من أسباب التفريط والتخلف عن صلاة الفجر في جماعة، أمرنا الله عزوجل بالصلاة التي هي الركن الثاني من أركان الاسلام؛ وهي فرض على كل مسلم وسلمة وهي صلة بين العبد وربه؛ فهي تعودنا على النظام والمحافظة على المواعيد؛ كما أنها أيضاً ترضى الله تعالى لأنه أمرنا بها ففي قوله تعالى “أقيموا الصلاة ان الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً”؛ كما أنه يوجد أحكام فروض وأوامر في الاسلام علمنا اياها نبينا الكريم صلوات الله وسلامنا عليه؛ كم فرض الله عزوجل علينا خمس صلوات وهي افجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء، وحديثنا اليوم عن صلاة الفجر.
أسباب التفريط والتخلف عن صلاة الفجر في جماعة؟
من هذه الأسباب هي فيما يلي:
- النوم المتأخر.
- عدم وجود أداة مساعدة للاستيقاظ.
- عدم الخروج في جماعة مع الأصدقاء.
ما هي صلاة الفجر
هي إحدى الصلوات الخمس التي فرض الله عز وجل على المُسلمين أداءها، كما قال سبحانه وتعالى في قوله: (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا) صدق الله العظيم؛ وسميت الصلاة بهذا الاسم؛ لأنها صِلَة ما بين العبد وربِّه، فإذا أراد الإنسان أنْ يصل ربه ويدعوَه ويطلب منه حاجةً، لجأ إلى الصّلاة، وطلب منه ما يشاء؛ وهي الصلاة الأولى التي يؤديها المسلمون في يومهم، كما أنها تكون افتتاحية مباركة لهذا اليوم، فمن أداها كان الله معه خلال أوقاته كلها، ووفقه إلى سبل الخير والرشاد، فهذه الصلاة سبب رئيسي حتى يستيقظ الإنسان مبكراً من نومه، ويبدأ يومه بنشاط، ومن هنا فقد جمعت هذه الصلاة فضلاً آخر إلى جانب فضلها الديني الرئيسي، وهو فضلها على حياة الإنسان اليوميّة، والذي يتلخّص بقدرتها على إكسابه كميّة كبيرة من النشاط لا نظير لها.
عدد ركعات صلاة الفجر
فرض الله سبحانه وتعالى على المسلمين خمس صوات كما تعلمنا سابقاً؛ وصلاة الفجر فرض فيها أربع ركعات وهما ركعتين سنة وركعتين فرض، وفيما يلي شرح لكل منهم:
- ركعات الفرض: أجمعوا الفقهاء على أن عدد ركعات الفرض في صلاة الفجر هي ركعتان فقط، فصلاة الفجر من الصّلوات التي لا مثيل لها بين الفرائض؛ كونها هي الصلاة الوحيدة بين الفرائض التي تُصلّى ركعتين، وقد وافقت في ذلك سُنّة اللّيل من القيام والنّفل وغيره، وهي صلاةٌ ليليّةٌ؛ أي تُؤدّى ليلاً، وهي كذلك صلاةٌ جهريّة؛ يجهر المصلّي عند القراءة بها، سواءً كان إماماً أو منفرداً.
- ركعات السنة: يوجد لصلاة الفجر سنةٌ راتِبةٌ قبليّةٌ فقط، وليس لها سُنّةٌ بعديّة، بل لا يجوز للمسلم أن يصلّي بعد أن يُتِمّ فرض الفجر؛ حيث إنّ للصّلاة أوقاتاً مكروهةً، كما إنّ لها أوقاتاً مُستحبّةً ومفروضةً، فإذا انتهى المُصلّي من صلاة الفجر كُرِهت له الصّلاة بعدها إلّا إن كان لم يصلِّ السُّنّة، فحينئذٍ يجوز له أن يصلّي السنّة، وتُعدّ في ذلك قضاءً لا حاضراً؛ كما يجوز أن يصلّي المسلم قبل فرض الفجر ركعتَين، أو أربع ركعاتٍ، أو أكثر من ذلك، لكنّ الرّاتبة منها ركعتان فقط، ويُعدّ الباقي نفلاً أو تطوُّعاً، لا سُنّةً راتبةً.
كيفيّة أداء صلاة الفجر
صلاة الفجر ركعتان، وتستوي في ذلك السُّنّة والفرض، فيكون أداؤهما مشابهاً لا فرق فيه إلا في النية فقط؛ حيث أن المصلّي ينوي عند أداء السُّنّة أنّه سيصلّي السنّة مُنفرِداً، فيما ينوي عند البدء بصلاة الفرض أنّه ينوي صلاة الفريضة إماماً أو مأموماً أو مُنفرداً، وخطوات الصّلاة فيها على النّحو الآتي:
- يجب على المصلي أن يراعي شروط صحة الصلاة، وأركانها أيضاً.
- على المصلي أن ينوي صلاة ركعتي الفجر جماعة؛ سواء كان إماماً أو مأموماً، أو ينوي الصلاة منفرداً، ويجزئ في النية مجرد تحقُّق وجودها في القلب، فلا يجب التلفُّظ بالنيّة، بل يجزئ مجرّد العزم على أداء الفجر.
