مكث النبي صلى الله عليه وسلم يدعو للعقيدة ،بعث الله سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام لأهل مكة لهدايتهم و دعوتهم لتوحيد الله عز وجل و تركهم عبادة الأصنام و الأوثان و يعد سيدنا محمد عليه السلام هو خاتم الأنبياء و المرسلين و لا يأتي بعده أي نبي و من يدعي غير ذلك فإنه كاذب و سيلقى من الله سبحانه وتعالى عذاباً شديداً إن لم يتوب و يرجع كما أنه لقى النبي محمد عليه و السلام إستهزاءاً كبيراً و سخرية من قومه في بداية دعوته للإسلام فكم مكث النبي صلى الله عليه وسلم يدعو للعقيدة ؟.
دعوة النبي صلى الله عليه و سلم الإسلام في السر
بعد نزول الوحي على الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة و التسليم في غار حراء و تعليمه القرأن الكريم بدأ النبي محمد عليه الصلاة و السلام بدعوته للإسلام و كانت على مرحلتين الأولى هي الدعوة السرية و الثانية الدعوة الجهرية و كانت لكل مرحلة من تلك الدعوات ظروفها الخاصة بها و في كلا المرحلتين واجه الرسول عليه الصلاة و السلام معاناة من المشركين في الإسلام حيث أن مرحلة الدعوة السرية اقتصرت فقط على أهل بيت النبي و كل من توسم له بالخير و أصحابه المقربين فكان النبي يأخذهم إلى دار الأرقم ليخبرهم بالقرأن الكريم و ما ينزل عليه من الوحي جبريل عليه السلام .
انتشر الإسلام في مدينة مكة و مخارجها و كان في غاية السرية و المبدأ من السرية هو الأخذ بالأسباب حتى لا يواجهون المشاكل و المعارضة مع قوم قريش و كان جيش المسلمين ضعيفين و قليلون و استمرت المرحلة السرية لدعوة الرسول للإسلام مدة ثلاث سنوات و أتت بالتدريج من الأقارب و الأهم حتى انتشر بشكل واسع و كان عدد الذين أسلمو في السر مع الرسول 40 رجلاً و إمرأة واحدة .
مكث النبي صلى الله عليه وسلم يدعو للعقيدة
بعد دعوة الرسول صلى الله عليه و سلم دعوة الناس للإسلام في السر أمره الله تعالى بجهر الدعوة للإسلام حيث قال تعالى : ” وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ ” بدأ الرسول بتبليغ الرسالة تدريجياً و شملت دعوته قريش و عشائرها فصعد النبي صلى الله عليه وسلم على جبل الصفا و نادى في الناس ليخبرهم بأنه نبي من الله سبحانه و تعالى و قال : ” رَأَيْتَكُمْ لو أخْبَرْتُكُمْ أنَّ خَيْلًا بالوَادِي تُرِيدُ أنْ تُغِيرَ علَيْكُم، أكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟ قالوا: نَعَمْ، ما جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إلَّا صِدْقًا، قالَ: فإنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ فَقالَ أبو لَهَبٍ: تَبًّا لكَ سَائِرَ اليَومِ، ألِهذا جَمَعْتَنَا؟ فَنَزَلَتْ: (تَبَّتْ يَدَا أبِي لَهَبٍ وتَبَّ ما أغْنَى عنْه مَالُهُ وما كَسَبَ ) ” و وقف بجانبه عمه أبو طالب و سانده في دعوته إلى الإسلام على الرغم من أنه لم يؤمن و استمر النبي صلى الله عليه و سلم يدعو للعقيدة مدة ثلاثة عشر سنة .
و أول من أسلم مع النبي محمد صلى الله عليه و سلم و صدقه هي زوجته خديجة بنت خويلد و ناصرته لتخفف عنه ما لاقاه من المشكرين بالإسلام و المستهزئين بالرسول الكريم ثم أسلم أبي بكر الصديق و بعده علي بن أبي طالب و أزيدوا حتى أصبح عددهم ثمانية و هم السابقين للإسلام و دعوة النبي محمد صلى الله عليه و سلم .