قصيدة غازي القصيبي حديقة الغروب، ومن المعروف ان القصيدة نوع من أنواع الفن، والتي تعتبر أكبر دليل على فصاحة العرب، حيث تتكون القصيدة من الأبيات التي لها ذات معنى عميق في قلوب القراء، كما وتبدأ عادة بمطلع القصيدة، بالإضافة إلى أن القصيدة تحتوي على أبيات شعرية موزونة، وذات قافية واحدة، والتي تعد ذات أهمية كبرى في نقل الموروثات من العادات القديمة، كما وان قصيدة قصيدة غازي القصيبي حديقة الغروب، لها مكان كبير في في قلوب القراء.
نبذة عن قصيدة غازي القصيبي حديقة الغروب
هذه القصيدة للشاعر الراحل، غازي عبد الرحمن القصيبي، ولد في الثاني من شهر فبراير عام 1940 ميلادي، وهي قصيدة تتحدث عن الحزن، والتي يتحدث به صاحب القصيدة بكثرة من المعاناة والحزن بسبب أنه يعيش في عالم ظالم وحزين والتي يفتقد فيه الأحباب، كما ويتأسف فيها على الأيام التي مضى عمره الستون عاماً، وبلغ مرحلة الشيخوخة، وتنتهي القصيدة بالعفو والغفران.
قصيدة غازي القصيبي حديقة الغروب مكتوبة
تعتبر العاطفة الشعرية بما يشعر به من كتابة القصيدة، سواء كانت حالة من الحب والحزن والعواطف وغير ذلك، كما ويقصد بها أن تكون ذات معنى، ولا يقتصر سماع القصدية على الطرب، بل تحتوي على فكرة تجذب المستمع:
خمسٌ وستُونَ.. في أجفان إعصارِ
أما سئمتَ ارتحالاً أيّها لساري؟
أما مللتَ من الأسفارِ.. ما هدأت
إلا وألقتك في وعثاءِ أسفار؟
أما تَعِبتَ من الأعداءِ.. مَا برحوا
يحاورونكَ بالكبريتِ والنارِ
والصحبُ؟ أين رفاقُ العمرِ؟ هل بقِيَتْ
سوى ثُمالةِ أيامٍ.. تذكارِ
بلى! اكتفيتُ.. وأضناني السرى! وشكا
قلبي العناءَ!… ولكن تلك أقداري
***
***
أيا رفيقةَ دربي!.. لو لديّ سوى
عمري.. لقلتُ: فدى عينيكِ أعماري
أحببتني.. وشبابي في فتوّتهِ
وما تغيّرتِ.. والأوجاعُ سُمّاري
منحتني من كنوز الحُبّ. أَنفَسها
وكنتُ لولا نداكِ الجائعَ العاري
ماذا أقولُ؟ وددتُ البحرَ قافيتي
والغيم محبرتي.. والأفقَ أشعاري
إنْ ساءلوكِ فقولي: كان iiيعشقني
بكلِّ ما فيهِ من عُنفٍ.. وإصرار
وكان يأوي إلى قلبي.. ويسكنه
وكان يحمل في أضلاعهِ داري
وإنْ مضيتُ.. فقولي: لم يكن بَطَلاً
لكنه لم يقبّل جبهةَ العارِ
***
***
وأنتِ!.. يا بنت فجرٍ في تنفّسه
ما في الأنوثة.. من سحرٍ وأسرارِ
ماذا تريدين مني؟! إنَّني شَبَحٌ
يهيمُ ما بين أغلالٍ. وأسوارِ
هذي حديقة عمري في الغروب.. كما
رأيتِ… مرعى خريفٍ جائعٍ ضارِ
الطيرُ هَاجَرَ.. والأغصانُ شاحبةٌ
والوردُ أطرقَ يبكي عهد iiآذارِ
لا تتبعيني! دعيني!.. واقرئي كتبي
فبين أوراقِها تلقاكِ أخباري
وإنْ مضيتُ.. فقولي: لم يكن بطلاً
وكان يمزجُ أطواراً بأطوارِ
***
***
ويا بلاداً نذرت العمر.. زَهرتَه
لعزّها!… دُمتِ!… إني حان إبحاري
تركتُ بين رمال البيد أغنيتي
وعند شاطئكِ المسحورِ. أسماري
إن ساءلوكِ فقولي: لم أبعْ قلمي
ولم أدنّس بسوق الزيف أفكاري
وإن مضيتُ.. فقولي: لم يكن بَطَلاً
وكان طفلي.. ومحبوبي.. وقيثاري
***
***
يا عالم الغيبِ! ذنبي أنتَ تعرفُه
وأنت تعلمُ إعلاني.. وإسراري
وأنتَ أدرى بإيمانٍ مننتَ به
علي.. ما خدشته كل أوزاري
أحببتُ لقياكَ.. حسن الظن يشفع لي
أيرتُجَى العفو إلاّ عند غفَّارِ؟
تحليل قصيدة غازي القصيبي
عندما يعبر الشاعر عن كلماته في القصيدة، يشعر القارئ بكمية الطافحة في تلك الكلمات المعبرة والجميلة، ونجد ان الحزن أعطت القصيدة الصبغة الأساسية، والتي تدور حول العديد من الأفكار، واستخدم الشاعر ايضا بعض من الصور البلاغية التي تنم من الشعر، كما ويتحدث الشاعر عن الرثاء الدنيا، والصفحات التي امتلأت الدنيا، وتحدث الشاعر في بداية القصيدة أنه بلغ سن 60 عاماً، وعل الرغم من ذلك ما زال يسافر ويتنقل من مكان إلى اخر، ومن يتأمل في نصوص القصيدة يجد ان الشاعر يوظف الغرض الفني والخيال فيها.
الصور البلاغية في قصيدة حديقة الغروب
تحدث الشاعر في هذه القصيدة بكل أنواع البلاغة وفصاحتها بشكل مميز ورائع، كما واستخدم الكثير من الصور البلاغية في القصيدة، وسوف نتحدث عن بعض منها وهي على النحو التالي:
- ماذا تريدين مني؟! إنَّني شَبَحٌ: شبه الشاعر نفسه هنا، والتي يصف فيه معاناته وخيال يسير على غير هداية.
- هذي حديقة عمري في الغروب.. كما: جاء الاستعارة في هذا البيت والبيت الذي يليه، واضحة بالإنسان الذي يبكي، فجاء بـ الورد، وحذف المشبه به الانسان.
- وكان يأوي إلى قلبي… إلى البيت ومحبوبي.. وقيثاري: جاءت الكناية في هذه الأبيات من القصيدة على أمانته ووفائه الشديد.
- يا عالم الغيبِ! ذنبي أنتَ تعرفُه: وفي هذا البيت طباق ومحسن بديعي.
وإلى هنا كنا قد وصلنا غلى نهاية مقال قصيدة غازي القصيبي حديقة الغروب، والتي تحدث في البداية عن نبذة عن قصيدة غازي القصيبي حديقة الغروب، كما وقمنا بشرح القصيدة بالتفصيل، إضافة إلى شرح الصورة البلاغية.