من عادة أشراف العرب الحضر أن يرسلوا ابنائهم إلى المرضعات في البادية بهدف، كان للعرب في الجاهية هيبة و سلطان عظيم و كان من أفضل عاداتهم الصدق و كانوا يحقرون الكذب و صاحبه و كانوا ينظمون الشعر في شجاعتهم و قوتهم و يبغضون الذل و الهزيمة فأيٍ كان، تميز العرب بالصبر و اللسان الفصيح المبين و العلم و كانوا يحرصون على النظافة و السمعة الطيبة في المقابل كان لديهم بعض الصفات الدنيئة و السيئة التي حاربها ديننا منذ بزوغ فجر الإسلام مثل وأد البنات خوف من العار في المستقبل و قتل الأولاد تجنباً أن يصيبهم الفقر و شرب الخمر و التعصب القبلي الظالم من سلطة القوي على الضعيف، كان القمار و الميسر يأخذ معظم وقتهم و كان يسلبون بعضهم البعض.
قصة رسول الله مع مرضعته
في زمن ولادة خير البرية و سيدها محمد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان العرب يبعثون أولادهم إلى المرضعات، كانت المرضعة تأخذ المولود و هو رضيع و تعيده إلى أهله بعد أن يتم عامه الخامس، توفي والد الرسول- صلى الله عليه وسلم- قبل ولادته و بعد أن وُلِدَ توفت أمه و وضعوه عند جده عبد المطلب الذي أسماه مُحمد، و جاءت مرضعة اسمها حليمة السعدية تسأل عن طفل لترضعه فقالوا لها عن محمد، سألت عن والده و قالوا لها يتيم و كانت فقيرة جداً تبحث عن عمل فأخذته و قالت لأرى ماذا سيجلب لي هذا الطفل، و أخذته و أرضعته و انهال الخير عليها من كل جانب أينما حل و سار هذا الطفل المبارك تتحول الصحراء إلى حديقة غنَّاء، ساق هذا الرضيع كل الخير لمرضعته و نالت حليمة السعدية شرف مرضعة رسول الله.
ما الهدف منن عادة أشراف العرب الحضر أن يرسلوا ابنائهم إلى المرضعات
اشتهر العرب بالفصاحة و البيان و طيب الحديث و بلاغته، و عُرِفوا بحبهم للعلم و الشجاعة و السمعة الطيبة و كانوا شديدي البنية أقوياء تصد صدورهم الرياح و من هذا المنطلق جاءت فكرة إرسال أطفالهم الرضع إلى مرضعات في بادية العرب، من عادة أشراف العرب الحضر أن يرسلوا ابنائهم إلى المرضعات في البادية بهدف.
إجابة السؤال:
كان عرب البادية آنذاك يشتهرون بسلامة أجسادهم و صحتها و قوتها و شدتها فكانوا يرسلون أبنائهم ليكبروا على هذا المنوال و لينهلوا من فصاحة ألسنتهم و لغتهم القوية و السليمة و بلاغتهم في حديثهم.
قصة الرسول- صلى الله عليه وسلم- مع مرضعته السيدة حليمة السعدية من أشهر القصص التي توضح و ثبت عادة العرب قديماً بإرسال أطفالهم إلى البادية؛ لينهلوا خير اللبن فيشتد عودهم و يقوى و أول ما يتعلموه هو فصاحة لسان العرب و بيانه و بلاغته التي نفتقدها في أيامنا هذه.