مَا حُكْمِ مُرَاقِبَةِ اللهِ تَعَالَى فِي السِّرِّ وَالْعَلِنِ، كَثِيرَ مِنَ الْمَسَائِلِ الْفِقْهِيَّةِ الَّتِي يَحْتَاجُ الْمُسْلِمُ لِمَعْلُومَاتٍ عَنْهَا حَتَّى يَكُونُ قَادِرٌ عَلَى فَهُمِ الْعُلُومُ الْمَوْجُودَةُ فِيهَا، فَالْعِلْمَ امر مُحَبَّبٌ عَلَى الْإِنْسَانِ أَنْ يَتَعَلَّمَهُ لَمَّا فِيهَا مِنْ أهْيَمِ كَبِيرَةِ لِلْفَرْدِ فِي فَهُمِ الْكَوْنُ وَكَيْفَ لله تَعَالَى أَنْ يَكُونَ عَلَى عِلْمٍ بِكُلِّ شَيْءِ يَحْدُثُ فِي الْأرْضِ، لِأَنَّ اللهَ تَعَالَى عَنْدَمَا خَلْقِنَا كَتَبٍّ لَنَا كُلُّ شَيْءٍ فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ أي أَنَّ مَا شَاءَ اللهُ سَوْفَ يَحْدُثُ وَأَنَّ لَمْ يَكْتُبْهُ اللهُ لَنَا لَنْ يُحْدِثَ وَبِهَذَا سَوْفَ نَتَحَدَّثُ عَنْ مَسْأَلَةِ هَامَةِ يُرِيدُ فَهْمَهَا الطَّلَاَّبَ وَهِي مَا حُكْمِ مُرَاقِبَةِ اللهِ تَعَالَى فِي السِّرِّ وَالْعَلِنِ.
مراقبة الله في الخلوات
الشعور بمراقبة الله تعالى أمر يمكن للفرد الشعور به كلما شعر بالخوف وكان مؤمناً بالله، لأنه ان كان المسلم يقوم بكل الأعمال التي فرضها الله تعالى تجدها يضع الله تعالى مرآة له حتى لا يقع في الخطأ، فكل مسلم مؤمن بالله تعالى يخشع لله تعالى ويخاف من العقاب وهذا نقطة هامة يجب أن توجد عند كل مؤمن يريد نيل رضا الله تعالى والحصول على الأجر والثواب الذي يمكننا من نيل جزء من رضا الله عنا في الحياة الدنيا والآخرة.
مراقبة الله في السر والعلن
الله عز وجل يعلم كل شيء لدى خلقه فكل حركة يقوم بها الإنسان يعلم الله تعالى بها، كما أنه مجرد التفكير في شيء يكون الله تعالى عارفاً له لذلك التقرب من الله تعالى يجب أن يكون دائماً حتى يحصل المسلم على الأجر والثواب من رب هذا الكون، وهنا تمكن الإجابة في قوة إيمان الإنسان لأن الحكم في مراقبة الله تعالى في السر والعلن فهو واجب لأن الله تعالى لا يخفى عنه شيء فهو يعمل بكل شيء حتى الأعمال الباطنة.
ثمرات مراقبة الله في السر والعلن
ثمرة عظيمة يحصل عليها المسلم عندما يشعر بمراقبة الله له في كل وقت وحين، لأن المسلم عندما يشعر بذلك يكون على علم بان الله تعالى قد رآه يعمل ويفعل هذا ويبتعد عن كل عمل خاطئ لا يناسبه وبهذا سوف نذكر لكم ثمرات مراقبة الله في إطار حديثنا ما حكم مراقبة الله تعالى في السر والعلن.
- تساعد في المواظبة على العبادات والتقرب من الله.
- تطبيق سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
- يجعلك تجتهد في أداة العبادة.
- شعر بمحبة الله له وزاد رزقه في الدنيا.
- الشعور بالطمأنينة والسكينة والراحة.
- تجعل الإنسان خائفاً من الله تعالى.
- الابتعاد عن المعاصي والذنوب.
استشعار مراقبة الله في السر والعلن
أجمل شعور يمكن أن يشعر بها المسلم عند يرى الله أمامه في كل وقت فهذا شعور يزيد من راحة وسكينة الفرد نحو القيام بالأعمال الصالحة لنيل الزيادة من الرضا والمحبة من الله، فهذا شعور رائع يجعل الإنسان يتشعر رحمة الله تعالى كما أنه له أثر إيجابي لدى الفرد بفهم ما أمر به الله وما نهى عنه، لأن رؤية الله أمامك والاستشعار به يجعلنا لا نرتكب المعاصي والذنوب وتبعدنا عن كل المعاصي والذنوب التي نهايتها النار أكثر الأماكن التي يعرفها جيداً وسمعا عنها، لذلك فأن استشعار المسلم لمراقبة الله تعالى له من أكثر الأعمال جمالاً وتأثيراً في حياة المسلم.
آيات من القرآن الكريم عن مراقبة الله للخلق
كتاب الله كتاب شامل وموجز لكل شيء يحتاج له الإنسان، فكل علم تواجهه تجده في كتاب الله أهم الكتب التي تدخل الراحة والطمأنينة لقلب الإنسان لما فيها من علوم هامة للبشرية وهذه آيات معطرة توضح لنا مراقبة الله.
- ” وَتَوَكُّلٌ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ* الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقَوُّمِ* وَتَقْلِبُكَ فِي السَّاجِدِينَ”.
- ” يَعْلَمُ خَائِنَةُ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ”.
- ” وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُم والله بِمَا تَعْمَلُونَ بَصيرَ”.
- ” وَاِعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنَفْسُكُمْ فَاِحْذَرُوهُ”.
مراقبة الله تعالى والاستشعار بمراقبته من أكثر الأشياء التي تجعل المسلم أكثر انضباطاً بالأعمال، كما أنه درع حامي للإنسان للابتعاد عن كل الأعمال التي نهى الله تعالى عنها وهذا كان شرحنا لموضوع ما حكم مراقبة الله تعالى في السر والعلن.