من هو ضيدان بن قضعان
تنتشر الفنون والمواهب العربية في شتَّى المجالات مُنذ قديم الأزل، حيث دائماً ما نجد أشخاص متفوقين في الأدب والشعر والفن والرسم وغيرها، فتبدأ التساؤلات عنهم من أجل معرفة حياتهم الشخصية أو الظروف الذي نشأوا فيها وذلك ما يجعلهم محط اهتمام الكثير من الأفراد.
وتجد أن الكثير من مُحبي الشعر النبطي يسألون من هو ضيدان بن قضعان نظراً لأشعاره الجميلة والتي كانت حاضرة في الكثير من المحافل المحلية والعربية والإقليمية، حتى بات من أفضل الشعراء في مجال الشعر النبطي.
من هو الشاعر ضيدان بن قضعان
انتشرت التساؤلات حول من هو ضيدان بن قضعان وهو الشاعر النبطي السعودي ضيدان بن منصور بن ملهي بن قضعان العرجاني العجمي، أحد أفضل الشعراء النبطيين على مر التاريخ، ويُعد رمز من رموزه في العديد من الدول العربية، بدأ يكتب الشعر منذ سن الثانية عشر، وكانت أول قصيدة له في عرس أحد أبناء عمومته عام 1986مـ، ليبدأ بعدها بسلسلة كبيرة من القصائد مثل “يا عظيمة، زوجتي، يا وجودي، تسع سنين” وغيرها من القصائد الرائعة؛ لكن الانطلاقة الحقيقية كانت في العام 1996مـ حينما انتشرت أول قصيدة له في مجلة “المختلف”، كما أنه يعمل كرئيس لمركز أم ربيعة في الوقت الحالي.
ضيدان بن قضعان من وين
يحاول الكثير من الأفراد معرفة من هو ضيدان بن قضعان وما هو أصله، حيث أنه من قضعان، وتفرَّعت تلك العائلة من قبيلة “العرجاني” المعروفة بانتمائها لقبيلة العجمي، مما يعني أن ضيدان بن قضعان يعود أصله إلى قبيلة العجمي المعروفة في المملكة العربية السعودية، حيث أنها من القبائل العريقة والقديمة في المملكة ويُقال أن أصلها يعود إلى “سام” بن سيدنا نوح عليه السَّلام.
العجمي وش يرجعون
هي قبيلة سعودية قديمة من السكان الأصليين للمملكة العربية السعودية، وتعتبر أحد أكبر القبائل في المملكة، كانت عائلة العجمي تعيش في نجران ومن ثم انتقلت إلى نجد جنوب المملكة، وانتشرت فيما بعد في كافة أرجاء السعودية والوطن العربي، كما وأن قبيلة العجمي يربطها نسب كبير في قبيلة القحطاني.
ضيدان بن قضعان وزوجته
نظَّم الشاعر ضيدان بن قضعان قصائد كثيرة في حياته؛ إلَّا أن القصيدة التي نظَّمها لزوجته على حين غفلة كانت من أقوى وأجمل قصائده رغم الحزن الكبير الذي تحمله القصيدة، حيث أنه كان يُحب فتاة وتزوَّجا وعاشا حياة سعيدة جداً؛ لكن في الفترة الماضية كان هذا الحُب يُعبر على أن الزوجة قادرة على حُكم زوجها، مما يُسبب غيرة كبيرة عند الأهل، حيث أمروا الشاعر ضيدان أن يطلقها، وفعل ذلك خشية غضب والديه عليه، وحينما شارفت زوجته على مغادرة البيت ونظرت إليه طأطأ رأسه ونشد هذه القصيدة:
يَا وُجُودِيٌّ كُلُّ مَا هبّ نَسْناس الشِّمَال
وَجَدَ مَنْ حدّه زَمَانِهِ عَلَى اللَّيّ مَا يبيه
و يَا وُجُودِيٌّ كُلَّمَا أضحيت ثُمَّ مَالَ الظَّلاَل
لاغفت عَيْنِي ولاذقت شَيّ ٍ مشتهيه
وَجَدَ مَنْ قفّى و هْو فِي رَجَا كَلِمَة تَعَال
و الْتَفَت مَنْ عَقَّبَ ماْ أَقْفَى وَلَا أَحَدٌ ٍ لدّ فِيه
و يَا عَذَابِي لَا دَنَا اللَّيْلُ مِنْ رُوس الْجِبَال
وَانْتَهَى يَوْم ٍ مِنْ الْعُمْرِ مَا عَادَ أرتجيه
و انتي أَبْعَدُ مِنْ سُمًّا الْحِلْم و وصالك مُحَالٌ
