كيف تؤثر القضايا الصحيه في البلد وفي الفرد، تواجه البلد والفرد الكثير من المواقف التي لا يحبها ولا يرغب أن يراها، مثل الأمراض الطبيعية وغير الطبيعية والكوارث وغيرها، والأفراد الذين مروا في هذا المجال أفضل من غيرهم في علاج مثل هذه الأعراض. على سبيل المثال، إذا كان الشخص المصاب بداء السكري يتمتع بوعي قوي ومعرفة، فسوف يعرف كيف يتصرف عندما يكون مستوى السكر لديه مرتفع، أما بالنسبة لمريض فاقد للوعي، فقد يواجه الكثير من المشكلات التي قد تؤثر على صحته وحياته.
ما هو الوعي الصحي
إن قلة الوعي الصحي التي قد تصيب المجتمع بالخمول وقلة الإنتاج، ستكون مفرزاتها على صحة الفرد مفرزات سلبية ومن شأنها تدمير تلك الصحة، إذ أن الكثيرين يستخدمون بعض الأدوية من دون أن يعرفوا تأثيراتها الجانبية، ويسعى البعض لتناول نوعية من الدواء من دون أي استشارة طبية. نحن بحاجة ماسة إلى تعزيز الثقافة الصحية ليس بمعنى الثقافة الصحية التجاري والمستهلك، إنما بالمعنى العلمي الخالص والذي ينقذ حامله، فالمريض اليوم يحصل على التوجيه الكافي عند مضاعفات الدواء من خلال مصدر مباشر، لذا نرى أنه من الواجب أن تسعى الجهات الصحية المختصة في البلد بكل قوة لتطوير قدرات وطاقات الكوادر الطبية والصحية، وتحسين الأداء الخاص بهم من أجل أن يتم المساهمة بنشر الوعي الصحي الحقيقي بين مرضاهم بالفضل عن معالجتهم.
حقائق حول القضايا الصحية
من حق كل فرد يقيم في أي بلد في العالم أن يتم الاهتمام بجانبه الصحي كما يجب أن يكون الاهتمام لضمان سلامته وسلامة علاقته في البلد التي يعيش فيها، وبالانعطاف على ذلك فقد قمنا بالتحري والبحث حول بعض الحقائق الصحية المتعلقة بالقضايا الصحية وهي كالتالي:
- يمكن أن تغطي الرعاية الصحية غالبية احتياجات الشخص الصحية طوال حياته وتشمل الوقاية والعلاج وإعادة التأهيل.
- ما زال نصف سكان العالم البالغ عددهم 7.3 مليار نسمة على الأقل يفتقرون إلى التغطية الكاملة بالخدمات الصحية الأساسية.
- يعد وجود قوى عاملة ملائمة للغرض ضروريا لتوفير الرعاية الصحية الأولية.
- إن العالم يعاني من عجز يقدّر بثمانية عشر مليون عامل صحي.
- تعاني الرعاية الصحية الأولية من قلة الموارد.
- من بين 30 بلدا تتوفر عنها بيانات لا ينفق سوى 8 بلدان 40 دولارا أمريكيا كحد أدنى لكل شخص على الرعاية الصحية الأولية في السنة.
جوهر القضايا الصحية
يتمثل جوهر القضايا الصحية في الرعاية، وهو نهج للصحة والرفاهة، عدا عن أنه يشمل كل المجتمع، ويتمحور حول احتياجات وأولويات الأفراد والأسر والمجتمعات المحلية، وتتناول الرعاية الصحية التي ذكرناها سالفا الصحة والرفاهية بجوانبهما البدنية والنفسية والاجتماعية الشاملة والمترابطة والتي لا غنى للفرد في البلد عنها، وجوهرها هو توفير الرعاية للشخص ككل فيما يخص الاحتياجات الصحية طوال الحياة، ولا تقتصر على مجموعة من الأمراض المحددة، وتضمن الرعاية الصحية الأولية حصول الأشخاص على رعاية شاملة، تتراوح بين الإرشاد والوقاية إلى العلاج وإعادة التأهيل والرعاية الملطفة كأقرب ما يمكن إلى بيئة الناس اليومية، وترتكز الرعاية الصحية الأولية على التزام بالعدالة الاجتماعية والإنصاف وعلى الاعتراف بالحق الأساسي في التمتع بأعلى مستوى من الصحة يمكن بلوغه، كما ورد في المادة 25 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان حيث أن لكل شخص الحق في مستوى معيشة يكفل ضمان الصحة والرفاهة له ولأسرته، وخاصة على صعيد المأكل والملبس والمسكن والعناية الطبية والخدمات الاجتماعية الضرورية.
