كيف كان خلقه صلى الله عليه وسلم ؟ وبم استشهد الكاتب على ذلك ؟، بعث الله تعالى سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين رحمة مهداة للعالمين ، وقد شهد له المسلمين وغير المسلمين بعظيم خلقه ورُقي صفاته وذكر بعض المستشرقين بأنه أعظم شخصية على وجه الأرض ؛ فقد كان صلَّ الله عليه وسلم أعدل الناس وأوصلهم رحمًا وأمضاهم عزيمة وأكثرهم صدقًا وكرمًا وشجاعة .
كيف كان خلقه صلى الله عليه وسلم ؟ وبم استشهد الكاتب على ذلك؟
كان خلقه صلى الله عليه وسلم عظيما؛ حيث استشهد الكاتب على ذلك من قوله تعالى: “وانك لعلى خلق عظيم” صدق الله العظيم.
خصائص الرسول عليه الصلاة والسلام
اختُصّ النبي الكريم صلى الله علي وسلم من دون أمّته بالكثير من الأمور كما أن أمته تعد خير أمة، فمن هذه الخصائص هي: وجوب صلاة الضحى، وصلاة الوتْر، والتهجّد، والسِّواك، أما من الخصائص التي اختُص أيضاً في الآخرة هي؛ الشّفاعة، ودخوله الجنّة قبل أهلها، ومن الفضائل الدنيويّة؛ اعتباره أصدق الناس حديثاً، كما أنه اختُصّ بالعديد من المُعجزات؛ مثل: انشقاق القمر، وأنّه خاتم الأنبياء والمُرسلين عليه أفضل الصلاة والسلام؛ فلا يكتمل إيمان أحدٍ إلّا بالإيمان برسالة النبيّ محمّدٍ -عليه الصلاة والسلام-، كما أنّ له مكانةً محمودةً، بالإضافة إلى أنّه خطيب الأنبياء وإمامهم
صفات الرسول صلى الله عليه وسلم الخَلْقيَّة
يوجد العديد من أوصاف النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- الخَلْقيّة، يمكننا ذكر بعض منها؛ وهي كالآتي:
- لونه: كان -صلّى الله عليه وسلّم- أزهر اللون، ليس بالأبيض شديد البياض، ولا بالأدهم؛ أي ليس بأسود اللون.
- وجهه: كان عليه الصلاة والسلام أملس الوجه مستوٍ، غير مُستدير الوجه، كالشمس والقمر في إشراقة الوجه والضياء.
- جبينه: جبينه صلى الله عليه وسلم كان واسعاً؛ يمتدّ طولاً وعرضاً، وتعد سعة الجبين من الصفات المحمودة.
- حاجبيه: مُقوّسان الشكل، قوّيان، متّصلان اتصالاً خفيفاً، لا يُرى إلّا في السَّفر؛ بسبب الغُبار.
- عينيه: كانتا عيناه صلى الله عليه وسلم واسعَتين جميلتَين، مُشّربتَين بالحُمرة؛ أي أنّ فيهما عروق حمراء رِقاق، شديدَتي سواد الحدقة، برموشٍ طويلةٍ.
- أنفه: كان أنفه مستقيم الشكل طويلا من وسطه مع ارتفاع ودقيق الأرنبة؛ وهي ما لان من الأنف.
- خدّيه: كان صلى الله عليه وسلم صلب الخدّين، حيث كان يظهر بياضهما عندما يُسلّم عن اليمين والشمال.
- فمه وأسنانه: كانت أسنانه صلى الله عليه وسلم بيضاء أشنب الأسنان ؛ أي أنّ فيها تحديداً ورِقّةً، مُفرّقةً بين الثنايا والرّباعيات، وكان فمه واسعاً، جميلاً، وشفتاه من أحسن وألطف الشِفاه شكلاً.
- رِيقه: أخرج الإمام مُسلم في صحيحه عن سلمة بن الأكوع -رضي الله عنه في بيان وصف رِيق النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (أَرْسَلَنِي إلى عَلِيٍّ وَهو أَرْمَدُ، فَقالَ: لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسولَهُ، أَوْ يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسولُهُ، قالَ: فأتَيْتُ عَلِيًّا، فَجِئْتُ به أَقُودُهُ وَهو أَرْمَدُ، حتَّى أَتَيْتُ به رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَبَسَقَ في عَيْنَيْهِ فَبَرَأَ).
- لِحيته: كان صلى الله عليه وسلم حَسْن وكثّ اللحية؛ أي كثيرة منابت الشَّعر، كما كانت عنفقته ظاهرةً، والعنفقة تعني: الشَّعر بين الشَّفة السُّفلى والذَّقن، وكان ما حول لِحيته مثل بياض اللؤلؤ، وكان يُحسّنها، ويضع عليها الطِّيب، ويحرص على دِهْن رأسه، وعلى تسريح لِحيته.
- رأسه: كان رأسه -عليه الصلاة والسلام- ضخماً.
- شَعْره: كان شديد السَّواد، ليس بالشَّعر المُجعّد، ولا المُسترسل، بل على هيئة الممشط، أمّا بالنسبة لطُوله؛ فكان شعره إلى نصف أُذنيه، وكان أحياناً يجعله إلى شحمة أُذنَيه، ولم يكن في شَعْر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- شَيْباً، إلّا شعيراتٍ قليلةٍ، وكان يُفرّق شَعْر رأسه من وسط رأسه، ويُمشّط شَعْره ويتعاهده من وقتٍ لآخر.