يَا بَعْدُ مِنْ هلّ دَمْعِي ضَحَّى الفرقا عَلَيْه
يَا غناتي لَا تَحْسِبِين دَمْعِي يَوْم سَأَل
ضَعْفٌ و لاّ خَوْف و لاّ كَذَا وَ لاّ كذيه
و اللَّهِ إنِّي مِنْ رِجَالِ ٍ يضدّون الرِّجَال
لَكِن الْحَظّ ّالردي سَاق دَمْعِي كُلّ أبـيـه
و اللَّهِ إنِّي كُلّ مادار حوليك الْجِدَال
قُمْت كنّ الْمَوْت يُشِر عَلَى قَبْرِي بِدِيَة
و اللَّهُ أَنْ قدلي و أَنَا اصّد لَا جالك مَجَالٌ
صدّة اللَّيّ لَا تَضَايُقَ تذكّر قَبْر أَخِيه
و مـن سَأَلَنِي قُلْت مدري وَإِذَا عَادَ السُّؤَال
قُلْت لَهُ تُكْفَى سُؤَالَك تَرَى مَا هُوَ وَجِيهٌ
ضيدان بن قضعان يا عظيمة
كتب الشاعر ضيدان بن قضعان قصيدة “يا عظيمة التي كانت من أجمل القصائد” وجاء فيها ما يلي:
يَا عَظِيمَةٌ كُلّ شيٍ لَه حُدُود وَلَهُ نِهَايَةٌ
لَكِن انتي ماوقفتي عِنْد حدّك ياعظيمه
استلذّيتي بطعناتي واخذتيها هَوَائِه
كُنّ مَا لَك حربةٍ تَوَجَّع وطعناتٍ أليمه
آه ليتك مَا تماديتي بطعنات الْبِدَايَة
لَئِن صَارَ لِكُلٍّ طَعَنَه فالحشا معـنـى وَقِيمَة
اللَّه يبيحك وَلَكِنْ كَيْفَ فِي أغْرَب رِوَايَة
تكتبين الْحَبّ كَذَّبَه وَالْهَوَى دقّه قَدِيمَةٌ
وانتي اللَّيّ كُلُّ مَا لدّت عيونك فالمرايه
مَا لمحتي إلَّا الْيَتِيم اللَّيّ خذت قَلْبِه يَتِيمَة
وَالْيَتِيمَة فاليتامى مَالِهَا حَقّ الْوِصَايَة
الْوَصِيَّة عَوْدِهَا الْغَضّ ونواياه السَّلِيمَة
لَكِن انتي صَار لَك حَقّ الْوِصَايَة وَالْوِلَايَة
واستبدّيتي وشدّوا البَدْو و أُضْحِيَّتِي مُقِيمَة
مَا رِحْلَتَي لَئِن حطّمتي بِمَا فِيهِ الْكِفَايَةُ
عاقلٍ حُبّ الْجُنُون وصـوت نَارِك فِي مَشِيمَة
استبحتي حُرْمَة الْمَجْنُون بِإِدْرَاك وَعَنَائِه
والتفتي لَه بِعَقْلِك وَارْتَكَزَت فِي صميمه
امتلكتي غَايَتُه لَوْ كَانَ مَالُهُ فِيك غَايَة
وانتصرتي فِي عُيُونَه وَاعْتَرَف لَك بِالْهَزِيمَة
مَنْ كَثُرَ مايعشقك ماقال لَك بِالْحَبّ رَأْيِه
خَائِفٌ الْأَيَّامِ لَا تَطْلُعُ عَوَاقِبِهَا وَخَيْمَةٌ
فِي طَرِيقَك كُلّ ماكنّه لَمَس دَرْب الْهِدَايَة
تَاه وَدُرُوب الْحَيَاة الْمُسْتَقِيمَة مُسْتَقِيمَة
تايهٍ بَصْرِيٌّ وَمَن جَابَه لِبَيْتِ اللَّهِ تَائِه
عُذْرٍ مِنْ غمّض بِعَيْن وَعَيْنُه الْأُخْرَى كَرِيمَة
فدوتك مافات مِن ليّام وَاللَّيّ عَاد جايه
يَا بَعْد عمرٍ مخاسيره مَعَك عِنْدِي غَنِيمَةً
أنـتـي الفارع بِقَد وَجَد وَأَسْمَاء وَكِنَايَةٌ
مِنْ عِشْقٍ مِثْلَك يَجُوزُ مِنْ الْهَوَى وَشَدَّاد رِيمَة
لَيَّة لَا وانتي بحسنك فِي ذَوَاتِ الْحَسَن آيَة
لَا ذَهَبَ لَا مَاسٌّ لَا يَاقُوتٌ لَا احجارٍ كَرِيمَة
شاعرٍ لَهُ مَعَ هَل الرَّايَات فالمرقـاب رَأْيِه
كُلّ ماهبّت هبوبك فلّها قَدْر وحشيمه
سامحك مـن أَلْف بَاء الذنـب إلَى مَالًا نِهَايَةٌ
واستباحك عَن خَطَأَه وَكُلّ طقٍ بِتَعْلِيمِه
يَوْم قلتي أَعْطِنِي حرّيتي أَطْلَق يدايه
مَا ذَخَر عَن وَجْهَك إلَّا طعنتينٍ فِي صميمه
مما لا شك فيه أن الشعر النبطي العامي كان وما زال قائماً في الوطن العربي وتحديداً في المملكة العربية السعودية، إلى جانب أنه أصبح يُغنَّى في فن الشيلات.