مكتبة موسوعة

قصيدة المتنبي لسيف الدولة الحمداني

قصيدة المتنبي لسيف الدولة الحمداني

قصيدة المتنبي لسيف الدولة الحمداني، الحديث عن المتنبي يشبه توضيح الأمور الواضحة، إنها علم لا يخفى على أحد من العرب، فقد كان من أبرز شعراء العرب على مر العصور، وما تزال قصائده خالدة إلى يومنا هذا في أغاني العرب ومناهجهم الدراسية وعلى ألسنتهم وفي قلوبهم، لاسيما القصائد التي تغنى بها بأبي فراس الحمداني، ومن أشهرها قصيدة فيك الخصام وأنت الخصم والحكم، وهذه قصيدة المتنبي لسيف الدولة الحمداني.

معلومات عامة عن المتنبي

هو أبو الطيب أحمد بن الحسين الذي اشتهر بالمتنبي، وهو من مواليد مدينة الكوفة تحديدًا في سنة 303هـ، ويعد من أكثر الشعراء في القرن العاشر الميلادي ومختلف القرون، حيث أجاد الكتابة بمهارة عالية عما يدور في نفس الإنسان من مشاعر الحزن، والاكتئاب، والاعتزاز بالنفس،وغيرها من المشاعر التي وثقها بشعره وتناولها بجودة عالية، حتى ظلت خالدة وخلدته معها.

ما سبب تسميته بالمتنبي

ترجح الكثير من المصادر التاريخية أن سبب تسميته بالمتنبي يرجع  إلى بعض الأبيات التي قالها، فاتهمه الناس بأنه يدعي النبوة، وقد سجن فعلًا على إثر هذا الاتهام سنة 322هـ، وقد عرف عنه مدحه للأمراء، من أبرزهم سيف الدولة الحمداني، الذي كتب فيه أجمل وابلغ قصائده، وقد توفي المتنبي مقتولًا وذلك انتقاماً منه لهجائه رجلاً يُدعى (ضبة)، ومات معه ابنه المحسد، ومرافقوه.

قصة المتنبي مع سيف الدولة الحمداني

يعد المتنبي من أكثر الشعراء العرب شهرة وانتشارًا على مر القرون، وقد ذاع انتشاره بصورة خاصة في القرن العاشر الميلادي، وكان ارتباط اسمه بصورة واضحة وبارزة مع سيف الدولة الحمداني الذي أسس إمارة حلب، وظل يمتحده في قصائده ويتغنهى به وبرفقته، وكان سيف الدولة يمنحه ثلاثة آلاف دينار كل عام  وكان المتنبي يكتب ثلاثة قصائد فقط، ويحب مرافقته ويتغنى بها.

قصة المتنبي مع سيف الدولة الحمداني
قصة المتنبي مع سيف الدولة الحمداني

قصيدة المتنبي لسيف الدولة الحمداني

كان المتنبي يكثر من كتابة قصائده بأبي فراس الحمداني خلال رفقته والإقامه عنده، وذلك لأن أبو فراس كان يكثر عطائه للمتنبي، غير أنه كان محاربًا حقيقيًا وحاكمًا عادلًا، ومن أبرز القصائد التي كتبها المتنبي في أبي فراس الحمداني هذه القصيدة:

