كيف تجلت العدالة في المجتمع الاسلامي، حيث أن العدالة تأتي من العدل، وهي ضد الجور، ويعتبر العدل حق من حقوق الأفراد والجماعات في جميع أنحاء العالم ويجب أن يحصل عليه كل الناس دون تمييز في العرق أو اللون أو الدين، فالعدالة شيء مهم وأساسي في حياة الأفراد كَكُل وفي كل الأزمان والأماكن.
وهي القاعدة الأولى في أي حكم يُطبّق على الناس في الدول وتجد أن الكثير من الناس يسألون عن كيف تجلت العدالة في المجتمع الاسلامي، ومفهومها الأساسي في الإسلام، ويعتبر الدين الإسلامي هو أول من طبّق مفهوم العدالة على كوكب الأرض حينما نزل القرآن الكريم على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وأمره الله -سبحانه وتعالى- في تطبيقه بين كل الناس.
مفهوم العدالة في الإسلام
بدأت التساؤلات حول كيف تجلت العدالة في المجتمع الاسلامي، ويعتبر أن مفهوم العدالة بدأ يتجلي في العصر الإسلامي حيث كان الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- خير عادل بين المسلمين، كما أن العدالة وجدت في القرآن الكريم، فيقول تعالى: “إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل” ويعتبر العدل من الأسس الذي وضعها الله سبحانه في القرآن بين الناس كافة ولم يخص المسلمين فقط بل أمرهم بالعدل بين كافة الناس أولاً واتباع العدل في كل مناحي الحياة، لأجل ألَّا يُظلِم أحد، وإن تحقيق العدل أجره كبير عند الله وعدم تحقيقه له إثم عظيم.
العدالة في المجتمع الإسلامي
بدأت تتجلى العدالة في المجتمع الإسلامي منذ ظهور الرسول، ومنذ ذلك الحين أصبحت من أهم صفات المسلمين وكان الرسول لا يظلم أو يجور على أحد حتى ولو كان كافراً ومناهضاً للدين الإسلامي فتجد أن الصّحابة تعلموا ذلك من الرسول وأصبحوا يطبقونه في أمور بيتهم ودينهم ودنياهم، وهذا ما جعل الدين الإسلامي هو مهد العدالة الذي أصبحت سائدة في المجتمع الإسلامي، حيث وقف سيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- على المنبر حينما تولى الخلافة وقال: “اذا رأيتم فيَّ اعواجاجاً فقوّموني” أي إذا رأيتموني لا أعدل ولا أطبق حكم الله فاصلحوا مني، فقال له أحد الصحابة: “والله إذا رأينا فيك اعوجاجاً لقومناه بالسيف” ، ونتساءل هل يقوى شخص من العامة أن يقول هذا لصاحب منصب وجاه في الوقت الحالي؟
مفهوم العدالة الاجتماعية في الإسلام
كان مفهوم العدالة الاجتماعية في الاسلام يتجلى في حياتهم العامة وكانت أبرز مظاهر العدالة الاجتماعية هو بيت مال المسلمين والذي يحق لكل فقراء المسلمين أن يستنفعوا منه، ويجب على أغنياء المسلمين دفع الزكاة فهي ركن من أركان الإسلام وكان هذا المال يُعَد مصدر رزق لهم، حتى إذا ما أتى سائلاً إلّا وأعطوه وما أتى جائعاً إلّا وأطعموه، كما أن اليهود والنصارى ومن كان لا يتبع دين الإسلام في أرض المسلمين، يدفع الجزية ويعيش بأمان دون خوف أو ضرر عليه.
والجدير بالذكر أن زمن العدالة الاجتماعية بات يتلاشى في العصر الحالي، وساد الظلم والجور في الكثير من الحالات إلا من رحم ربي.