ما هي لغة التخاطب عند النحل، لغة التخاطب هي لغة الإشارة وتختلف هذه اللغة عند الكائنات الحية بأنواعها المختلفة، ولغة التخاطب عن النحل هي لغة لا يستطيع الإنسان التعرف عليها، فلها إشارات وحركات معينة يقوم الإنسان بدراستها ومتابعتها حتى يتمكن من فهمها ومحاولة التعرف عليها، حيث يوجد في الكون ما يقارب 20 ألف نوع من النحل، منتشرة في مناطق مختلفة من العالم، ولها العديد من الفوائد الغذائية والعلاجية للإنسان، فما هي لغة التخاطب عند النحل سنجيب من خلال مقالتنا على هذا السؤال.
مملكة النحل
يعتبر النحل من أعظم وأكبر المملك على وجه الأرض إذ يضم ما يقارب 20000 نوع مختلف، ويتراوح حجم النحلة الواحدة ما يقارب من 2 مليمتر إلى 4 سنتيمتر، حيث يعتمد النحل إعتماد كلي على الزهور من حوله فيحصل على الرحيق الذي يمكنه من تكوين العسل الأبيض، وقد يتم تعديل وتخزين حبوب اللقاح بشكل كبير إلى عسل أبيض، وأثناء تنقل النحل من مكان إلى آخر تعمل على نقل حبوب اللقاح الخاصة بالزهور من زهرة إلى آخرى، وللنحل العديد من القيمة الغذائية التي تقدمها للإنسان من خلال انتاج العسل الطبيعي والغني بالفوائد.
لغة التخاطب عن النّحل
يوجد من النحل ما يقارب عشرين ألف نوع يعيشوا معظمها بشكل منفرد، في حين يعيش أقل من 8% منها ضمن مجموعات، أما الأنواع التي تعيش داخل خلايا فهي أقل من 3% من نحل العالم، ويعد نحل العسل من أنواع النحل الاجتماعي، فهو يعيش داخل خلايا تضم الواحدة منها ما يقارب 60 ألف نحلة تعمل معاً للقيام بالعمليات الأساسية الضرورية للحياة وخارج الخلية، ويعد تلقيح الأزهار من المهام التي تفيد الإنسان، وذلك لأن تلقيح الزهور يساعد النباتات في إنتاج الغذاء المتنوع والذي يعتمد عليه الإنسان في الغذاء والعلاج، ومن الجدير بالذكر أن أفراد خلية النّحل يتواصلون فيما بينهم بطرق خاصة لتبادل المعلومات حول أماكن وجود الأزهار ومصادر الشرب، والأماكن الجديدة الصالحة للتعشيش، وذلك من خلال إحدى الطريقين وهنا التخاطب الفيزيائي عن طريق الرقص، أو التخاطب الكيميائي عن طريق الفيرمونات.
التخاطب الفيزيائي عند النّحل
هو إحدى الطرق التي يستخدمها أفراد النحل في الخلية الواحدة في حال وجود طعام والإدلال على مكانه، ومصادر الشرب، وللتخاطب الفيزيائي عند النحل يكون عن طريق الرقص، ولكل شكل من أشكال الرقص للنحل دلالة خاصة على نوع معين وذلك إعتماداً على مدى قرب مصدر الطعام من الخلية، وسنوضح هذا فيما يلي:
الرقص الدائري
ترقص النحلة بشكل دائري إذا كانت المسافة بين الخلية وصدر الطعام لا يتجاوز 50 متراً، وتحدد الرقصة اتجاه موقع الطعام وليس المسافة، وفي هذه الحالة تدور النحلة حول نفسها في دائرة ومن ثم تستدير وتدور حول نفسها في الاتجاه المعاكس، في حين أن مدة الاهتزاز للنحلة أثناء الدوران تشير إلى مدى جودة مصدر الغذاء الذي وجدته.
الرقص المنجلي
تلجأ النحلة الكشافة للرص المنجلي إذا كان مصدر الطعام يبعد عن الخلية 50 ألى 150 متراً، وتؤدي هذه الرقصة من خلال حركات على شكل هلال.
