ما هو الامن الفكري، الأمن شي أساسي في حياة الافراد، وهو شعور الفرد او الجماعة بالطمأنينة ونشر الثقة والمحبة بينهم، وعدم الخيانة بين الافراد لبعضهم البعض ومحاربة الفساد بكل اشكاله، والقضاء على كل المهددات والمخاطر التي قد يتعرضوا اليها في طريق حياتهم، كما يعني الامن تلببية متطلبات الافراد الجسدية والنفسية، لضمان القدرة على العيش الكريم بسلام وأمان، فالاشخاص لا يمكنهم التقدم في الحياة الا اذا شعروا بالامان على انفسهم وعائلتهم، والشعور بالامان على الاموال والاعراض، وهناك خمس مجالات للامن يحتاجها الانسان في مجتمعه وهي الامان الاقتصادي والامن الغذائي والامن المعلوماتي والامن البيئي، واليوم سوف نتطرق الى الامن الفكري.
ما هو الأمن الفكري
الامن الفكري هو احد مجالات الامن التي يسعى الانسان الى الوصول اليها في مساعيه في الحياة، وهو مصطلح جديد اختلفت الاراء حول مفهومه، فالامن هو اساس العدل واساس التنمية في المجتمعات، ولقد تم تعريف الامن الفكري في ثلاثة تعريفات تصب مجملها في معنى واحد، ان الامن الفكري له اهمية كبيرة يولي لها افراد المجتمع لتحقيق الامن والاستقرار الاجتماعي، ويعد الامن الفكري من اهم مجالات الامن من حيث الخطورة والضرورة، فهو منطق لكل عمل من اعمال الانسان التي يمارسها وتظهر في سلوكه الى الكيان الفكري والاعتقادي.
من ابرز مفاهيم الامن الفكري:
- التعريف الاول:
ان يعيش الاشخاص في اوطانهم ومجتمعاتهم آمنين على مكونات اصالتهم ومنظمومتهم الفكرية وثقافتهم النوعية وهناك من اختص التعريف بالمسلمين.
- التعريف الثاني:
الاطنمئنان على طريقة تفكير الشخص والتأكد من ابتعاد عن الانحراف الذي يهدد الامن القومي او مقوماته الفكرية او العقدية او الثقافية او الاخلاقية او الامنية.
- التعريف الثالث:
هو سلامة فكر اانسان وعقله وطريقة فهمه من الانحراف عن الوسيطة والاعتدال فيما يخص الجوانب الدينية والسايسية ونظرته الى الكون، الذي يتم بموجبه عدم النظر الى الغلو او التنطع او الالحاد والعلمنة.
الأمن الفكري في الاسلام
الشريعة الاسلامية اهتمت بجميع جوانب الانسان وعرفت الامن الفكري على انه حال الشخص الذي يكون فيه العقل سليما من الانحراف عن الاستقامة عند تأمله، على ان تكون نظرة التأمل موافقة مع منهجية الشريعة الاسلامية وعلى خطى السلف الصالح والتابعيم، وبحيث يكون المجتمع آمنا على ثقافته المستندة الى القرآن الكريم والسنة النبوية، ولعل تعريف الامن الفكري في الاسلام هو التعريف الاعم والشامل للتعريفات التي سبق ذكرها في هذا المقال.
أهمية الأمن الفكري
الامن الفكري هو اساس التقدم والتطور في الجتمع والذي يعمل كجدار وقاي وآمن للمجتمع ضد الغزوات الفكرية التي تؤول الى تدمير ثقافاته ومعتقداته، اي انه الركيزة الداعمة للمحافظة على الامن القومي بشكل عام، وبالتالي حماية المجتمع من الانحراف والضلال والضعف وسهولة السيطرة على افكاره وعاداته ومعتقداته، وتبرز اهمية الامن الفكري في انه يحمي الافراد من الانحراف والضياع والتشتت، فالاشخاص الذين يمتلكون امان فكري هم اشخاص قادرين على التمييز بين الحق والباطل واشخاص قادرين على تحمل المسؤولية وفهم كيفية تلبية حاجاتهم بما يتوافق مع منهجية الاعتدال.
أهداف الأمن الفكري
ان الامن الفكري يعتبر من اهم ركائز المجتمعات التي تهدف للحفاظ على هوية المجتمع وما يمتلكه من ثقافات ومعتقدات والتي يتم على اساسها بناء اهداف المجتمع، كما ويعتبر الامن الفكري الرابط الذي يربط الافراد في المجتمع مع بعضهم البعض، ومن خلاله يتم تحديد سلوك الافراد تجاه الاحداث، والامن الفكري يساعد المجتمع على الاستقلال والتميز، ويعتبر الامن الفكري الاداة التي تشكل الحماية والامان للعقول من الغزو الفكري والانحراف الثقافي والتطرف الديني.
الغزو الفكري
ان عدم امتلاك الافراد للامن الفكري في الجتمعات يعرضهم الى الغزو الفكري وهو الذي قام ابن باز بتعريفه على انه مجموعة من التدابير والاجراءات المتنوعة والتي تقوم بها بعض الامم القوية من اجل فرض السيطرة والتحكم على الامم الاخرى، والتي تختص بسلوك الافراد وافكارهم ومعتقداتهم وثقافاتهم، وهذا هو اكبر خطر يمكن ان يهدد استقرار المجتمعات واستقرار الافراد فيها ويقودهم الى الانحراف والانحدار وبالتالي الضعف والانهيار.
ان توعية الاشخاص باهمية واهداف الأمن الفكري هي من اهم دوافع الامن التي يجب ان تركز عليها المجتمعات في تنشئة افرادها، لانها اساس بقاء هذا المجتمع او زواله، وضرورة ان يعي الافراد غايات الامن الفكري واتباعها.