لماذا تنازل الحسن بن علي عن الخلافة لمعاوية، التاريخ الإسلامي كان كبيراً وجميل وضح لنا كيف يمكن للإنسان أن يتخلى عن مكانة كبيرة من أجل مصلحة الأمة كلها فهذا النموذج المشرق للإسلام الذي علمنا بأن مصلحة الأمة والدين أهم بكثير، فكل إنسان يعلم بأن الدين الإسلامي دين التسامح والمحبة بين الناس فكان الصحابة والخلافة أكثر الناس تسامحاً فيما بينهم ولا يشعرون بالغيرة من بعضهم البعض لأنه يهدفون للحفاظ على الدين ومصلحة الناس عامة، دعونا نقدم لكم معلومات وحقائق تاريخية عن لماذا تنازل الحسن بن علي عن الخلافة لمعاوية.
بداية النزاعات والصراعات بعد وفاة علي بن أبي طالب
كانت وفاة الصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه رابع الخلفاء الراشدين محنة كبيرة مرت بها الأمة الإسلامية بعد اغتياله، حيث أن موت علي بن أبي طالب أشعل نيران الفتنة بين الناس بعد تولي الحسن ابن علي بن ابي طالب رضي الله عنه الخلافة وقد خاص الكثير من الحروب والمعارك من أجل الدفاع عن شرعيته التي تعارضت مع معاوية بن أبي سفيان الذي كان غريم أبيه بسبب رفضه التامة لمبايعة الحسن وقد جهز كل من الإمام الحسن ومعاوية بن أبي سفيان جيشه من أجل المواجهة، بدأ الأمام الحسن بن علي بالشعور بأن هذه معركة خطيرة وستكون كفيلة بفناء الأمة الإسلامية فأعطى الحسن الخلافة إلى معاوية من أجل إنهاء الفتنة.
انهاء الفتنة بين الصحابة
لحظات قليلة قبل خوض المعركة بين الإمام الحسن ومعاوية بن أبي سفيان خرج القائد البطل الحسن من أجل إلقاء خطبة على جيشه الذي كان على أتم استعداد للمعركة، لكن المفاجئة الكبرى كانت عندما أعلن الأمام علي عن رأيه في هذه المعركة التي وصفها بأنه ظالمة وسوف تكون كفيلة في إنهاء أمة محمد صلى الله عليه وسلم فقام بإعطاء الخلافة إلى معاوية بن أبي سفيان خوفاً من ما سوف يحدث بين المسلمين تفاجئ جيش الحسن وهناك من فهم ما قاله الأمام الحسن الذي كان يعي ما سوف يحصل بين المسلمين والهلاك الذي سوف يصيب أمة محمد صلى الله عليه وسلم من هذه المعركة الدامية.
أسباب تناول الإمام الحسن عن الخلافة
كان الإمام الحسن صاحب عقل ومنطق وتنبأ بما سوف يحدث لو حصلت المعركة وبدأ الفتنة بين المسلمين وكان خوفه الكبير من الحروب ودماء المسلمين التي سوف تهدر في هذه المعركة، فكان أمام الحسن أما أن يخوض المعركة وينسفوا دماء المسلمين ويهلك أمة محمد أو أن يتخلى عن الخلافة إلى مصلحة معاوية بن أبي سفيان فقد حقق الإمام الحسن بشرى النبي صلى الله عليه وسلم بأن يكون جامعاً لأمة محمد، كان ضميره الحي وعقله المتين في فهم ما يحدث من هذه المعركة فعلم ما سيصيب أمة محمد وتخلى عن الخلافة.
لقاء معاوية والحسن بن علي
كان لقاءاً ودوداً بين معاوية بن أبي سفيان الحسن بن علي فقد اللقاء متفهماً حيث أنه تنازل الحسن بن علي فقال له: أتقول أن تنازلت لك عن الخلافة ورد عليه معاوية وهل تراني أهل لها يا أبا محمد رد عليه الإمام حسن على أن تعمل على كتاب الله وسنة رسوله وسيرة الخلفاء الراشدين رحمهم الله، فرد عليه معاوية سأسعى إلى ذلك فأين أنا إلى هؤلاء القوم، زاد الخلاف بين معاوية والإمام الحسن بسبب قتلة عثمان لكن انتهى الخلاف بسرعة كبيرة فاتفقا على أن يكتب كتاباً على أن يتنازل فيها عن الخلافة ويعرضه للناس، فمدحه معاوية بن أبي سفيان فقال له يا إمام الألفة وقال له فلتكن الولاية لك من بعدي، فرد عليه الإمام الحسن بن علي لو اردت الولاية لما سلمتٌها فقد سلمتها ابتغاء وجه الله.
ما هي شروط تنازل الحسن بن علي عن الخلافة
كان الإمام الحسن بن علي أكثر الناس حباً للدين الإسلامي فكان يريد التنازل عن الخلافة حباً في أن لا يسود الدماء بين المسلمين فقد تنازل عن الخلافة إلى معاوية بن أبي سفيان ابتغاء لوجه الله.
- أن تعمل بكتاب الله تعالى.
- أن تعمل بسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
- أن تعمل بسيرة الخلفاء الراشدين الأربعة رحمهم الله.
الجدير بالذكر بأن الإمام الحسن كان قد استغنى عن الخلافة إلى معاوية بن أبي سفيان لأنه لم يكن يرغب بها فهو يريد المحافظه على المسلمين من الهلاك.