واحرَّ قَلباهُ مِمَّن قَلبُهُ شَبِمُ
وَمَن بِجِسمي وَحالي عِندَهُ سَقَمُ
مالي أكَتِّمُ حُبّاً قَد بَرى جَسَدي
وتَدَّعي حبَّ سيفِ الدَولَةِ الأمَمُ
إن كانَ يَجمَعُنا حبٌّ لِغُرَّتِهِ
فليتَ أنَّا بِقَدْرِ الحبِّ نَقتسِمُ
قَد زُرتُهُ وسيوفُ الهندِ مُغمَدَةٌ
وقد نظرتُ إليه والسُيوفُ دَمُ
فَكانَ أحْسنَ خَلق الله كلِّهِمُ
وكانَ أحسنَ مافي الأحسَنِ الشِّيَمُ
فوتُ العدوِّ الذي يَمَّمْتُه ظَفَرٌ
في طيّه أسَفٌ في طيّه نِعَمُ
قد نابَ عنكَ شديدُ الخوفِ واصْطنَعَتْ
لكَ المهابةُ ما لا تَصنعُ البُهَمُ
ألزَمتَ نفسَكَ شيئاً ليس يَلْزَمُها
أن لا يوارِيَهمْ أَرضٌ ولا عَلَمُ
أكُلَّما رُمتَ جيشاً فانْثَنى هَرَباً
تَصرَّفَت بكَ في آثارِه الهِمَمُ
عليكَ هَزمُهُمُ في كلِّ مُعتركٍ
وما عليكَ بِهِمْ عارٌ إذا انهزَموا
أما تَرى ظَفراً حُلْواً سِوى ظَفَر
تَصافحَتْ فيه بيضُ الهِندِ واللمَمُ
يا أعدلَ الناسِ إلا في معامَلتي
فيكَ الخِصامُ وَأنتَ الخَصْمُ والحَكَمُ
أعيذُها نظراتٍ منكَ صادقةً
أن تَحْسبَ الشَّحمَ فيمَن شَحْمُهُ وَرَمُ
وما انتفاعُ أخي الدُّنيا بناظرِهِ
إذا استَوَت عندَهُ الأنوارُ والظُّلَمُ
سيَعلَمُ الجمعُ ممَّن ضمَّ مَجلسُنا
بأنَّني خيرُ مَن تسعى بهِ قَدَمُ
أنا الذي نظَر الأعمى إلى أدبي
وأسْمعَت كلماتي مَن بهِ صَمَمُ
أنامُ مِلْءَ جُفُوني عن شوارِدِها
ويَسْهَرُ الخلقُ جرَّاها وَيَختَصِمُ
وجاهلٍ مدَّه في جهلِهِ ضَحِكي
حَتّى أتَتْه يدٌ فرَّاسةٌ وفَمُ
إذا رأيتَ نيوبَ الليث بارزةً
فَلا تَظُنَّنَّ أنَّ اللَيثَ يبتَسِمُ
وَمُهجةٍ مُهجتي مِن هَمّ صاحبها
أدركْتُها بجَوادٍ ظهرهُ حَرَمُ
رِجلاه في الرَّكضِ رجلٌ واليدانِ يدٌ
وفعلُه ما تريدُ الكفُّ وَالقَدَمُ
ومُرهَفٍ سِرتُ بين الجَحْفَلينِ بهِ
حتى ضَربتُ وموجُ الموتِ يَلتَطِمُ
الخيلُ والليلُ والبيداءُ تَعْرِفُني
والسيفُ والرمحُ والقرطاسُ والقَلمُ
صَحِبتُ في الفلواتِ الوحشَ مُنفرِداً
حتى تعجَّبَ مني القُورُ والأكَمُ
يا مَن يَعِزُّ علينا أن نُفارقهم
وِجْدانُنا كل شيءٍ بعْدَكُم عَدَمُ
ما كان أخلقنا منكم بتَكرمَةٍ
لو أنَّ أمرَكُمُ مِن أمرِنا أمَمُ
إن كانَ سرَّكمُ ما قال حاسدُنا
فما لجُرح إذا أرضاكُمُ ألَمُ
وبيننا لَو رعيتُم ذاك مَعرفةٌ
إن المعارِفَ في أهلِ النُّهى ذِمَمُ
كَم تَطلُبونَ لنا عيباً فَيُعجِزُكُم
وَيَكرَهُ اللهُ ما تأتونَ والكَرَمُ
ما أبعدَ العيبَ وَالنقصانَ عن شَرَفي
أنا الثُّريا وذانِ الشيبُ والهَرَمُ
ليتَ الغمامَ الذي عندي صواعقُهُ
يُزيلُهُنَّ إِلى مَن عندَهُ الدِّيَمُ
أرى النَّوى يَقتضيني كلَّ مرحلَةٍ
لا تَستقلُّ بِها الوَخّادَةُ الرُّسُمُ
لئنْ تَرَكْنَ ضميراً عن ميامِنِنا
ليَحْدُثَنَّ لِمَنْ وَدَّعتُهم نَدَمُ
إذا ترحَّلتَ عن قومٍ وقد قدَروا
ألا تُفارِقهُمْ فالرَّاحلونَ هُمُ
شرُّ البلادِ مكانٌ لا صديقَ بهِ
وشرُّ ما يَكسِبُ الإنسانُ ما يَصِمُ
وشرُّ ما قنَّصَتْه راحتي قَنَصٌ
شُهْبُ البُزاةِ سواءٌ فيه والرَّخَمُ
بأي لفظٍ تَقولُ الشعرَ زِعْنِفَةٌ
تَجوزُ عندَك لا عُرْبٌ ولا عَجَمُ
هذا عتابُكَ إلّا أنَّهُ مِقَةٌ
قد ضُمِّنَ الدُرَّ إلّا أنَّهُ كَلِمُ

تعد قصيدة المتنبي لسيف الدولة الحمداني فيك الخصام وأنت الخصم والحكم من أبرز وأشهر قصائد المتنبي في مدحه للأمراء والملوك، وقد كتب الكثير من القصائد في أبي فراس الحمداني حيث رافقه زمنًا طويلًا قبل أن يتركه ويذهب للأخشيدي في مصر.

السابق
اذاعة عن اللغة العربية جاهزة للطباعة
التالي
رتب الأعضاء التي يسلكها الهواء في الجهاز التنفسي من خارج الجسم إلى الداخل؟

اترك تعليقاً