كيف تؤثر القضايا الصحية في البلد
إذا كانت الرعاية الصحية حسب منظمة الصحة العالمية في وضع جيد فإن ذلك يؤهلها على الاستجابة للتغيرات الاقتصادية والتكنولوجية والديموغرافية السريعة، التي تؤثر جميعها على الصحة والرفاهة استجابة سليمة. وقد وجد تحليل حديث أن ما يقرب من نصف المكاسب المتأتّية من خفض معدل وفيات الأطفال من عام 1990 إلى عام 2010 كانت بسبب عوامل خارج قطاع الصحة (مثل المياه والنظافة الصحية، والتعليم، والنمو الاقتصادي). ويستند نهج الرعاية الصحية كإحدى القضايا الصحية المحورية إلى مجموعة واسعة من أصحاب المصلحة من أجل دراسة وتغيير السياسات الرامية إلى معالجة المحددات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والتجارية للصحة والرفاهة في أي بلد من البلدان، وتعتبر معاملة الناس والمجتمعات كأطراف فاعلة رئيسية في تحقيق صحتهم ورفاهيتهم الذاتية أمرا بالغ الأهمية لفهم تعقيدات عالمنا المتغير والاستجابة لها حتى لا ترتبك علاقة الفرد ببلده التي يقيم فيها.
كيف تؤثر القضايا الصحية في الفرد
إن تلبية احتياجات الفرد الصحية من خلال رعاية شاملة إرشادية ووقائية وعلاجية وتأهيلية طوال فترة حياته يكفل للفرد حياة سعيدة وصحية ومحددة على أساس استراتيجي لخدمة الرعاية الصحية التي تستهدف الأفراد والأسر والسكان من خلال الصحة العمومية كعناصر مركزية لتقديم الخدمات الصحية المتكاملة، عدا عن إنه تمكين الأفراد والأسر والمجتمعات المحلية من تحسين صحتهم على النحو الأمثل، فإن ذلك يضمنهم كمدافعين عن سياسات تعزز وتحمي وتضمن الصحة والرفاهة، ويتم اعتمادهم كمشاركين في تطوير الخدمات الصحية والاجتماعية، وكمقدمين للرعاية لذاتهم وللآخرين.
القضايا الصحية والتنمية المستدامة
إن تقوية الرعاية الصحية كقضية صحي، تعتبر أمر جوهري لتحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالصحة والتغطية الصحية الشاملة، وسوف يسهم ذلك في بلوغ أهداف أخرى تتجاوز نطاق هدف الصحة الجيدة والرفاه وهو الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة عالميا حسب ميثاق التنمية بما فيها تلك المتعلقة بالقضاء على الفقر، والقضاء التام على الجوع، والتعليم الجيد، والمساواة بين الجنسين، والمياه النظيفة والنظافة الصحية، والعمل اللائق ونمو الاقتصاد، والحد من أوجه عدم المساواة، والعمل المناخي، وكل هذه البنود قم بتوثيقها ونصها منظمة الصحة العالمية لضمان تنمية البلدان المستدامة.
دور منطمة الصحة العالمية في القضايا الصحية
تقوم منظمة الصحة العالمية بالاعتراف بدورها المركزي في الرعاية الصحية وتحقيق الصحة والرفاهة للجميع، في جميع الأعمار من خلال تبنيها نصوص ومواثيق وقوانين الحماية الصحية للأفراد، وتعمل المنظمة مع البلدان على تحديد المجالات ذات الأولوية لتحسين الصحة والنهوج محددة السياق، التي تعتمد على الخبرة التقنية في جميع أنحاء المنظمة، كما أنها تقوم بدعم البلدان لبلورة سياسات شاملة وقيادات داخل البلدان ونظم صحية قائمة على رعاية صحية أولية تعزز الانصاف في مجال الصحة، وتعمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة والتغطية الصحية الشاملة عدا عن تصديها على نطاق أوسع للغبن والمقاييس الاجتماعية للصحة من خلال العمل متعدد القطاعات.
مواد قانونية دولية في القضايا الصحية
نصت المادة 25 من الاعلان العالمي لحقوق الانسان في الصحة على أنه لكل شخص الحق في مستوى معيشة يكفي لضمان الصحة والرفاهية له ولأسرته وخاصة على صعيد المأكل والملبس والمسكن والعناية الطبية والخدمات الصحية والاجتماعية الضرورية، ومن الجدير ذكره أن الصكوك الدولية التي جرى اعتمادها خلال العقود التالية لاعتماد الاعلان العالمي لحقوق الانسان المزيد من الضوء على مضمون الحق في الصحة، وإن كانت أغلب هذه الصكوك تتناول حقوق الإنسان لكافة الافراد فإن بعضها يعني فقط بحقوق مجموعة أو فئة معينة، وهذه من سلبيات الصكوك التي صكتها المواد القانونية الدولية المتعلقة بحقوق الانسان المختصة بالقضايا الصحية، وإن ذلك قد يفسد التنمية المستدامة المرجوة من وراء وجود القانون الصحي.