من اول الانبياء الذي قال الشعر، نظرًا للأهمية التي يشغلها الشعر والتي شغلها منذ قديم الزمان كونه كان أداة في توثيق الأحداث في عصر الإسلام ومن قبله، كان البحث حول أصوله وأول من قاله أحد أكثر عمليات البحث عبر محركات البحث، خصوصًا التساؤل عن من اول الانبياء الذي قال الشعر، الأمر الذي يبحث عنه كثير من الناس، وفي هذا المقام سنتناول كافة التفاصيل المرتبطة بالإجابة عن من اول الانبياء الذي قال الشعر.
الشعر في الإسلام
كان الشعر لسان العرب منذ قديم الزمان، حيث كان الشاعر وزير الإعلام الخاص بهم، كونهم كانوا يتمتعون بفصاحة لسانهم وقوة لغتهم، وكان أحد أبرز الوسائل التي يستخدمونها في توثيق أحداثهم وحروبهم، والتفاخر بأنفسهم، ولذلك نجد اهتمامًا خاصًا بالشعر وبالشعراء، وهذا ما يفسر كثرة أعداد الشعراء في العرب والتنافس فيما بينهم في تنظيم المسابقات والمنافسات الشعرية، إلا أن الاهتمام بالشعر قل بعض الشيء مع مجيئ الإسلام حيث انشغل المسلمون بأمور دينهم على حساب الشعر.
من هو اول الانبياء الذي قال الشعر
يعد النبي آدم عليه السلام اول الانبياء الذي قال الشعر وسرده، حيث روي أنه قال الشهر في رثائه لابنه هابيل الذي مات مقتولًا على يد أخيه قابيل، وتروي المصادر التاريخية أن مجموعة من الناس سألوا أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- عن أول إنسان قال الشعر فكان رده أنه النبي آدم عليه السلام حين رثا ابنه هابيل حيث حزن حزنًا كبيرًا على مقتل ابنه.
شعر آدم عليه السلام
كما سبق القول فإن نبي الله آدم عليه السلام هو اول الانبياء الذي قال الشعر، حيث رثى ابنه هابيل الذي قتل على يد أخيه، وقال الشعر حزنًا عليه في رثائه، أما عن كلماته التي قالها والتي عدل عليها يعرب بن قحطان فكانت على النحو التالي:
بَكَتْ عَيْنِي وَحُقّ لَهَا بكاها وَدَمْعُ الْعَيْنِ منهمل يسيح .
فَمَا لِي لَا أَجُودُ بِسَكْبِ دمعٍ وَهَابِيل تضمّنه الضّريح .
رَمَى قَابِيل هابيلاً أَخَاه وَالْحَدُّ فِي الثّرى الْوَجْه الصّبيح .
تغيّرت الْبِلَادَ وَمَنْ عَلَيْهَا فَوَجْه الْأَرْض مغبرٌّ كشيح .
تبدّل كلّ ذِي طعمٍ ولونٍ لفقدك يَا صُبَيْح يَا مَلِيحٌ .
أَيَا هَابِيل أَنْ تَقْتُلَ فإنّي عَلَيْك الدّهر مكتئبٌ قَرِيح .
فَأَنْت حياةٌ مَنْ فِي الْأَرْضِ جميعاً وَقَد فَقَدُوك يَا رُوحَ وَيَا رِيح .
وَأَنْت رجيح قدرٍ يَا فَصِيح سُلَيْم بَل سميحٌ بَل صُبَيْح .
وَلَسْت ميّت بَلْ أَنْتَ حيٌّ وقابيل الشّقيّ هُو الطّريح .
عَلَيْه السّخط مِن ربّ الْبَرَايَا وَأَنْت عَلَيْك تسليمٌ صَرِيحٌ .
من أشعار الأنبياء
لم يكن النبي آدم عليه النبي الوحيد الذي قال الشعر كما سبق القول في رثاء ابنه، فقد وردت أقوال عن أهل العلم وأصحاب الاختصاص أن الأنبياء عليهم السلام كانوا ممنوعون عن قول الشعر، وقد قال الله سبحانه وتعالى عن رسولنا الكريم: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ ۚ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ} وكان سيدنا محمد يقرب إليه عدد من الشعراء مثل حسان وعبدالله بن رواحة.
أغراض الشعر
بالحديث عن الشعر عند العرب، فقد تعددت أغراضه واختلفت أساليبه، والناظر للشعر العربي يرى أن العرب كتبوه في الأغراض التالية، على النحو التالي:
- الغزل الصريح والغزل العنيف.
- المديح والهجاء,
- الرثاء والفخر.
- الوصف والاعتذار.
- الحكمة والنصح والإرشاد.
- السياسة واللهو والطبيعة والزهد.
كان النبي آدم عليه السلام اول الانبياء الذي قال الشعر حيث قالها حزنًا على ابنه ورثاء له، وقد قدمنا خلال حديثنا الكلمات التي قالها والتي تم تعديلها، وصولًا إلى الحديث عن الشعر في الإسلام وأهميته لدى العرب، وأخيرًا الأغراض التي كتب فيها العرب.