من يباح له الفطر في رمضان ويجب عليه الكفارة، من اهم خصائص الدين الاسلامي انه جاء للتخفيف على المسلمين لا للتعسير عليهم، فحفظ نفس الانسان مقصد من مقاصد الشريعة الإسلامية؛ ومن اهم الامثلة على هذا التخفيف هو الرخص التي اعطاها الدين الاسلامي للمسلم للإفطار في رمضان؛ تخفيفا له، وهذا ما سنتحدث عنه في هذا المقال.
من يُباح له الفطر في رمضان ويجب عليه الكفارة
تتنوع الاسباب والرخص التي اعطاها الاسلام للمسلم لكي يفطر في شهر رمضان المبارك؛ ومن هذه الرخص: الحمل والرضاعة، والحائض، والمريض، والمسافر، وعند الحاجة الملحة، وكبير السن. هذه هي المواضع التي يباح للمسلم الافطار فيها ولكن بإحكام معينة.
إفطار المسلم المسافر
قال تعالى:﴿ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ﴾صدق الله العظيم.
حيث يبيح الاسلام للمسافر الافطار، مع عدم إلزامه بالصيام او الافطار فإن اراد الافطار فليفطر وان اراد الصيام فليصم. حيث تشمل هذه الرخصة كل مسافر. ووجب عليه القضاء.
الحامل او المرضع
اعطى الاسلام الرخصة للمرأة الحامل او المرضع بالإفطار في شهر رمضان؛ تخفيفاً لها وخوفاً على صحتها وعلى جنينها إن كانت حامل ويوجد خوف او تعب عليهم، وعليها وعلى طفلها ان كانت مرضع وهم بحاجة للإفطار نظرا للتعب الناتج عن الصيام. فتصوم م تقدر عليه وتفطر ما لم تقدر عليه ووجب عليها القضاء لاحقاً.
إفطار المسلم المريض
وللمسلم المريض حالات ثلاث توجب الافطار بأحكام معينة وهي:
- إذا كان المريض يؤثر الصيام على صحته فيتعبه، وهو لا يُرجى شفاؤه من هذا المرض، مثل: مريض السرطان، او مريض بالسكري الذي لا يستطيع القضاء، … الخ القضاء، وهؤلاء يلهم ان يفطروا، وعليهم اطعام مكسين عن كل يوم افطار.
- إذا كان المريض يؤثر الصيام على صحته فيتعبه، ولا يُرجى شفاؤه من هذا المرض، الا انه يستطيع ان يصوم ولو بعض الايام او ان يقضي، مثل: اصحاب الامراض المزمنة كالسكر او الضغط او القلب، أو من يقوم بغسل الكلى ولكنهم يستطيعون ان يصوموا بعض الايام او ان يقضوا. فهنا جاز الافطار مع القضاء في حال استطاع ذلك.
- إذا كان المريض يؤثر الصيام على صحته فيتعبه، ولكن يُرجى شفاؤه من هذا المرض، مثل كافة الامراض الغير المُزمنة، فيستطيع ان يفطر كل الايام التي يكون مريض فيها، ثم يقوم بالقضاء بعد شفاءه وليس عليه اطعام مكسين.
الافطار عند الحاجة الملحة
ان تعرض المسلم لأي نوع من انواع الضرورة التي تجبره على الافطار فله ان يفطر، كتعرضه لتعب او مشقة قد تؤثر على صحته او انقاذه لغريق او حريق. الخ وهنا وجب عليه القضاء بعد ذلك.
الحيض او النفاس
وجب على الحائض او النفس الافطار في رمضان ولا يجوز لها ان تصوم وتصبح آثمة بذلك؛ نظراً لما له من تعب علي صحتها وجسدها, فقال أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: خرَج رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في أضحى أو فِطْر إلى المصلى، فمرَّ على النساء فقال: “يا معشر النساء، تصدَّقن؛ فإني أُريتُكنَّ أكثر أهل النار”، فقلن: وبمَ يا رسول الله؟ قال: “تُكثِرن اللعن، وتَكفُرن العشير، ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للبِّ الرجل الحازم من إحداكن”، قلن: وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله؟ قال: “أليس شهادة المرأة مثل نِصف شهادة الرجل؟”، قلن: بلى، قال: “فذلك من نقصان عقلها، أليس إذا حاضت لم تصلِّ ولم تَصُم؟”، قلن: بلى، قال: “فذلك من نُقصان دينها” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الكبير في السن
أحل الافطار للكبير في السن ولمن فقد عقله؛ فإذا كان كبير السن عاقل لما حوله لكن يشق عليه الصيام أحل له الافطار ولكن بإطعام مسكين عن كل يوم يفطره.
اما إذا فقد عقله او وصل للخرف فحاله كحال فاقد عقله وزال عن التكليف-والله تعالى اعلى واعلم_.
وهكذا تحدثنا في هذا المقال عن من هم الذين يبيح لهم الاسلام الافطار في رمضان مع ضرورة القضاء من عدمه.