ما رأيك فيمن يمن على الفقير بالصدقة، حثنا الإسلام على الكثير من الأعمال التي من شأنها أن تزيد من رصيد حسناتنا، كما أن هذه الأعمال لها مردود إيجابي على الصعيد الاجتماعي و تزيد من ترابط المجتمع مع بعضه البعض، كيف لا والإسلام دين صالح لكل مكان وزمان، وهو الدين الذي علمنا الأخلاق وحسن التعامل مع الآخرين، هو منهاج كامل في المعاملات على كافة الجوانب الاجتماعية و الاقتصادية و التربوية، ومن هذه الأعمال التي حثنا عليها الإسلام وبدة الصدقة لما لها من تأثير على بنية المجتمع ومردود نفسي ايجابي على من يقوم بهذا العمل العظيم.
فضل وفوائد الصدقة
{قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ}، لا يوجد ما هو أعظم من كلام الله عزوجل، وفي الآية الكريمة يحثنا سبحانه وتعالى على الإنفاق في سبيله والتبرع بالصدقات وفيما يلي نوضح فضل و فوائد الصدقات.
- أولًا: أنّها تطفئ غضب الله سبحانه وتعالى كما في قوله صلى الله عليه وسلم: “إن صدقة السر تطفىء غضب الرب تبارك وتعالى”.
- ثانيًا: أنّها تمحو الخطيئة، وتذهب نارها كما في قوله صلى الله عليه وسلم: “والصدقة تطفئ الخطيئة كما تطفئ الماء النار”.
- ثالثاً: أنّ المتصدق في ظل صدقته يوم القيامة كما في حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “كل امرئ في ظل صدقته، حتى يقضى بين الناس”.
- رابعاً: أنّ في الصدقة دواء للأمراض البدنية كما في قوله صلى الله عليه وسلم: “داووا مرضاكم بالصدقة”.
- خامساً: أنّ العبد إنّما يصل حقيقة البر بالصدقة كما جاء في قوله تعالى: {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ}.
أفضل أنواع الصدقات
تعد الصدقة من أفضل الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى ربه لما لها من أثر كبير على نفس المتصدق و على الفقير الذي يستفيد من هذه الصدقات في كثير من المناحي، وللصدقة أنواع ومن أفضل هذه الأنواع:
- الأول: الصدقة الخفية؛ لأنَّها أقرب إلى الإخلاص من المعلنة وفي ذلك يقول جل وعلا: {إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِىَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتؤْتُوهَا الفُقَرَاءِ فَهُوَ خَيرٌ لَّكُمْ}.
- الثانية: الصدقةُ في حال الصحة والقوة أفضل من الوصية بعد الموت أو حال المرض والاحتضار كما في قوله صلى الله عليه وسلم: “أفضل الصدقة أن تصدَّق وأنت صحيحٌ شحيحُ، تأمل الغنى وتخشى الفقر، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا ولفلان كذا، ألا وقد كان لفلان كذا”.
- الثالثة: الصدقة التي تكون بعد أداء الواجب كما في قوله عز وجل: {وَيَسْئَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ العَفْوَ}.
- الرابعة: بذل الإنسان ما يستطيعه ويطيقه مع القلة والحاجة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: “أفضل الصدقة جهد المُقل، وابدأ بمن تعول”.
رأي الإسلام فيمن يمن على الفقير بالصدقة
حرص الإسلام على ضبط العلاقات بين الناس في مختلف المواضع و المواقف التي قد تواجه الإنسان في حياته ومن هذه المواضع حين يتصدق المسلم على أخيه المسلم الفقير، حيث كانت الأحاديث كثيرة في ضبط هذه العلاقة من أجل حفظ ماء وجه الفقير و الحفاظ على كرامته، وهذا ما يطرح سؤال ما رأيك فيمن يمن على الفقير بالصدقة، ويرى أهل العلم أنه إنسان عاص لله، متكبر، يأثم بفعله، وقد أبطل صدقته بذلك المن.
الصدقات أجرها عظيم عند الله عز وجل وذات فعالية كبيرة في تحسين العلاقات الاجتماعية بين الناس في الحياة الدنيا وهذا ما جعل الرسول عليه الصلاة و السلام يحثنا عليها في الكثير من المواضع و الأحاديث النبوية الشريفة.