ما هو النوم القهري وما هي أسبابه وأعراضه ومضاعفاته، النوم القهري(narcolepsy) هو اضطراب عصبي نادر يؤدي بالمصاب به أن يواجه صعوبة في أن يبقى مستيقظ لوقت طويل، منعزلاً عن الظروف المحيطة به مثل الضجيج، فيغط في النوم فجأة، ويحدث ذلك رغم أن الشخص المصاب بالنوم القهري أخذ كفايته من النوم في الليل، يرجح البعض أن سبب هذا الاضطراب هو الاكتئاب أو عدم الحصول على القسط الكافي من النوم لمدة ليالي متتالية.
ما هو النوم القهري
النوم القهري هو اضطراب نوم مزمن يسبب النعاس المفرط المفاجئ أثناء النهار، من المستحيل السيطرة على نوبات النوم والتي يمكن أن تحدث أثناء الأنشطة اليومية مثل الأكل أو القيادة، يواصل الأشخاص المصابون بالنوم القهري أنشطتهم أثناء النوم ولا يتذكرون منها شيئاً حين يستيقظون، يصيب هذا الاضطراب كافة العروق والأجناس، لكن معدل انتشاره يختلف من دولة إلى أخرى، حيث يصاب شخص واحد من 2000 شخص في أمريكا، بينما في اليابان والتي تحتل أعلى نسبة إصابة بالنوم القهري فيصاب به شخص واحد من 600 شخص، وغالباً تظهر علامات وأعراض هذا الاضطراب على الشخص في أي مرحلة عمرية حتى سن الخمسين.
أسباب النوم القهري
لا يوجد سبب معين لهذا الاضطراب ولكن يعتقد أن الجينات تلعب دور مهم في حدوثه، والعامل الأكبر قد يكون منبهاً كالإصابة بالتهاب يؤدي إلى إتلاف خلايا دماغية معينة تساعد في عملية النوم، فإن مصابو هذا الاضطراب يعانوا من نقص معين في المادة الكيميائية الدماغية (هيبوكريتين) وهي مادة تساهم بشكل كبير على تنظيم عملية البقاء بحالة التيقظ حيث تبقى نوم حركة العين السريعة بحالة مستقرة.
أعراض النوم القهري
أعراض وعلامات النوم القهري تتضمن ما يلي:
- النعاس الذي يستحوذ على المصاب نهاراً: وهو السمة الأساسية لهذا الاضطراب وقد ينام لدقائق أو لمدة نصف ساعة عندما تجتاحه نوبة النوم.
- الفقدان المفاجئ للتوتر العضلي: تسمى بالجملة (cataplexy) وتؤدي إلى تغيرات جسدية، وتتنوع بين كلام متداخل إلى الضعف الكامل في عضلات الجسم، وتستمر بضع دقائق، وتثير هذه الحالة انفعالات ومشاعر قوية كالضحك والحماس والتشويق، وقد تحدث أيضا بسبب الغضب أو الخوف، وتقدر نسبة مصابي الجمدة 70% من مصابي النوم القهري.
- شلل النوم: هو عدم القدرة على النطق أو الحركة أثناء النوم وتستغرق دقيقة واحدة أو دقيقتين.
- الهلوسات: تسمى هلوسات طاردة النوم وهي التي يصاب مريض النوم القهري بها.
- السلوك الآلي المتقطع: يستمر المصاب في تبادل الحديث مع أحد الأشخاص أو حتى بإبعاد الأغراض من مكانها وهو نائم ويفيق وهو غير متذكر ما قام به، تصل نسبة مصابي السلوك الآلي حوالي40%.
مضاعفات النوم القهري
تتضمن مضاعفات هذا الاضطراب ما يلي:
- عدم تفهم الآخرين للاضطراب، مما قد يؤدي إلى مشاكل كبيرة للمصاب مع ذويه.
- إنخفاض قدرة المصاب الدراسية والعملية.
- احتمالية الإصابة بالأذى الجسدي، مثلاً قد يصاب الشخص بالجروح أوالحروق إذا نام فجأة أثناء الطهو.
تشخيص النوم القهري
يقوم الطبيب بتشخيص شدة الاضطراب عند المصاب باستخدام أساليب عديدة من ضمنها ما يلي:
- معرفة تاريخ إصابة المريض بالأعراض.
- الطلب من المريض ارتداء أداة مشابهة لساعة اليد عوضاً عن الكتابة على دفتر مذكرات، هذه الأداة تسجل معلومات عن نوم مستخدمها.
- إجراء اختبار يقوم بقياس النشاط الكهربائي للدماغ والقلب وحركة العينين، ويتم هذا الفحص بوضع أقطاب كهربائية على فروة الرأس قبل خلوده إلى النوم.
علاج النوم القهري
بعض الأدوية والتغيرات على نظام الحياة تساعد على التخفيف أو السيطرة على الأعراض، وتتضمن هذه الأدوية ما يلي:
- الأدوية المنبهة: والتي تعتبر العلاج الرئيسي، لأنها تحث الجهاز العصبي المركزي على إبقاء المصاب مستيقظا نهارا.
- الأدوية المضادة للاكتئاب: والتي تقوم بالمساهمة على التخفيف من الجمدة والهلوسة وشلل النوم، حيث تقوم بإخماد حركة العين السريعة.
- أما على صعيد إجراء تعديلات على نمط الحياة، فينصح المصاب بما يلي:
- الالتزام بنظام ثابت من النوم والاستيقاظ بنفس الوقت يومياً.
- أخذ قيلولات قصيرة في أوقات منتظمة خلال اليوم لمدة ساعة إلى 3 ساعات.
- تجنب التدخين لأن النيكوتين خصوصاً في الليل يؤدي إلى تفاقم أعراض الاضطراب.
- ممارسة التمارين الرياضية العادية بانتظام قبل وقت النوم بـ 4 إلى 5 ساعات على الأقل.
- الحرص على السلامة فلا يجب على المصاب القيادة بتاتاً وهو يشعر بالنعاس.
- تقسيم المهام الكبيرة إلى أجزاء صغيرة والتركيز على كل جزء منها على حدى.
- الوقوف كلما أمكن ذلك.
- تجنب الكافيين.
- عدم تناول وجبات ثقيلة.
وفي نهاية المقال نكون قد استعرضنا مفهوم النوم القهري، أسبابه وأعراضه كما استعرضنا مضاعفاته وتشخيصه، وأخيراً الطرق السليمة المتبعة لعلاج النوم القهري.