من هو أول الائمة الاربعه، عندما بعث الله النبي محمد صلى الله عليه وسلم فقد كفله الله عزوجل في نشر الدين الاسلامي فقد تكلف الله بحفظه، وهيأ الله لنبيه الكريم أصحاب وانصار يحملون الامانة من بعده ورعوها حق رعاية ثم سار التابعون لهم بإحسانٍ على طريقتهم ومنهجهم إلى يوم الدين ومنذ ان نشأت البدع وظهرت الفرق التي حذَّرنا منها النبيُّ صلى الله عليه وسلم، سخَّر الله من عباده الصالحين في كلِّ مكانٍ وزمانٍ من يقومون بالدعوة الى السنة ويبينوها للناس، ومن هؤلاء العلماء الذين بذلوا جهدهم وأوقاتهم في سبيل هذا الأمر العظيم الأئمَّةُ الأربعة رحمهم الله وفي مقالنا هذا سوف نقوم بالتعريف على اسمائهم.
من هم الائمة الاربعة وصفاتهم
هم الامام ابو حنيفة والامام مالك والامام الشافعي واحمد بن حنبل قهم من اقتدى بهم الاسلام والمعتمد على اقوالهم وافعالهم بين المسلمين جميعا:
- الامام ابو حنيفة: فهو الإمام الفقيه المحدث أبو حنيفة النعمان بن ثابت التيمي، إمام أصحاب الرأي، وفقيه أهل العراق، وهو أعلم أهل عصره بالحديث، وصاحب المذهب الحنفي وإمام الحنفية، ويعتبر من أحد الأئمَّة الأربعة عند أهل السنة
وقيل عنه: في أصله فهو من أبناء فارس، فقد ولد في خلافة عبد الملك بن مروان عام 699م في الكوفة ونشأ بها، وكانت مهنته التجارة ويطلب العلم في صباه، ثم بعد ذلك انقطع للتدريس والإفتاء، وامتنع ورعًا أن يتولَّى القضاء أكثر من مرَّة.
فاشتهر رضي الله عنه بأنه زاهد عابد راعي نقي وذكيا فطنا سريع البديهة حسن المظهر والصورة كريم الاخلاق جوادا صوته جوهري، وكان كثير الخشوع لله عزوجل وكان ثقة قوي الحجة.
ولقد تُوفِّي في سنة 767م في مدينة بغداد وله سبعون سنة، وله أخباره ومناقبه كثيرة، وعلمه غزير، فمن مصنَّفاته: (مسند في الحديث، وكتاب العلم والتعلم، وكتاب الرد على القدرية، وغيرها).
- الامام مالك: يعتبر هو شيخ الاسلام رضي الله عنه ، وحجة الامة، وإمام لدار الهجرة، أبو عبد الله، مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث الأصبحي، وأمُّه عالية بنت شريك الأزدية، وهو من قام بتأسيس المذهب المالكي وإليه تُنسب المالكية، وُلِد في عام 712م في المدينة حيث انه نشأ في طلب العلم، فكان من سادات أتباع التابعين وجلَّة الفقهاء والصالحين، وممَّن كثرت عنايته بالسنن وجمعه له، فهو يُعتبر مالك رحمه الله إمام لأهل الحجاز في عصره وإليه ينتهي فقه المدينة.
فكان عظيم الجلالة كثير الوقار، وحقًّا صلبًا في دينه، ورعًا ثقةً ثبتًا حُجَّةً فقيهًا عالمـًا، روى عن غير واحدٍ من التابعين، وحدَّث عنه خلقٌ كثير، وان اخباره كثيرة للغاية ومات رحمه الله في عام 795م في المدينة وله من العمر خمس وثمانون سنة.
وكانت من مؤلفاته التي تركها وراءه (كتاب الموطأ الذي ظلَّ يُحرِّره أربعين عامًا وجمع فيه عشرة آلاف حديث، و-أيضًا- كتاب تفسير غريب القرآن، وكتاب في المسائل، ورسالة في الوعظ، ورسالة في الردِّ على القدرية، وكتاب في النجوم).
- الامام الشافعي: اسمه محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع الهاشمي القرشي المطلبي، أبو عبد الله، إمام عصره وفريد دهره وُلِد في غزة عام 767م في مدينة غزة المتواجدة في دولة فلسطين وهاجر بعد ذلك إلى مكة المكرمة وهو ابن سنتين، فمنذ صغره نشأ في تعلم اللغة العربية والأدب -خاصَّةً الشعر- وكان بارع فيهما، واكن ايضا بارع في الرمي حتى صار يُصيب من العشرة عشرة، ثم بعد ذلك أقبل على تعلُّم الفقه والحديث على يد الإمام مالك وسفيان بن عينية وغيرهم من العلماء، فكان رحمه الله ذكيًّا مفرطًا حتى إنَّه حفظ القرآن وهو في سنِّ السابعة من عمره، وحفظ ايضا موطأ مالك في سنِّ العاشرة، وأفتى وهو ابن عشرين سنة، كما يعد هو اول من قام بالتأليف في علم اصول الفقه وله تصانيف كثيرة من أشهرها: (كتاب الأم في الفقه، والمسند في الحديث، وأحكام القرآن، وكتاب السنن، والرسالة في أصول الفقه، والمواريث) فقد قام بزيارة بغداد مرتين وحدَّث بها، وزار ايضا مصر في سنة (199هـ)، وبقي بها حتى انتهي اجله وكان ذلك في سنة 820م على عمر يناهز اربع وخمسون عام.
