ما هي السعادة الحقيقية في الحياة، ما انفك يبحث الإنسان منذ قديم العصور عن السعادة، ويتحرى طرقها، ويفتش عن مداخلها، ويهتم بالتعرف على كيفية تحقيقها، ويبذل من أجل ذلك كل ما بوسعه، حيث يظل مشغولًا بها بكل ما لديه من عقل وفكر ومادة لإيجادها، ولا يخفى على أحد أنها رغم ذلك تظل سرًا لا يدرك ماهيته سوى القليل من الأفراد، وذلك لأنها شعور داخلي يشعر به الإنسان ليمنحه راحة النفس، فما هي السعادة الحقيقية في الحياة.
ما مفهوم السعادة
تختلف مفاهيم السعادة من شخص إلى آخر، وتتعدد بتعدد واختلاف وجهات النظر، ولذلك اختلف الفلاسفة في تعريفها، لأنها تظل مصطلحًا نسبيًا ما يسعد واحدًا قد لا يسعد الآخر، إضافةً إلى ذلك وجود اختلاط وتشابك بين مفهوم السعادة والرفاهية والرضا، ويظل مفهومها مجردًا لا ينحصر بنطاقٍ حسي ولا عقلاني، وعرفها نيكولا شامفور بأنه من الصعب أن نعثر عليها في دواخلنا.
ما هي السعادة الحقيقية
هنالك اختلاف واضح بين الناس في تحديد السعادة الحقيقية، وهذا الاختلاف يعود إلى اختلافهم في اهتماماتهم واحتياجاتهم، حيث يظن بعضهم أنها تكمن في امتلاك الأموال الطائلة، ومنهم من يتصورها في بيت فخم وسيارة فارهة، ومنهم من يراها في المناصب المرموقة أو في التمتع بجمال أخاذ، وتكن أهمية السعادة الحقيقية في أنها تشبع لذة العقل والذهن بالمعارف والعلوم.
السعادة الحقيقية قرار
يجدر بالذكر أن السعادة الحقيقية عبارة عن قرار جاد يتخذه الإنسان بإراداته وصبره ورغبته، فإن عزم الإنسان على أن يكون سعيداً ستسعده أبسط الأشياء وأصغرها ويحفل بها، وينظر لها بعين الرضا والحب، لا عين السخط والكره، ولسوف يركل كل ما ينغص عليه فرحه وسعادة يومه، فلا يمكن أن تكون السعادة مطلقة لأنه لا يمكن للإنسان أن يمنع الهموم والمتاعب من التحلق حوله.
وإلى هنا نكون قد وصلنا بكم إلى ختام مقالنا هذا بعد أن تعرفنا فيه على مفهوم السعادة، وماهية السعادة الحقيقية وأماكن تواجدها، وأخيرا أكدنا على أن السعادة مجرد قرار يتخذه الإنسان، ليكون سعيدًا بشكل نسبي.