من بنى المسجد الاقصى، يعتبر المسجد الأقصى من المعالم التاريخية لدى المسلمين وهو ذو شأن عظيم عند المسلمين كافة لما له من مكانة عند الله عز وجل الذي فضله على غيره من المساجد، كما أنه كان القبلة الأولى للمسلمين، الأمر الذي جعل منه مطمع للكثير من المعاديين لهذا الدين، المسجد الأقصى رمز تاريخي و حضاري للمسلمين، كما يعد معلماً سياحياً يزوره العديد من السياح من حول العالم لما فيه من جماليات فن العمارة و الإنشاء، وهذا يجعلنا نطرح سؤال من بنى المسجد الأقصى وما مكانته الدينية عند المسلمين.
مكانة المسجد الأقصى ورمزيته
ارتبطت قدسيَّة المسجد الأقصى في العقيدة الإسلاميَّة منذ أن كان القبلة الأولى للمسلمين، فهو أولى القبلتينِ حيث صلَّى المسلمون إليه في بادئ الأمر نحو سبعة عشر شهرًا قبل أن يتحولوا إلى الكعبة ويتخذوها قبلتهم بعد أنزل الله تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ}، كما ترتبط قدسية المسجد الأقصى بمكانته الدينية و العقائدية المُتمثِّلةِ بزيارات الأنبياء أو إقامتهم وبعثهم. وقَد كان المَسجد الأقصى قبلة جميع أنبياء الله، كما كان قبلة المسلمين الأولى، وحوله تدور حادثة الإسراء المعجزة التي شرَّف الله بها نبيَّه محمَّد عليه الصّلاة والسّلام من مكَّة إلى المسجد الأقصى ثم إلى السماء السابعة.
فضائل المسجد الأقصى على غيره من المساجد
للمسجد الأقصى الكثير مما يميزه عن غيره من المساجد نعدد بعض منها
- أولاً: تمت فيه البيعة، فقد اجتمع الأنبياء في بيت المقدس، ولم يجتمعوا في مكان آخر سواه، وأمَّهم النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة.
- ثانياً: أنه قبلة المسلمين الأولى.
- ثالثاً: أنه ثاني مسجد بني في الأرض بعد المسجد الحرام، وثالث الحرمين الشريفين في القدسية بعد المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، قال صلى الله عليه وسلم:”لاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلاَّ إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ: الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم، وَمَسْجِدِ الأَقْصَى”.
- رابعاً: أرضه وما حولها مباركة: قال تعالى:”الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ”.
من قام ببناء المسجد الأقصى
يعتبر المسجد الأقصى ثاني مسجد وضع في الأرض بعد المسجد الحرام، بدليل ذلك ما رواه البخاري عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: “المسجد الحرام”، قال: قلت ثم أي؟ قال: “المسجد الأقصى”، قلت: كم كان بينهما؟ قال: “أربعون سنة، ثم أينما أدركتك الصلاة فصل والأرض لك مسجد”.
ومن المرجح أن أول من بناه هو آدم عليه السلام، اختط حدوده بعد أربعين سنة من إرسائه قواعد البيت الحرام بأمر من الله تعالى، وكما تتابعت عمليات البناء والتعمير على المسجد الحرام، تتابعت على الأقصى المبارك، فقد عمره سيدنا إبراهيم حوالي العام 2000 قبل الميلاد، ثم تولى المهمة ابناه إسحاق ويعقوب عليهما السلام من بعده، كما جدد سيدنا سليمان عليه السلام بناءه، حوالي العام 1000 قبل الميلاد.
يختلف البعض حول اجابة سؤال من بنى المسجد الأقصى، ولكن لا أحد يختلف على قدسيته و مكانته العظيمة عند المسلمين لما له من فضائل تميزه عن غيره من المساجد.