- الامام احمد بن حنبل: يعرف بالإمام البارع ، وهو شيخ الإسلام وسيِّد المسلمين، المجمع على جلالته وإمامته وورعه وزهادته وحفظه ووفور علمه وسيادته، أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني.
إمام المذهب الحنبلي وإمام المحدِّثين الناصر للدين، والصابر على المحن والمناضل في السنة، وولد رحمه الله في سنة 780م في بغداد ونشأ بها، حيث انه طلب العلم وسمع الحديث من شيوخها، وقام بحفظ كتاب الله (القران الكرم)، وتعلَّم اللغة، ثم بعد ذلك بدأ برحلاته في طلب العلم فذهب إلى الكوفة، والبصرة، ومكة، والمدينة، واليمن، والشام، والجزيرة، وقام بالكتابة عن علماء ذلك العصر.
كان رحمه الله مجتهدًا وبرز على أقرانه في حفظ السنة وقام بجمع شتاتها حيث انه أصبح إمام المحدِّثين في عصره، ومن صفاته انه كان قوي العزيمة صبورًا ثابت الرأي قوي الحجة، جريئًا في التكلم عند الخلفاء ممَّا كان سببًا له في محنته المشهورة؛ حيث اقتنع الخليفة العباسي المأمون بقول المعتزلة بخلق القرآن، ولكنَّه مات قبل أن يُناظر الإمام أحمد رحمه الله.
وتم توقيف الأذى عن الإمام في زمن الواثق بالله الذي تولَّى بعد المعتصم، وبعد وفاة الواثق باله تولى بعده الخليفة المتوكل فقام بإبطال بدعة خلق القرآن وكرَّم أحمد ابن حنبل وبَسَط له يد العون، وظلَّ ابن حنبل على منهاجه ثابتًا على رأيه لم يغيره أي شيء حتى حان وفاته وكان ذلك في سنة 855 في بغداد عن عمر يناهز سبع وسبعون سنة.
وله رحمه الله تصانيف كثيرة، ومن اشهرها المسند الذي يحتوي على ثلاثين ألف حديث، وله كتب في التاريخ والتفسير وفضائل الصحابة والمناسك والزهد، وقام تلاميذه من بعده بجمع مسائل كثيرة في الفقه والفتوى ودوَّنوها ونقلوها بعضهم عن بعض في مجاميع كبيرة.
البلاد التي اشتهر بها كل من الائمة الاربعة
اشتهر كل واحد من الائمة الاربعة الذين اصطفاهم الله عزوجل في بلاد وعرفوا بها سوف نتعرف في هذه الفقرة عن البلاد التي اشتهر كل مهنهم:
- الامام ابو حنيفة: كانت شهرته في بلاد الكوفة، وبغداد، ومصر، والشام، وتونس، والجزائر، واليمن، والهند، وفارس، والصين، وبخاري، وسمرقند، وبلاد الأفغان والقوقاز، والتركستان الشرقية والغربية .
- الامام مالك: فقد وصل صيت مذهبه في جميع الأقطار، فكان الناس يرحلون اليه من كل مكان حيث انه بقي يعلم ويفتي قرابة سبعين عامًا، وانتشر مذهبه في مصر، والمغرب الأقصى، والجزائر، وتونس، وطرابلس، وهو الغالب في السودان وبعض دول إفريقيا، والأندلس، والبصرة، والكويت، وقطر، والبحرين رضي الله عنه وارضاه.
- الامام الشافعي: وانتشر مذهبه في الحجاز، والعراق، ومصر، والشام، وفلسطين، وعدن، وحضرموت، وهو المذهب الغالب في إندونيسيا، وسريلانكا، ومسلمي الفلبين، وجاوه، واستراليا والهند الصينية.
- الامام احمد بن حنبل: اشتُهر ابن حنبل بصبره على المحنة التي وقعت به والتي عُرفت باسم “فتنة القران الكريم”، والتي تعرفنا عنها في الفقرة السابقة.
من هو أول الائمة الاربعه؟ الامام ابو حنيفة.
ختاما لمقالنا فقد قمنا بالحديث عن الائمة الاربعة والتعرف على كل ما يتعلق بهم.