف بين المذاهب
هناك عدة أسباب وراء ظهور أكثر من مذهب وصحة المذاهب رغم اختلافها ومنها:
- تنوع ألفاظ ومعاني اللغة العربية واختلاف مقاصدها بين الدول.
- اختلاف آراء الفقهاء ومنهجه في رواية السنن.
- الاختلاف بين الفقهاء في القواعد المتبعة لاستنباط الأحكام الشرعية من الأدلة التفصيلية.
فائدة تعدد المذاهب الفقهية
هناك عدة حكم وفوائد لتعدد المذاهب الفقهية وتعدد مناهجها ومنها:
- إتباع أوامر الله في حثه للتعلم والعمل والاجتهاد.
- اختبار العلماء والمجتهدين في تقبلهم لفكرة وانتقادهم إن كان رأيهم مخالفاً للحق واختبار انقيادهم لأوامر السنة النبوية والقرآن الكريم.
- البحث المستمر في أصول الدين والآراء كشف جميع التأويلات الباطلة من الدخلاء على العلم وبيان آرائهم الضالة والخاطئة.
وفي ختام مقالنا نكون قد تعرفنا على المقصود بالمذاهب الفقهية وفي الإسلام وتعرفنا على هذه المذاهب أسباب الاختلاف بين المذاهب وما فائدة تعدد المذاهب الفقهية.