- يرفع يدَيْه حذْوَ منكبَيْه أو أذنَيه، ثمّ يُكبّر قائلاً: (اللهُ أكبَرُ) في افتتاح الصّلاة؛ ليعلن البدء فيها؛ فتكبيرة الإحرام ركن من أركان الصّلاة، وقد سُمِّيت تكبيرة الإحرام بهذا الاسم؛ لأنّ ما كان قبلها مُباحاً ينقلب إلى مُحرَّمٍ، فلا يجوز فعله أثناءَها، مثل: الأكل، والشُّرب، والكلام، وغير ذلك من الأفعال المُباحة.
- يضع المصلّي يده اليُمنى فوق يده اليُسرى تحت السُّرّة عند الحنفيّة والحنابلة، وتحت الصّدر فوق السُّرّة حسبَ ما يرى علماء المذهب الشافعيّ.
- يقرأ دعاء الاستفتاح مبتدِئاً صلاته به، ويسمى دعاء الثناء عند الحنفيّة والحنابلة، وهو عندهم أن يقول المصلّي: (سُبحانَكَ اللّهُمَّ وبِحمْدِكَ، تبارَكَ اسمُكَ، وتعالى جَدُّكَ، ولا إلهَ غيرُكَ)، ويُسمّى عند الشّافعية دعاءَ التوجُّه، وهو عندهم أن يقول المصلّي: (وجَّهْتُ وَجْهي لِلّذي فطَرَ السّماواتِ والأرضَ حَنيفاً مُسلِماً، وما أنا من المُشركينَ، إنَّ صَلاتي ونُسُكي وَمَحيايَ وَمَماتي لله رَبِّ العالمينَ، لا شَريكَ له، وبِذلكَ أُمِرْتُ، وأنا مِنَ المُسلِمينَ).
- يقرأ سورة الفاتحة؛ بآياتها السّبع المُبتدِئة بالبسملة.
- يقرأ المصلّي ما تيسّر له من القرآن الكريم، ويصحّ أن يجزِئ في ذلك كلّ ما يطلع عليه قرآن، سواءً قرأ آيةً، أو سورةً، أو جزءاً من سورةٍ.
- يركع المصلي بعد التمام من القراءة ويجب عليه حال الانتقال أن يكبِّر للركوع. الاطمئنان عند القيام، والرّكوع، والسجود، وذلك عند الشافعيّة خلافٌ لغيره من فُقَهاء المذاهب.
- يرفع رأسه عند الانتهاء من الرّكوع قائلاً: (سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَه)، ثمّ يقف بُرهةً مُعتدِلاً في قيامه، ويقول المأموم عقبَ قول الإمام إن كان المصلّي مأموماً: (ربَّنا ولَكَ الحَمْدُ). ينتقل من القيام من الرّكوع إلى السّجود، ويقول في سجوده: (سُبحانَ ربّيَ الأعلى وَبِحَمْده) ثلاث مرّاتٍ، أو مرّتين، أو مرّةً، بشرط تحقُّق الاطمئنان على قول الشافعيّة.
- يسجد مرّةً ثانيةً متّخذاً هيئة السّجود الأوّل نفسها، ثمّ ينتقل إلى القيام. يأتي بالرّكعة الثانية على الحالة التي أُشير إليها سابقاً، دون أن يقرأ دُعاء الاستفتاح. يجلس بعد الانتهاء من السّجدة الثانية في الركعة الثانية؛ ليقرأ التشهُّد الأخير، وذلك بقوله: (التَّحِيّاتُ للهِ، والصَّلَواتُ والطَّيِّباتُ، السَّلامُ عليكَ أيُّها النبيُّ، ورحمةُ اللهِ وبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَينا وعلى عِبادِ الله الصّالِحين، أشْهدُ أن لا إله إلا الله، وأشْهدُ أنّ مُحمّداً عبدُهُ ورَسولُهُ)، ويُحلّق بالسبّابة عندما يصل إلى قوله: (أشهَدُ أن لا إلهَ إلّا الله)، ثمّ يُكمِل بالصّلاة الإبراهيميّة، وصيغتها: (اللّهُمّ صلِّ على مُحمَّدٍ وعلى آلِ مُحمَّدٍ، كما صلَّيْتَ على إبراهيمَ وعلى آل إبراهيمَ، إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ، اللَّهُمَّ بارِك على محمّدٍ وعلى آل محمَّدٍ، كما بارَكْتَ على إبراهيمَ وآلِ إبراهيمَ، إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ).
- يدعو الله؛ إذ يُسَنُّ للمُصلّي بعد الانتهاء من الصّلاة الإبراهيميّة أن يدعوَ بما شاء من الدُّعاء، ومن الدُّعاء المَسنون ما ورد عن الرّسول صلّى الله عليه وسلّم؛ حيث كان يدعو بقوله: (اللَّهُمّ إنّي أعوذُ بِكَ من عَذابِ جهنَّمَ، ومِن عذابِ القبرِ، ومِن فِتنةِ المَحيا والمَماتِ، ومِن شرِّ فِتنةِ المَسيحِ الدَّجّالِ).
- يُسلّم عن اليمين مُلتفِتاً يميناً، ثمّ عن الشّمال مُلتفتاً شمالاً، ويقول في كلّ تسليمةٍ: (السَّلامُ عليْكُمْ وَرَحمَةُ اللهِ)