هل التلبية للحاج فقط، فرض الله تعالى فريضة الحج على المسلمين مرة واحدة في العمر، وهي الركن الخامس من أركان الإسلام، حيث يذهب المسلم إلى بيت الله الحرام، ويؤدي المناسك وشعائر التي وضحها الرسول صلّ الله عليه وسلم، ولا يجوز ترك أي من هذه الشعائر حتى تتم فريضة الحج بالشكل الصحيح وتُقبل بإذن الله تعالى، وتعتبر التلبية هي إحدى الشعائر التي يقوم بها الحاج أثناء أداء فريضة الحج والعمرة، ولقد تساءل الكثير من المسلمين عن حكم ومشروعية التلبية لغير الحاج، وهل التلبية تكون للحاج فقط، من خلال هذا المقال سوف نجيب على هذه الأسئلة بشيء من التفصيل.
ما هي التلبية
تُعرف التلبية على أنها إحدى الشعائر التي يقوم بها المسلم خلال أداء فريضة الحج والعمرة، ولقد ورد عن الرسول صلّ الله عليه وسلم أنه قام بالتلبية، وهي عبارة عن قول يردده المسلم ضمن مناسك الحج، وعلى أي حال من أحوال الحجاج، والقصد بها الاستجابة لدعوة النبي ابراهيم الأولى للحج، وهي القول: ” “لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك”، التلبية تُشير في معناها إلى الانقياد إلى أمر الله تعالى، كما وتُشير التلبية أيضًا إلى الالتزام بالعبودية، حيث أنَّ قوله وتكرارها يُؤكد على التزام المرء بعبوديته لله تعالى والثبات على الطاعة والالتزام بها.
هل تكون التلبية للحاج فقط
تكون التلبية للحاج فقط، ولا تجوز لغير الحاج التلبية، وذلك لأنها إحدى الشعائر المقترنة بفريضة الحج والعمرة، وحتى تكون استجابة لدعوة سيدنا ابراهيم لما أذن بالحج، على أن تقام التلبية للحاج في وقت ومكان محدد، مع التأكيد أن قيام الحاج بالتلبية في غير الوقت المحدد لها يدخل في مدخل البدع، فيما يقتصر على الغير الحاج الدعاء في يوم عرفة وأيام الحج وهو من العبادات المستحبة في هذه الأيام الفضيلة، هذا والله تعالى أعلى وأعلم.
ما هو حكم التلبية
اختلف أهل العلماء والفقهاء في حكم التلبية للحاج أو المعتمر، فانقسم البعض إلى أنها سنة مؤكدة، ومنهم من ذهب إلى قول أنها واجبة على الحاج والمعتمر، ولكن جمهور العلماء ذهب إلى أنها التلبية هي سنة مؤكدة عن الرسول صلّ الله عليه وسلم، ولكنها ليست واجبة، وذلك على قول الإمام ابن باز، الشيخ ابن عثيمين .
حكم الزيادة في التلبية
الزيادة في التلبية كما ورد عن عبدالله بن عمر أنَّه قال: “سَمِعْتُ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُهِلُّ مُلَبِّدًا يقولُ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لكَ لَبَّيْكَ، إنَّ الحَمْدَ والنِّعْمَةَ لكَ والمُلْكَ، لا شَرِيكَ لكَ. لا يَزِيدُ علَى هَؤُلَاءِ الكَلِمَاتِ”، ولقد ورد أن بعض الصحابة قد أَضافوا بعض الكلمات والعبارات على صيغة التلبية الواردة عن النبي صلً الله عليه وسلم، ولكن ذهب جمهور العلماء أنه من الأفضل التلبية بالصيغة الواردة عن السنة النبوية، ولكن لا بأس وحرج إذا قام الحاج بزيادة شيء من الألفاظ التي وردت عن الصحابة، هذا والله تعالى أعلى وأعلم.
إلى هنا، نكون قد تعرفنا على حكم التلبية لغير الحاج، حيث لا يجوز التلبية إلا للحاج فقط، ويمكن لغير الحاج أن يتوجه إلى الله تعالى بالدعاء والخشوع وأداء العبادات والطاعات.