هل الخوف من الموت دليل على قربه، الحياة هي عبارة عن دار ممر وليست دار بقاء وخلود، ولكل إنسان أجل محدد فيها إذا جاء لا يستطيع تقديم أو تأخير ساعة، ولهذا يجب على الإنسان ألا يتعلق في هذه الدنيا الفانية وأن يعلق قلبه بالله والاخرة فقط، والعمل لها حتى ينال رضا الله تعالى محبته، ويدخل في جنته التي وعد بها المؤمنين، والشعور بالخوف من الموت هو شهور لكل مسلم يعلم بالحساب الذي سيقابله على كل أعماله وأقواله في الحياة الدنيا، فعند موت الإنسان سوف يحاسبه الله تعالى ويدخله إلى جنته أو يستحق العذاب الأليم، وكل البشر خاطئون ولهذا يشعر المرء بالخوف من الموت وما هي عقابته يوم القيامة، ويتساءل الكثر هل شعور الخوف من الموت والتفكير الدائم به هو دليل على قرب أجله ووفاته.
الخوف من الموت دليل على قربه
تفكير المرء بالموت هو دليل على شخصية حساسة ونفس طيبة ومنظومة قيمية عالية وراقية بفضل الله تعالى، فالشخصية الحساسة يستغلها الوسواس وكذلك المخاوف وتتسلط عليها النفس اللومة لأبسط الأشياء فيزيدها من قلقها وتوترها، والوساوس كثيرة ومنتشرة وتأتي على سكل موجات تزيد وتنقص ويجب على المرء تجاهلها وعدم مناقشتها والابتعاد عن تحليلها، واستبدالها بفكر مخالف وهو العلاج الأساسي لها، ويجب اشغال الوقت في تنظيم الوقت أو الدراسة وصرف الانتباه عن الفكر الوسواسي بكافة السبل والطرق.
الفرق بين وسواس الموت وقرب الأجل
الوسواس هو عبارة عن حالة نفسية تصيب الإنسان وتجعله يفكر بالموت فقد ويحول هذا التفكير إلى أمر واقع، حيث يعتقد بأن تفكيره هذا نتيجة لاقتراب أجله، وقد يشعر ببعض الأعراض الجسدية التي لا يجد لها أي تشخيص طبي، كالاحتناق ونغزات بالقلب وغيرها والتي تكون أعراض وهمية، والتي تكون نتيجة التفكير الزائد والعيش في حالة وهمية غير صحيحة يقوم العقل بترجمتها على شكل أعراض وامراض مختلفة، وهي حالة قد تؤدي بصاحبها إلى الهلاك لهذا يجب الابتعاد عنها والانشغال الدائم بالأمور الإيجابية والتقرب إلى الله تعالى، وأن موت الإنسان هو محدد من عند الله فقط.
رأي الدين في الشعور بقرب الأجل
يرى الكثير من العلماء والفقهاء أم الإنسان لا يمكنه الشعور بقرب أجله ولا يمكنه معرفة موعد موته لأن هذه الأمور من الغيبيات التي خصها الله بها لنفسه فقط ولا يمكن لأحد معرفتها سواه، كما قال الله تعالى في كتابه العزيز :” إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيب ويعلم ما في الأ{حام وما تدري نفسي ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير”، كما اجمعوا أن حالات الهلع من الموت ربما تكون بسبب الإصابة بخلل نفسي ولكن أكدوا على أن الانسان يجب أن يخشى الموت ويكون رادع له عن فعل الشر ويدفعه لفعل الخير وطاعة الله والعمل للأخرة.
يجب أن يكون الخوف من الموت بشكل معتدل والذي لا يجعل الشخص ينقطع عن الحياة ويفكر بالموت فقط، فقد خلقنا الله تعالى لعمارة الأرض والسعي فيها والكسب الحلال، والتمتع بمباهج الحياة بما يرضي الله.