من اول من دفن في البقيع، بدأ الإسلام سراً في بداية الدعوة، وذلك بسبب قلة عدد المسلمين وضعفهم، ولما ذاع خبر انتشار الإسلام تعرض من أسلم إلى أشد أنواع الأذى والتعذيب، ولقد هاجر منهم البعض إلى الحبشة احتماءً من بطش وعذاب الكفار والمشركين، ولقد أمر الله تعالى أن تكون مقبرة البقيع لموتى المسلمين، فمن هو الصحابي الذي دفن فيها أولاً.
اين تقع مقبرة البقيع
مقبرة البقيع والتي تقع في المدينة المنورة، وهي مكان معروف لدى المسلمين، والذي سُمي بهذا الاسم نسبة إلى نبات بقيع الغرقد، أو نبات العوسج الذي كان ينتشر في تلك البقعة، وتقع هذه المقبرة بالتحديد في جنوب شرق سور المسجد النبوي الشريف، وهي المقبرة الرئيسية لأهل المدينة، وطول هذه المقبرة لا يتجاوز الثماني متراً، وفي عهد الإسلام أمر الله تعالى رسوله بأن تكون مقبرة للمسلمين.
عثمان بن مظعون أول من دُفن في البقيع
هو الصحابي عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن كعب الجمحي، رافق الرسول صلّ الله عليه وسلم وكان من المناصرين والداعيين للدين الإسلامي، وهو من أوائل الصحابة الذين سبقوا للإسلام، ومن أوائل المهاجرين في سبيل الله تعالى، ويعتبر أول صحابي دفن في مقبرة البقيع من المسلمين.
هجرة عثمان بن مظعون إلى الحبشة
كان عثمان بن مظعون من الرجال القلة الذين تركوا أوطانهم وديارهم في سبيل الله تعالى، وأقام في بلاد غير بلاده وتحمل مرارة الغربية، وعاد إلى مكة المكرمة بعد انتشار خبر إسلام الكفار فيعا، وفلما عاد بمكان قريب من مكة تبين لهم كذب هذا الخبر، ورجع بعض من الرجال إلى الحبشة ودخل البعض مكة المكرمة متخفياً و في جوار أحد من أهل مكة حتى يضمن له عدم تعرض الكفار والمشركين له.
وفاة عثمان بن مظعون ودفنه في البقيع
توفي الصحابي الجليل عثمان بن مظعون في شهر شعبان من السنة الثالثة للهجرة، ودفن رضي الله عنه في مقبرة البقيع في المدينة المنورة، ولقد كان أول المسلمين الذين دُفنوا في مقبرة البقيع أو بقيع الغرقد، فقد قال ذلك عبد الله بن أبي رافع: أول من دفع ببقيع الغرقد هو عثمان بن مظعون.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا، والذي تعرفنا من خلاله على أول من دفن في البقيع وهو الصحابي الجليل عثمان بن مظعون وذلك في السنة الثالثة للهجرة.