من الامور التي تقابل بها المصائب، جميعنا تصيبنا مصائب فالمسلم اذا أصابته سراء شكر واذا أصابته ضراء صبر، فالصبر هو أكبر معين لك على مصائب الدنيا، لأن بدونه لن تخطو الى الأمام، فهو وسيلتك لتحقيق ما تأمله في الحياة، فالصبر أيضا يجعل صاحبه يتذوق المرار والضعف والحزن في بعض الأحيان، ولكن تأتي ثماره فيما بعد بأروع ما يمكنك الحصول عليه، وفي مقالنا هذا سوف نتحدث عن كيفية مواجهتك للمصائب.
من الامور التي تقابل بها المصائب؟ الاجابة الصحيحة هي: الصبر والاحتساب.
ما معنى المصيبة
تعرف المصيبة في اللغة: هي الصوب مثل الصيب وتقول صابه المطر وصوبت الفرس إذا أرسلته في الجري والصواب ضد الخطأ واستصوبه واستصابه وأصابه رآه وأصابته مصيبة فهو مصاب والصابة والمصيبة ما أصابك من الدهر وكذلك المصابة والمصوبة بضم الصاد والتاء للداهية أو للمبالغة والجمع مصاوب ومصائب، الأخير على غير قياس، يُقَالُ مُصِيبَة، ومَصُوبَة، ومُصَابَة، والجمعُ مَصَايِب، ومَصَاوِب، وهو الأمر المكروه ينزل بالإنسان
أما في الاصطلاح: يقول الجرجاني: (المصيبة ما لا يلائم الطبع كالموت ونحوه)، كما قال المناوي: (المصيبة اسم لكل ما يسوء الإنسان) وقال الكلبي: (المصيبة … ما يصيب من الشر).
ما هي أنواع المصائب
للمصائب ثلاثة أنواع وهي كالآتي:
أولا: المصائب العامة وهي التي تصيب الأرض والناس مثلا كالكوارث التي تنزل بقوم فتهلك الحرث والنسل، ومثال على ذلك في القرآن كثير، كالطوفان لقوم نوح، والخسف لقوم لوط، والريح العاتية لقوم عاد، وكفساد البيئة التي حل بقوم فرعون بتسليط الدم والقمل وغيرها من الحشرات مما يفسد حياة الإنسان ويجعلها كدرا لا تطاق.
ثانيا: مصائب عامة وهي التي تصيب الانسان دون الأرض ويعتبر هذا النوع من المصائب التي يصيب بها عامة الناس دون إحداث أي ضرر مباشر بالبيئة ومن أبرز الأمثلة عليه ما حل بقوم شعيب حين أعرضوا وصدوا عن اتباع الحق قال تعالى: “وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ. كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا بُعْدًا لِمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ”
ثالثا: مصائب خاصة تصيب أفرادا دون آخرين السبب في هذا النوع مختلف حسب حال الشخص فمن كان كافر معاند فتكون المصيبة من باب العقوبة والقصاص كما حدث مع قارون “فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ”، وما حل أيضا بالسامري الذي أضل بني إسرائيل بعبادة العجل “قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا”.
فقد تكون المصيبة ليست من باب العقوبة فقد تكون ابتلاء للصبر وقد تكون أيضا كاشفة وقد تكون رادعة وخاصة تصيب الأفراد ففي قوله تعالى: “مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ”.
الطريقة السليمة التي تقابل بها المصائب
ان الطريقة السليمة الت يتقابل بها المصائب هي الصبر والاحتساب، حيث أن الاحتساب يكون هو طلب الأجر والثواب من الله عزوجل على الصبر والبلاء والشدة، دون أن تكون النفس كارهة النفس كارهة لذلك ولكنها راضية مطمئنة، حيث أن ابن الأثير قال في معنى الاحتساب أنها المبادرة بطلب الأجر والثواب بالصبر والتسليم.
أحاديث نبوية عن الصبر
- عن أبي يحيى صهيب بن سنانٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(عجباً لأمر المؤمن كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له)
- عن أبي هريرة قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم((ما يصيب المؤمن من نصبٍ، ولا وصبٍ ولاهمٍ، ولا حزنٍ ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه)) متفق عليه
وهكذا نكون قد تعرفنا على المصيبة وأنواعها والطريقة السليمة التي تقابل بها المصائب كما تعرفنا ايضا على أحاديث نبوية شريفة عن الصبر، وقمنا بالاجابة على السؤال من الامور التي تقابل بها المصائب.