يا أبا عمير ما فعل النغير، يعتبر الدين الإسلامي من أكثر الأديان التي نزلت على البشرية سماحة وأخلاق، كما أنه يحفظ حقوق جميع المخلوقات البشرية، حيث رُوي الكثير من الأحاديث الشريفة عن الرسول -صلَّ الله عليه وسلَّم- تُعبّر عن مدى سماحة الرسول وحُبه للأطفال.
حيث كان الرسول دوماً ما يُعطي الأطفال حقوقهم في الدُّنيا، كما أنه يتلطَّف بالحديث معهم، إضافة إلى أنه كان يُحب مداعبتهم واللعب معهم، وهذا ما جعل الأطفال يحبونه دوماً، وفي هذا المقال سوف نتناول قصة حديث يا أبا عمير ما فعل النغير ونشرحها ونستنبط الفوائد منها.
حديث يا أبا عمير ما فعل النغير
عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: (كان رسول الله -صلَّ الله عليه وسلَّم- أحسن الناس خلقاً، وكان لي أخ يقال له: أبو عمير، أحسبه قال: “كان فطيماً”-، قال: “فكان إذا جاء إلى رسول الله فرآه قال: “يا أبا عمير ما فعل النغير -طائر صغير كالعصفور-” قال: “فكان يلعب معه”).
ويُبين لنا الحديث مدى سماحة رسول الله -صلَّ الله عليه وسلَّم- مع الصحابي الجليل أنس بن مالك وأخيه الطفل الصغير، حيث كان الرسول يُلاطفه ويلاعبه دوماً دون أن ينظر إليه بنظرة سوء أو ينهره، وهذا ما يُدلل على لين الرسول في مُعاملة الأطفال.
فوائد حديث يا أبا عمير ما فعل النغير
نستنبط من حديث الرسول يا أبا عمير ما فعل النغير عدًّة فوائد، حيث كان الرسول متواضعاً مع الأطفال وليّن الجانب، كما أنه يوضح مدى حسنه ومعاشرته لأصحابه، ومن أبرز فوائد حديث يا أبا عمير ما فعل النغير ما يلي:
- التواضع مع الأطفال والأصدقاء مهما علا شأنك ومنزلتك.
- التلطف مع الصغار ومعاملتهم بالحُسنى والمُمازحة ذات الأخلاق العالية والتربية الحسنة، لغرس بذرة السماحة والمحبة في دواخلهم وتعزيز ثقافتهم التربوية.
- جواز التكنية للولد حتى قبل أن يُولد، حيث كان الرسول -ضلَّ الله عليه وسلَّم- يُكني الصبي.
- جواز اللعب مع الطيور وإمساكهم بالقفص؛ لكن مع وجوب التعامل اللين معهم وإطعامهم ورعايتهم.
- ترخيص اللهو واللعب للصغار بما يتناسب مع طبيعتهم الفطرية بعيداً عن الإيذاء والأعمال الغير صالحة.
- جواز تصغير الأسماء لأجل المُلاطفة أو المداعبة.
تخريج حديث يا أبا عمير ما فعل النغير
يتواجد حديث يا أبا عمير ما فعل النغير في كتاب “صحيح مسلم” حيث أن راوي الحديث هو الصحابي الجليل أنس بن مالك -رضي الله عنه- وهذا ما يُثبِت أنه حديث صحيح، وقد بيَّن هذا الحديث أن الرسول -صلَّ الله عليه وسلَّم- قدوة حسنة يجب أن نقتدي بها جميعنا من آباء ودُعاة وأبناء سواء في التربية أو الدعوة وذلك من أجل نقل الصورة الصحيحة عن الإسلام والمُسلمين إلى جميع أنحاء العالم، قال تعالى: “لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً”.
يُذكَر أن الرسول -صلَّ الله عليه وسلَّم- كان أحب الناس إلى الأطفال، كما كان يُلاطف الحسن والحسين ويُداعبهم في كُل الأوقات، وقد رُوي عن الرسول أنه ظل ساجداً مُدَّة طويلة لأن الحسن والحُسين قد صعدا إلى ظهره عند السجود، ولم ينهرهم أو يعبُس في وجههم حتى نزلا عن ظهره فقام من سجوده.