وضع الشيء في غير موضعه هو تعريف، يعتبر المصطلح هو عبارة عن كلمات مِفتاحية تعمل على توضيح الفكرة التي يبحث عنها صاحب القلم؛ لكي يختصر فيه الكثير من الشرح، لكي يبدأ معها مشوار الكلمة والتوضيح، ويعترف أيضاَ بأنه هو عبارةٌ عن جُملةٍ تحتوي على مجموعة من الكلمات التي توضح معنى شيءٍ معين، ويعرف أيضاً بأنه مجموعة الأفكار، والآراء المرتبطة بشيءٍ ما، والتي تهدف إلى المساعدة في جعلها مفهومةً بشكل أكثر وضوحاً، ويعمل على وضع المفاهيم أصحاب الاختصاصات، والدراسات بالاعتماد على تحليل مجموعة من الأسس، والمعلومات حول موضوعٍ ما، من أجل المساهمة في توضيح العديد من المفاهيم المرتبطة به، ومن خلال ذلك يمكننا التعرف على المصطلح المتواجد بين أيدينا.
وضع الشيء في غير موضعه
إن الظلم عند أهل اللغة يعرف بأنه هو: وضع الشيء في غير موضعه، فقد تعددت تعاريف العلماء له، وقيل هو مجاوزة الحق، وذكر أيضاً بأن: الظلم هو عبارة عن التعدي عن الحق إلى الباطل، ولم تغفل تعاليم الدين الإسلامي عن النهي عن سوء الأخلاق، والحض على خيرها، فقد أخذ الظلم حيزًا واسعًا في ذلك، فكُتب عنه من التعريف إلى النهي، ألا وهو الجور، وقيل هو: وضع الشيء بغير محله بنقص أو بزيادة أو عدول عن زمنه، وقيل: الظلم وضع الشيء في غير موضعه، والتصرف في حق الغير، ومجاوزة حد الشرع الاسلامي ، هكذا عبر عن تعريفه العلماء من أهل اللغة وغيرهم.
ما هي أنواع الظلم
ينقسم الظلم الى ثلاث أنواع وهي كما يلي:
- ظلم العبد فيما يتعلق بجانب الله: وهو الشرك وهذا أعظمها: فهو أن تعبد غير الله، قال سبحانه وتعالى على لسان لقمان لابنه: “وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ* وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ”.
- ظلم العبد لنفسه: يدخل فيه الشرك والمعاصي، سواء كانت من كبرها أو صغرها، جليلها وحقيرها، فكل معصية تعتبر هي ظلم بحسبها على العبد نفسه.
- ظلم العبد لإخوانه: يمعنى أن يأخذ من حقوقهم أو أعراضهم أو أموالهم أو دمائهم، ومن هذا يعلم أن من تعدى على حق الغير من مال أو عرض بأن اغتابه أو سبه أو بهته إلى غير ذلك من جميع المخالفات تجاه الآخرين فقد ظلمه.
اقرأ أيضاً: أقوى عبارات عن الظلم كلمات مؤثرة
ما هي آثار الظلم
- يحرمه الله من الهداية للصراط المستقيم: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ”.
- بدل أن يكون رسول الله شفيعه يوم القيامة يكون خصمه: وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآَزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ”، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرًّا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرًا فاستوفى منه ولم يعطه أجره”.
- يلعنه الله: “يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ”.
- تصيبه دعوة المظلوم: قال صلى الله عليه وسلم: “واتق دعوة المظلوم؛ فإنه ليس بينها وبين الله حجاب”.
- طريقٌ موصل للنار: عن خولة الأنصارية رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “إنَّ رجالًا يتخوضون في مال الله بغير حقٍّ، فلهم النار يوم القيامة”.
- يعرض نفسه لتلقي الأذى كما فعل: فتكون أذيته بنفس ما فعل مباحة: “وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ”
- تقطيع صلات المجتمع: يكونذلك لكره المظلوم للظالم، وكره محبي المظلوم لذلك الظالم.
- نشر الفقر في المجتمع: “وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ”.
ذلك كل ما يتعلق بسؤالنا وهو وضع الشيء في غير موضعه هو تعريف “الظلم”، فقد حرمه الله عزوجل على كافة عبادة.