ما الفرق بين عقل الانسان وعقل الحيوان وما الشئ الذي يجعل الانسان يفكر دون الحيوان ؟، لنتطرق لهذا الموضوع يجب أن نعرف معنى كلمة العقل أولاً، يطلق مفهوم العقل على مجموعة القدرات المرتبطة بالذاكرة، اللغة، التفكير، أدوات القياس أي المنطق، و الذكاء و كما يتصف بكونه ظاهرة ندركها، ولا تقتصر على الإنسان، بل يمكن تواجده عند الحيوانات أيضاً، هذه الخمس مكونات هي من نواتج الشعور، أي أن الشعور هو الذي أنتج العقل ، لِمن أراد أن يعرف من أين أتى العقل، والعقل ليس هو المخ كما يُشاع، فالمخ هو وسيلة و جهاز استقبال و إرسال، وبعد أن يتحلل المخ يبقى تراباً وليس معلومات وأفكار ومن هنا ننتقل لتوضيح الفرق بين عقل الإنسان و عقل الحيوان و ما الشيء الذي يجعل الإنسان يفكر دون الحيوان.
الفروق بين عقل الإنسان و عقل الحيوان
إن الولوج للنقاش في الفروق بين كلا العقلين معضلة حار فيها الكثير من العلماء و حتى علماء الدين فما بين إشارات العلم و نعم القدير تتشابه و تختلف الدراسات، ومن هنا نتطرق لذكر بعض منها لمحاولة الوصول لأقرب تقدير من هذا الفرق الشاسع بين عقل الإنسان و عقل الحيوان.
- كلا الجنسين يتشابهان في العقل الغريزي و لكن الإختلاف أن الله كرم الإنسان بالعقل الكسبي، حيث أن عقل الإنسان يكتسب علم ومهارات وتجارب وعقل يتطور كل لحظة فعقلُ الإنسان في طفولته لا يشبه قواه العقلية في سن البلوغ و على عكس ذلك فإن عقل الحيوان غريزي لا يتطور مجرد غرائز خلقها الله داخله.
- الفرق الثاني وهو الفرق الرئيسي عقل الإنسان يؤمن بالغيب فالإنسان يجاهد في سبيل الله ويموت لأنه يؤمن بالله، و أن هنالك جنة و نار مع أنه لم يرى الله سبحانه و تعالى.
ما الذي يجعل الإنسان يفكر دون الحيوان
الفطرة السليمة للإنسان التي تتغذى على معطيات الواقع بماضيه، وحاضره، و مستقبله تجعل الإجابة على هذا السؤال سهلة فهو يملك مَلَكَة بتنوير إلهي خصه الله للإنسان عن الحيوان فالحيوانات فقط تقتصر نظرة واقعه على صغاره و مأواه و طعامه فقط كغريزة ثابتة و لذلك فالذي يجعل الإنسان يفكر دون الحيوان هو الإدراك الذي ركبه الله عز وجل في الحيوانات ليس هو العقل الغريزي، أو ما يسمى “الهيولاني” الذي كان الفارق الحقيقي بين الإنسان والحيوان ، والذي أدخل الإنسان دائرة التكليف والمسؤولية حيث يتطور بإكتساب مهارات محيطه و يحللها كما يناسب معيشته.
- أما الحيوان، فالذي أنعم الله سبحانه عليه في إدراكه و طرق تدبير معيشته، و الخضوع لخالقه و الإنسان المسخر لخدمته، سماه القرآن الكريم ” هداية “، وذلك في قول الله سبحانه: (قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) طه/50.
إلى هنا لا تنتهي فروع الإبحار في عظيم خلق الله فحتى يومنا هذا لا تزال تتطور مفاهيم العقل و تنكشف العديد من قواه أمام العلماء و خصوصاً حين نتطرق للفرق بين عقل الإنسان و الحيوان و الشيء الذي يجعل الإنسان يفكر دون الحيوان.