هل تصلي سنة العشاء قبل التراويح، في سياق الاستعداد النفسي والروحي لشهر رمضان الكريم يتساءل العشرات من المسلمين في العالم حول هل تصلي سنة العشاء قبل التراويح، وذلك لمعرفة التوقيت الذي يجب فيه أداء صلاة التراويح، حيث تعد من السنن المؤكدة في شهر رمضان، التي يسعى المسلمون إلى الحفاظ على أدائها في هذا الشهر الفضيل، وفي هذا الموضوع سوف نتعرف هل تصلي سنة العشاء قبل التراويح.
معلومات عن صلاة التراويح
صلاة التراويح هي صلاة يتم إقامتها سنويًا في شهر رمضان المبارك، ويدخل وقتها بالفراغ من صلاة العشاء ويستمر إلى حين طلوع الفجر، وهي صلاة مشروعة سنها رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في جماعة طيلة شهر رمضان الكريم، من ثم أوقفها خوف أن يعتقدها الناس فريضة، وجاء في حديث عائشة رضي الله عنها:
“أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَرَجَ لَيْلَةً مِن جَوْفِ اللَّيْلِ، فَصَلَّى في المَسْجِدِ، وصَلَّى رِجَالٌ بصَلَاتِهِ، فأصْبَحَ النَّاسُ فَتَحَدَّثُوا، فَاجْتَمع أكْثَرُ منهمْ فَصَلَّى فَصَلَّوْا معهُ، فأصْبَحَ النَّاسُ فَتَحَدَّثُوا، فَكَثُرَ أهْلُ المَسْجِدِ مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ، فَخَرَجَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَصَلَّى فَصَلَّوْا بصَلَاتِهِ، فَلَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الرَّابِعَةُ عَجَزَ المَسْجِدُ عن أهْلِهِ، حتَّى خَرَجَ لِصَلَاةِ الصُّبْحِ، فَلَمَّا قَضَى الفَجْرَ أقْبَلَ علَى النَّاسِ، فَتَشَهَّدَ، ثُمَّ قَالَ: أمَّا بَعْدُ، فإنَّه لَمْ يَخْفَ عَلَيَّ مَكَانُكُمْ، ولَكِنِّي خَشِيتُ أنْ تُفْتَرَضَ علَيْكُم، فَتَعْجِزُوا عَنْهَا”.
هل تصلي سنة العشاء قبل التراويح
يكون وقت صلاة التراويح بعد أداء صلاة العشاء وسنتها، ويستحب أن يتم أداءها قبل البدء في التراويح، لكنه لا حرج ولا بأس في أن يأخرها المؤمن إلى بعد الفراغ من صلاة التراويح أو أثناها، فليس عليه حرج في ذلك، لكن يفضل عدم تأخير سنة العشاء عن صلاتها، وجاء في اقوال الحنابلة عن كراهة التنفل أثناء صلاة التروايح مع الجماعة أي أثناء الاستراحة فيها والله أعلم.
هل يجوز صلاة ركعتين من التروايح بنية سنة العشاء
من المستحب أن يصلي العبد المؤمن صلاة العشاء وسنتها قبل البدء بصلاة التراويح، ومع ذلك فإنه لا حرج أن يدخل المسلم مع الإمام في الصلاة والبدء بنية الفريضة أو نية السنة، ليقوم بعدها بالمتابعة بعد الصلاة، وأوضح ذلك الشيخ ابن عثيمين حيث قال:
“ادخلْ مع الإمام في التَّراويح بنيَّة الفريضة، أي: بنية العشاء، فإذا سَلَّم فَقُمْ وائتِ بركعتين إكمال للفريضة، إلا أن تكون مسافراً فَسلِّم معه، ثم ادخلْ معه في التَّراويح بنيَّة راتبة العشاء إن لم تكن مسافراً، فإذا صَلَّيت راتبة العِشاء: أدخل معه في التَّراويح، ولا يضرُّ اختلاف نيَّة الإمام والمأموم”، والله أعلم.
سنة العشاء هي من السنن التي يستحب أدائها بشكل منفرد وليس في جماعة، ويستحب أن تصلى في المنزل، ومع ذلك فإن أقيمت في جماعة في أحيان معينة لا حرج من ذلك ولا مانع منه، انما المداومة على صلاتها مع جماعه مكروه، والله أعلى وأعلم.