- عُنقه ورقبته: كان صلى الله عليه وسلم رقبته فيها طول، كما ذكر عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه أنّ عُنق النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كإبريق الفِضّة، وورد عن عائشة -رضي الله عنها- أنّ عُنق النبيّ -عليه الصلاة والسلام- لم يكن طويلاً ولا قصيراً، كبياض الفِضّة، وحُمرة الذّهب.
- مِنْكَبَيه: معنى المنكب؛ هو ذلك الموضع الذي يجمع ما بين الكتف والعَضد، وكان كثيف شَعْر المنكبين، وقد ورد عن أبي زيد الأنصاريّ فيما يتعلّق بذلك: (قالَ لي رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: اقتَرِبْ مِنِّي. فاقتَرَبتُ منه، فقالَ: أدخِلْ يَدَكَ فامسَحْ ظَهري. قالَ: فأدخَلتُ يَدي في قَميصِهِ، فمَسَحتُ ظَهرَهُ، فوقَعَ خاتَمُ النُّبُوَّةِ بَينَ إصبَعَيَّ، قالَ: فسُئِلَ عن خاتَمِ النُّبُوَّةِ، فقالَ: شَعَراتٌ بَينَ كَتِفَيْهِ)، وكان النبيّ عريضاً ما بين المنكبين؛ أي عريض أعلى الظَّهر والصَدْر.
- إِبطَيْه: كان أبيض الإبطين، كما ثبت في الصحيح في وَصْفه -عليه الصلاة والسلام-: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إذَا سَجَدَ يُجَنِّحُ في سُجُودِهِ، حتَّى يُرَى وضَحُ إبِطَيْهِ).
- ذِرَاعيه: كان -عليه الصلاة والسلام- طويل الذراعَين.
- كَفّيه: كان صلى الله عليه الصلاة والسلام واسع الكفّ، كما كان كَفّه ممتلئ، ومع ضخامتها كانت ناعمةً ليّنة.
- أصابعه: كان عليه الصلاة والسلام طويل الأصابع، غير مُنعقدةٍ.
- صَدْره: كان –صلى الله عليه وسلم عريض وممتلئ الصَدْر، ليس بالسمين ولا النَّحيل، كان على أعلى صَدْره شَعْرٌ، دزن الثديَين والبطن.
- بَطْنه: لم يكن صلى الله عليه وسلم كبير البَطْن، كما ورد عن أمّ معبد في وَصْفه: (لمْ تُعِبْهُ ثُجْلةٌ)،[١٣] ويُراد بالثلجة: كُبْر البَطْن.
- سُرّته: كان صلى الله عليه وسلم متصلاً ما بين السُّرة واللّبة بِخطٍّ من الشَّعْر، ويُقصد باللّبة المَنْحر؛ وهو النقرة الواقعة فوق الصَدْر.
- رُكبتيه ومفاصله: عرف عن ركبتيه ضخمة؛ ممّا يدلّ على قوّته -عليه الصلاة والسلام-.
- ساقَيه: كان صلى الله عليه وسلم أبيض السَاقين، كما ثبت في صحيح الإمام البخاريّ عن وهب بن عبدالله -رضي الله عنه-: (خَرَجَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كَأَنِّي أنْظُرُ إلى وبِيصِ سَاقَيْهِ).
- قَدَمَيه: كان صلى الله عليه وسلم مرتفع القدم ما بين أوّلها وآخرها، لا يوجد بها أي تكسّرٍ، وكان غليظ الأصابع والرّاحة.
- قامته وطُوله: كان صلى الله عليه وسلم مربوع القامة، لا بالطويل ولا بالقصير، إلّا أنّه كان أقرب إلى الطول، وكان حَسن الجسم، متناسب الأعضاء.
- عَرَقُه: كان عرقه صلى الله عليه وسلم كاللؤلؤ، صافياً، أبيض اللون، رائحته كالمسك.
صفات الرسول “صلى الله عليه وسلم” الخُلُقيِّة
كان النبيّ صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خُلقاً؛ عرف عنه أنه كريم وانفاقه في سبيل الله؛ كما أنه كان يُلاعب الأطفال ويتعامل معهم بِلطف؛ وأيضا كان ينفق على الفقراء والمُحتاجين ولا يستحقر أحدا منهم، وكان يُؤثْر الناس على نفسه، وإن لم يجد ما يأكله، وكان أكثر الناس شجاعةً، ويعفو عمّن أساء له، كما أنه كان يتعامل مع أصحابه بحبٍّ، ويُمازحهم، ويقبل دعوة مَن دعاه، و يزور المريض، ولم يكن يذمّ أو يعيب أحداً، وكان أكثر الناس سَعْياً للآخرة، زاهداً في الحياة الدُّنيا، وكان كذلك أكثر الناس عِلْماً بالله -تعالى-، وأحسن الناس عِشْرةً، لا ينتقم لنفسه، شديد الحياء، يغضب لانتهاك حُرمات الله، لا يُفرّق بين أحدٍ، ولا يعترض على الطعام؛ فيأكل ممّا تيّسر دون تكلّفٍ، وكان يخدم أهل بيته، شديد التواضع، يُحبّ المساكين، ويُشاركهم في جنائزهم.
ختاما لمقالنا هذا الذي تعرفنا فيه على أشرف الخلق وأطهرهم خصائص النبي الكريم صلى الله عليه وسلم؛ وصفاته أيضا الخُلُقيِّة والخَلْقيَّة.