وقعت قصة الإيثار التي قرأها فواز في معركة، المعارك الإسلامية لم تبدأ في تاريخ الإسلام إلا بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم وتحديدًا في السنة الثانية من الهجرة إلى المدينة المنورة، فقد كانت في بداية الأمر دفاعًا عن النفس وردِّ الظلم والاضطهاد الذي لحق بالمسلمين، فقد كانوا مستضعفين في مكة المكرمة، فقد أمرهم الله عزوجل بأن يدعوا الناس بالحسنى ولا يستخدموا القوة في ذلك، فلم تكُن شوكة المسلمين قد قويَت بعد ولم يكُن لهم كيانٌ يحميهم ويحفظُ لهم وجودهم، وهذا ما لم يتحقَّق إلا بعد أن تمكَّن المسلمون في المدينة المنورة وبدأت الدولة الإسلامية في ذلك الوقت بالنمو شيئًا فشيئًا، حيث حدثت العديد من المعارك ما بين المسلمين والكفار.
وقعت قصة الإيثار التي قرأها فواز في معركة؟ الاجابة الصحيحة هي معركة حطين.
تعريف معركة حطين
تعتبر معركة حطين من المعارك التي حدثت في عهد الأيوبين والتي وقعت سنة 1187 للميلاد و كانت المعركة في زمن مهاجمة الصليبين للمسلمين و سميت بهذا الاسم نسبة للمكان الذي وقعت به ، و هناك أسباب أدت لمعركة حطين سوف نقوم بعرضها وتوضيحها بالكامل.
أطراف معركة حطين
وقعت المعركة بين المسلمين و الصليبيين وكان ذلك في يوم السبت 25 ربيع الثاني 583 هـ الموافق 4 يوليو 1187 م، و كان قائد المسلمين في المعركة هو صلاح الدين الأيوبي و هو أحد الأمراء الذي حكموا في عهد الدولة الأيوبية و صلاح الدين الأيوبي كان شجاعاً و محارباً مقاتلاً حيث قادر معارك كثيرة و انتصر فيها , والطرف الاخر هم الصليبيين فكانوا جيوش ثلاثة أمير أنطاكية غي دي لوزينيان ، و ريمون الثالث أمير طرابلس و رينو دي شاتيون أمير حصن الكرك و نشير وكان ف يذلك العهد ان الصليبيون هم من يحكموا القدس.
أحداث معركة حطين
قاموا المسلمين بحرق الاعشاب والشجيرات المتواجدة في ساحة المعركة، كما انهم استولوا على عيون الماء ايضا ، عملا على تعطيش الصليبين واجبارهم ايضا على النزول للاشتباك معهم ولما وصل الصليبيون إلى السهل الواقع بين لوبيا وحطين شن صلاح الدين هجوما ففروا إلى تلال حطين، فقامت قوات المسلمين بمحاصرة التلال، حيث ان الليل اقبل فتوقف القتال، وفي اليوم التالي 4 يوليو 1187 وفي قيظ شديد ونقص في مياه الشرب قامت معركة حطين، ولف الفرسان الصليبيون الذين انتظموا على مرتفع حطين سحب الدخان المتصاعد إلى أعلى، فالتحم الجيشان على بعد ميلين من حطين، فتضعضعت صفوف الصليبيين وأهلكت سهام جيوش المسلمين الصليبيين، ثم بعد ذلك شن هجوم بالسيوف والرماح، فقتل وجرح وأسر الكثير، فاستسلم الألوف منهم، وقام الصليبيون بمناورة، ثم بدها تقدم قائد الفرسان وهو ريمون الثالث أمير طرابلس بأمر من غي دي لوزينيان ملك القدس، وزحزح بهجومه هذا قوة يقودها تقي الدين عمر، فظن الصليبيين أنهم فتحوا ثغرة في صفوف صلاح الدين فاندفعوا فيها، وحاصر جيش صلاح الدين جزء من الجيش الصليبي فشطره إلى شطرين، كما ان المعركة دامت حوالي7 ساعات على التوالي، فسقط فيها الآلاف بين جرحى وقتلى، ووقع الملك غي دي لوزينيان ملك القدس آنذاك في أسر صلاح الدين، بالإضافة إلى العديد من القادة والبارونات، ولم ينج إلا بضع مئات فروا إلى صور واحتموا وراء سورها.
أسباب ودوافع معركة حطين
بعد هذه المعركة التي حدثت ما بين المسلمين والصليبيين لابد من وجود اسباب لهذه المعركة فمن هذه الاسباب هي كالآتي:
- احتلال الصليبيون على الكثير من المناطق الإسلامية والقدس عام 1099.
- نصّب الإقطاعيون والفرسان الصليبيون أنفسهم أمراء وملوك على المناطق التي احتلّوها.
- قيام أحد بارونات الإفرنج البارزين والذي يُسمّى ” رينو دي شاتيلون” بشنّ غارةٍ لصوصية على قوافل الحج التي كانت تمرّ بين مصر وسوريا والحجاز؛ حيث كان يتمركز في حصن الكرك الذي يشرف على هذه الطرق التجارية.
- خلافاً لشروط هدنة عام 1180 شنّ رينو هجمةً على قافلة كانت متّجهةً من القاهرة إلى دمشق وعمل على نهب وسرقة ما فيها، وأيضاً أَسَر أفرادها وقام بزجهم في حصن الكرك.
فعندما علم صلاح الدين بالخبر قام بإرسال رسالة إلى ملك القدس آنذاك غي دي لوزينيان يطالبه بالإفراج عن الأسرى والتعويض عن الخسائر التي لحقت بالقافلة نتيجة السلب والنهب والقيام بمعاقبة الناهب للقافلة، لكن ملك القدس لم يستطع أن يلبّي طلب صلاح الدين الأيوبي ولم ينفذ ما طلبه منه، فكان هذا السبب المباشر الذي أعلن نتيجته صلاح الدين الأيوبي الحرب على مملكة القدس.
مكان وقوع معركة حطين
وقعت المعركة في مكان بالقرب من سهل حطين المتواجد في فلسطين و هو على مقربة من غرب مدينة طبريا في فلسطين و كان المكان هو طريق رئيس تعبره الجيوش و القوافل للمرور لبلاد الشام و مصر و العراق
نتائج معركة حطين
انتصار المسلمين على القوات الصليبية والتي قادها صلاح الدين جيوشه لتحرير القدس من الحكم الصليبي و نجح في ذلك و تم إنهاء الحكم الصليبي في كافة مناطق العرب التي كان يحكمها الصليبيون و يذكر أنّ الكثير من الحصون و القلاع استسلمت لحكم صلاح الدين و بعضهم هربوا لإنطاكية مقر الحكم الصليبي.