الرقص الاهتزازي
ترقص النحلة الكّشافة الرقص الاهتزازي إذا كان مصدر الطعام بعيداً عن الخلية أكثر من 150 متراً، حيث أن النحلة تطير إلى الأمام بخطّ المستقيم، وتطير مرة أخرى بحركة دائرية إلى اليسار، ثم تعود إلى الخط المستقيم، ويحدّد طول الخطّ المستقيم تقريباً المسافة التي تفصل بين الخلية وموقع الزهرة.
التخاطب الكيميائي عند النحل
يتواصل النحل مع أفراد المملكة التي ينتمي إليها ومع أفراد المملكة الأخرى عن طريق الفيرمونات، وهي عبارة عن مواد كيميائية تفرز من غدد النحل، والتي تساهم في تنظيم حياة مملكة النحل على مختلف الجوانب، والذي يشمل التطور والتكاثر والدفاع عن الخلية، والتوجيه والبحث عن الغذاء، حيث أن النّحلة تتمكن من تمييز رائحة الفيرمونات بواسطة مستقبلات حسية توجد على قرون الاستشعار.
لغة الرقص عن النحل
الرقص هو إحدى الطرق التي يستخدمها النحل للتواصل فيما بينهم، والذي يتم من خلال هذه الطريقة البحث عن النحل والقريب للدلالة على موقع الغذاء، أي المواضع التي يتواجد فيها الرحيق وغبار الطلع لإنتاج العسل، وأثناء عملية الرقص التي تتم بشكل دائري متعرض قليلاً تظهر أجنحة النحل صوتاً يرشد أفراد الخلية الواحدة إلى مكان الرحيق، ومن أهم خصائص لغة الرقص عند النّحل ما يلي:
- يعتمد النحل بشكل أساسي على حاسّة البصر للاستفادة من المعلومات التي تنقلها النحلة الكشّافة بعد عودتها إلى الخلية عن طريق الرقص.
- تساهم لغة الرقص في المحافظة على خلية النحل من الموت جوعاً.
- تُعدُّ قابلية تبادل الأدوار في لغة الرقص داخل الخلية محدودة؛ وذلك لأنّ النحل الكشّاف هو فقط الذي يؤدّي الرقصات، إذ لا يمكن تعليم النحل الآخرين لغة الرقص؛ لأنّه سلوك فطري.
- لا يمكن النظر إلى الرقص كسلوك عشوائي، إذ يوجد ارتباط مباشر بين شكل الحركات التي تستخدمها النحلة أثناء رقصها ومعنى تلك الحركات.
مجتمعات النّحل المختلفة
لغة التخاطب عند النحل هي من اللغات الهامة والتي تمكن النحل من الحصول على المعلومات التي يحتاجونها عن توفر الطعام ومدى جودته وأماكن وجوده، وهذه المجتمعات قائمة على التعاون والمشاركة، فتقسيم العمل في هذا المجتمع الدقيق يجعل منه من أعظم الأنظمة التشاركية التعاونية على الإطلاق، حيث يتشاركون في جمع الغذاء وحضانة الصغار والعناية بهم كما تكون عملية المشاركة في الإنجاب، وفي كل خلية تتميز بوجود ملكة النحل الخاصة، وهذا لا يشمل النحل الذي يعيش بشكل منفرد، حيث لا يستخدم لغة تخاطب فيما بينهم ولا توجد له ملكة نحل خاصة، وتكون جميع الإناث في هذا النوع من النحل قادرة على الإنجاب، كما لا يتم تقسيم العمل بالشكل المنظم الموجود في النحل الذي يعيش في خلايا مشتركة.
وبهذا التفصيل نكون وصلنا إلى نهاية مقالنا والذي أوضحنا فيه لغات التخاطب بين أفراد خلية النّحل التي أوجدها العلماء، كما سردنا كافة التفاصيل والمعلومات التي تخص الأشكال المختلفة للرقصات عن مملكة النحل، وسلطنا الضوء على التشاركية العظيمة التي توجد في مجتمعات النحل والنظام المتقن الذي يعمل به النحل.