شرح قصيدة أبو العلاء المعري يرثي فقيها، يعتبر الشاعر أبو العلاء المعري من اشهر الشعراء العرب الذين اشتهروا بتقديم قصائد شعرية مميزة كان ابرزها قصيدة “رثاء الفقيه” وهي من روائع الشعر العربي القديم الذي لا زالت تدرس الى اليوم في منهاج اللغة العربية في مختلف المناهج العربية، وفي هذا المقال سوف نتناول مجموعة من المعلومات حول القصيدة.
الشاعر أبو العلاء المعري
هو شاعر عربي مشهور ولد في مدينة معرة النعمان في سوريا وتعود اصوله الى عائلة بني سليمان من قبيلة تانوخ، كان جده قاضياً في مدينة معرة وقد تعلم من جده الكثير، فقد المعري نظره وهو في عمر الرابعة عشر بسبب اصابته بأحد الامراض الجلدية الخطيرة وبدأ يقرأ الشعر وهو في عمر 11 عام والتحق في مدرسة حلب لكي يدرس علوم الادب واللغة والحديث والتفسير والشعر والفقه آنذاك وقد اكتسب الكثير من المعلومات والخبرات خلال دراسته في هذه المدرسة.
قصيدة أبو العلاء المعري يرثي فقيها
شرح قصيدة أبو العلاء المعري يرثي فقيها، قصيدة المعري رثاء الفقيه احد اشهر الاعمال الشعرية التي قدمها المعري خلال مسيرته الشعرية، تميز بأسلوب شعري مميز وفلسفة كبيرة في الشعر العربي، وقد جاء في مطلعها:
غيـرُ مـجـدٍ فــي ملّـتـي واعتـقـادي
نــــوح بــــاكٍ ولا تــرنـــم شـــــاد
وشـبـيـهٌ صــوت الـنـعـيّ إذا قِـــي
س بصـوت البشيـر فـي كــل نــاد
أبَــكَـــت تــلـكــم الـحـمــامــة أم غ
نّــت عـلـى فــرع غصنـهـا المـيّـاد
صاح هـذي قبـورنـا تـمـلأ الــرُح
بَ فـأيـن القـبـور مــن عـهـد عــاد
خـفـف الــوطء مـا أظــن أديــم ال
أرض إلا مــــن هــــذه الأجــســاد
وقـبـيــح بــنــا وإن قـــــدُم الــعـــهـد
هــــــوان الآبــــــاء والأجـــــــداد
سر إن اسطعت في الهـواء رويـداً
لااخـتـيـالاً عـلــى رفـــات الـعـبــاد
رُب لحـدٍ قـد صــار لـحـداً مــراراً
ضـاحــكٍ مـــن تـزاحــم الأضـــداد
شرح قصيدة أبو العلاء المعري يرثي فقيها
يتناول المعري في هذه القصيدة الدنيا ويقول بأنها دار فناء وليست دار بقاء، فلا ينفع فيها الحزن ولا الفرح والا السعادة ولا فرق بين الفرح والحزم ما دام الخلود والبقاء ليس مكتوباً للإنسان، ويوجه المعري كلامه الى الأشخاص الذين يتفاخرون بما يملكون في هذه الدنيا ويقول بأن الجميع مصيره الى الزوال ويضرب على ذلك مثلاً أصحاب الأبنية الشاهقة وذوي الاجسام القوية وبالرغم من كل ما كانوا يمتلكونه الا انهم ماتوا جميعاً ولم يبقى منهم احد، ويقول الشاعر ان هذه الدنيا التي نعيش بها كلها الى زوال فلا داعي للتفاخر والتطاول على الناس ويجب اخذ العظة والعبرة ممن سبقونا.
ويقول المعري ان هذه الحياة هي دار تعب وشقاء فكيف للناس ان يطلبوا البقاء فيها والخلود؟ ويوازن بين شعور الانسان عندما يولد وعندما يفقد ويوضح ان شعور السعادة عن الولادة اقل من شعور الحزن عند الموت لذلك يجب علينا الاجتهاد والتعب لكي يكون مصير الانسان في الدار الآخرة افضل واحسن مقام، وكما قال الشاعر: “لا دار للمرء بعد الموت يسكنها الا التي قد كان قبل الموت بانيها”.
ومن خلال ما جاء في طيّات هذا المقال لقد عرضنا لكم شرح قصيدة أبو العلاء المعري يرثي فقيها، وجزء من نص القصيدة واهم المعلومات حول الشاعر أبو العلاء المعري.