ما المقصود بالعسكران، يوجد العديد من الكلمات الثنائية في اللغة العربية التي تحمل بين طياتها معان غير مألوفة، ويتم تصنيف وجمع هذه الكلمات في المعاجم، كما أن هذه الكلمات تدل على إيحاءات مختلفة، ومن هذه الكلمات الأسودان وتعني التمر والماء، والعسكران، والأزهريْن وهما الشمس والقمر علمًا بأن جميعها ثُنائيات، فما المقصود بالعسكران.
ما هما العسكران
إن كلمة العسكران مثنى والمفرد عسكر، حيثُ يُطلق لقب “العسكران” على عرفة ومنى وهما مكانان في مكة المكرمة، إذ أنها من أبرز المناطق المقدّسة التي يتمّ من خلالها تأدية شعائر الحج، كما يعتبر مصطلح العسكران من الثنائيات في اللغة العربية التي تُطلق على الأسماء التي تحمل نفس الصفات والدلالة والرابط هُنا بين عرفة ومنى هو التجمهر والتجمع، والأمثلة على الثنائيات عديدة منها الأزهريْن وهما الشمس والقمر.
سبب تسمية عرفة ومنى بالعسكران
إنّ السبب في تسمية منى وعرفة بهذا الاسم عائدٌ إلى تجمّع الناس وتجمرهم هُناك، إذ أنّ حجاج بيت الله يتجمّعون على جبل عرفة في التاسع من شهر ذي الحجة من أجل البدء بالتلبية والدعاء والتضرع إلى الله والاستغفار، إذ أن احتشاد الأدعية والتلبية أحد أسباب تسمية عرفة بالعسكر، كما هناك أسباب أخرى لتسمية المكان بعرفة منها أن جبريل عليه السلام قد عرّف إبراهيم عليه السلام بأركان الحج والمناسك لذلك سُميت عرفة، كما يقال أن سيدنا آدم عليه السلام وحواء قد تعارفا في هذا المكان، ولكن سبب تسمية منى بالعسكر نظرًا لتوافد الحجاج إلى منى لقضاء يوم التروية اقتداءً بفعل النبي -صلى الله عليه وسلم- وسنته قبل الذهاب للوقوف على جبل عرفة، كما ترمز كلمة العسكر إلى اشتداد الليل والظلام.
المراد بذات البين
قد ورد لفظ “ذات البَيْن” في القرآن الكريم، فقد قال تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ}، إذ أنّ ذات البين هي القرابة، حيثُ تختلف أشكال هذه القرابة فقد تكون بين الإنسان ونفسه، وقد تكون بين اثنين وجماعة، وسعى ديننا الإسلامي الحنيف على إصلاح ذات البين، والذي يسلك هذا الطريق ينال ثوابا عظيماً، لذا ينبغي الإخلاص لله عز وجل في السعي لإصلاح ذات البين، نظرًا لأن هذا العمل عبادة يتقرب بها العبد إلى الله، ولابدّ من تذكير المتخاصمين بذنب هذا العمل، وسوف يترتب عليه عدم رفع الأعمال إلى الله.
إنّ العسكران هو عرفة ومنى وهي أسماء لأماكن موجودة في مكة المكرمة، إذ أن عرفه هو المكان الذي لا يكتمل الحج للمسلم إلا من خلال صعوده على جبل عرفة، وهو من أطهر البقاع على الكرة الأرضية.