ما حكم من سلم تسليمة واحدة في الصلاة، يجب على المسلم أن يتفقه في أمور دينه ويطلب الأحكام الشريعة الواضحة في الواجبات والفروض، حتى لا يقع في الخطأ أو الحرج، ويتم قبول الأعمال منه كما أمرنا الله سبحانه وتعالى وكما ورد عن الرسول صلّ الله عليه وسلم، والسؤال عن حكم من سلم تسليمة واحدة في الصلاة هي من أكثر التساؤلات التي يرغب الكثير من المصلين في معرفتها وبيان الدليل الشرعي للحكم.
الصلاة في الإسلام
الصلاة هي الركن الأول من أركان الإسلام، وهي عمود الدين واول ما يحاسب عليه المرء يوم القيامة، والفارق بين المسلم والكافر، وقد فرضها الله على المسلمين في ليلة الإسراء والمعراج وهي خمس صلوات في اليوم والليلة تبدأ بالتكبير وتنتهي بالتسليم، ولقد وردت الكثير من الأحاديث النبوية والآيات القرآنية التي تدل على فضل وأهمية الصلاة، وتمحو الصلاة الذنوب والمعاصي وتزيد من الإيمان في قلب المسلم، وهي حلقة الوصل بين العبد وربه.
حكم من سلم تسليمة واحدة في الصلاة
الصلاة لها أركان وشروط يجب على المسلم الالتزام بها حتى يتم قبولها عند الله تعالى، وهي كما صح عن الرسول صلّ الله عليه وسلم، وأما في حكم من سلم التسليمة الأولى فقد اختلف العلماء في الحكم فمنهم من قال أن التسليمة الأولى هي ركن من أركان الصلاة ولا يمكن للمسلم الخروج من الصلاة إلا إذا أتى بها، وذلك استناداً لقول الرسول عليه الصلاة والسلام:” مِفتاحُ الصَّلاةِ الطُّهورُ ، وتحريمُها التَّكبيرُ ، وتحليلُها التَّسليمُ ، ولا صلاةَ لمن لَم يَقرأ بالحمدُ وسورةٍ ، في فريضةٍ أو غيرِها”، اما التسليمة الثانية فهي سنة مستحبة عند الإمام مالك والإمام الشافعي، ودليلهما أن دخول الصلاة بتكبيرة واحدة كإخراجها بتسليم واحد، فيما ذهب الحنابلة في قول أن التسليم الثاني ركن من أركان الصلاة وذلك استناداً لقول الرسول : “و إنما يكفي أحدَكم أن يضعَ يدَه على فخذِه ، ثم يسلِّمُ على أخيه من على يمينِه و شماله”.
حكم الاقتصار على تسليمة واحدة في الصلاة
أجمع عامة العلماء على وجوب التسليمة الأولى فقط، ومنهم الأئمة الأربعة، ولكن في رواية الحنابلة فإنه يجب التسليمتان، والراجح قول الأكثرين في عدم وجوب التسليمة الثانية، وأنها مندوبة فقط، لِما صحَّ عنِ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم أنَّه اجتزأ بتسليمةٍ واحدة. فقد روى أحمدُ عن عائشة رضي الله عنها في صِفة صلاة وِتْر رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم قالتْ: “… ثُمَّ يَجلس فيتشهَّد ويدعو، ثُمَّ يُسلّم تسليمةً واحدة: السَّلام عليْكم، يَرفع بها صوتَه حتَّى يوقظَنا”.
حكم التسليم على اليسار في الصلاة
من باب الاستحباب يجب على المسلم من التسليم التسليمتين على اليمين وعلى اليسار، وذلك كما ورد عن ابن مسعود قال:” لما روى ابن مسعود قال: “رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسلم حتى يرى بياض خده عن يمينه ويساره. وعن جابر بن سمرة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: إنما يكفي أن يضع يده على فخذه ثم يسلم على أخيه من على يمينه وشماله”.
إذا سلم الإمام تسليمة واحدة هل يجوز للمأموم أن يسلم تسليمتين
الإمام هو الشخص الذي يأم بمجموعة من المصلين، لذلك لا ينبغي عليه أن يكتفي بتسليمة واحدة في الصلاة وذلك لأن التسليم الثاني مستحب والقيام به أفضل، كما أن بعض المذاهب كالحنابلة وبعض المالكية إلى وجوبها، وان الصلاة لا تصح بدونها، فمن باب الحرص على الإتيان بجميع أركان الصلاة فالمُستحب على الإمام بالتسليم مرتين، على اليمين وعلى اليسار، ولكن إذا سلم الإمام تسليمة واحدة فلا حرج على من يصلي خلفه أن يسلم الثانية لأن ذلك أكمل وأحذر وفيها اجتناب الاختلاف مع من يلزمه.
هكذا، نكون قد انتهينا من مقالنا، والذي قدمنا من خلاله الحكم الذي ورد من خلال السنة النبوية حول حكم من سلم تسليمة واحدة في الصلاة.