عند نطق التنوين فإننا ننطق نونا ساكنة، تعد النون الساكنة هي حرف من حروف اللغة العربية المثبت في بناء الكلمة ولا يوجد حركة للنون فهي توجد في الاسم والفعل والحرف؛ فقد تكون النون الساكنة في الوسط أو في الطرف؛ والتنوين يعرف على أنه نون ساكنة زائدة تلحق بآخر الأسماء ولكن لفظاً دون خطاً، وأيضاً وصلاً لا وقفاً، كما أن لها عدة أحكام، كما أنها أيضاً تنطق بعدة أشكال، فلذلك من الأسئلة التعليمية التي تتعلق بالنون الساكنة عند نطق التنوين فاننا ننطق نونا ساكنة، وبالتالي فان عدد من الطلاب يبحثون عنه وهو من نوع أسئلة الصح أو الخطأ.
عند نطق التنوين فإننا ننطق نونا ساكنة؟ الاجابة هي/ صحيحة.
أحكام النون الساكنة والتنوين
تنقسم أحكام النون الساكنة والتنوين إلى أربعة أقسام، كما يمكننا تفصيلها على النحو الآتي:
- أولاً الإظهار: وهو إظهار النون الساكنة أو التنوين عند النطق بأحد حروف الحلق، أما حروف الحلق هي: الهمزة، والهاء، والعين، والحاء، والغين، والخاء، كما قام أوائل قول القائل بجمعها في: “أخي هاك علماً حازه غير خاسر”، ويكون عند النون في كلمةٍ واحدة، كقوله -تعالى- في سورة الفاتحة: (أَنْعَمْتَ)، ويكون الإظهار عند النون في كلمتين، كقوله تعالى: (مِن هادٍ)،ولا يكون الإظهار عند التنوين إلا في كلمتين، مثلاً كقوله تعالى: (عَذَابٌ عَظِيمٌ).
- ثانياً الإدغام: يعرف الإدغام في اللغة على أنه: إدخال شيءٍ في شيء، أما اصطلاحاً: فهو إدخال حرف ساكن في حرفٍ متحرك بحيث يصيران حرفاً واحداً مشدّداً، وحروف الإدغام ستة، وهي: الياء، والراء، والميم، واللام، والواو، والنون، وجُمعت في كلمة (يرملون)، وينقسم الإدغام إلى قسمين، وهما:
- الإدغام بغنة: تعرف حروف الادغام بغنة بأنها هي: الياء، والنون، والميم، والواو، كما أنها جُمعت في كلمة (ينمو)، كما أن شرطه هو أن تكون النون الساكنة أو التنوين في نهاية الكلمة الأولى، ويكون حرف الإدغام بغنّةٍ في بداية الكلمة الثانية، مثلاً كقول الله سبحانه وتعالى في سورة الزلزلة: (وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ)، وقوله تعالى: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ)، أمَّا إن اجتمعت النون الساكنة مع حرف الإدغام في نفس الكلمة وجب الإظهار، ويكون عند حرفي الواو والياء، ويُسمى إظهاراً مطلقاً، وجاء في القرآن الكريم في أربعة كلماتٍ فقط، ألا وهي: صنوان، وقنوان، والدنيا، بنيان.
- الإدغام بغير غنة: يوجد لهذا الادغام حرفان، وهما: اللام والراء، ووجه الإدغام فيه حذف الغنّة للمبالغة في التخفيف؛ لأن في بقاء الغنّة ثقلاً عند النطق به، كقوله تعالى: (وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ).
- الإقلاب: يعرف في اللغة: على أنه تحويل الشيء عن وجهه، أما اصطلاحاً: فهو قلب النون الساكنة أو التنوين إلى ميمٍ مُخفاةٍ مع غنّةٍ إذا أتى بعدها حرف الباء، والإقلاب له حرفٌ واحدٌ وهو: الباء، وتوضع إشارة ميمٍ عُكَّازيَّة (م) على النون للدلالة على الإقلاب في رسم المصحف الشريف، كقوله تعالى: (سَمِيعًا بَصِيرًا).
- الإخفاء: يعرف في اللغة: الستر، أما اصطلاحاً: فهو النطق بالحرف بصفة بين الإظهار والإدغام، من غير تشديدٍ مع ملاحظة حدوث الغنّة، إذا أتت النون الساكنة أو التنوين وأتى بعدها أحد حروف الإخفاء، وحروف الإخفاء هي خمسة عشرحرفاً، ألا وهي: الصاد، الذال، الثاء، الكاف، الجيم، الشين، القاف، السين، الدال، الطاء، الزاي، الفاء، التاء، الضاد، الظاء، قال الله -تعالى- في سورة آل عمران: (يَنصُرْكُمُ)، كما أنه يوجد للإخفاء ثلاثة مراتب، وهي فيما يلي:
- أعلى مرتبة: وهي التي تكون مع الطاء، والدال، والتاء، ويكون الإخفاء في هذه المرتبة أقرب إلى الإدغام.
- أدنى مرتبة: وهي مع القاف، والكاف، ويكون الإحفاء في هذه المرتبة أقرب إلى الإظهار.
- مرتبة متوسطة: وهي التي تكون مع باقي حروف الإخفاء، وتكون وسطاً بين المرتبة العُليا، والمرتبة الدُنيا.
الفرق بين النون الساكنة والتنوين
العديد من الأشخاص يخلط بين النون الساكنة والتنوين؛ لذلك سنقدم لكم جدول يتم من خلاله شرح مفصل للفرق بين النون الساكنة والتنوين:
النون الساكنة | التنوين |
| ثابتة في اللفظ | ثابت في اللفظ |
| ثابتة في الوصل والوقف | ثابت في الوصل لا بالوقف |
| تقع في متوسط ومتطرف الكلمة | لا يقع الا متطرفاً |
| النون أصلية | النون زائة غير أصلية |
حكم تعلم أحكام التجويد
ذهب الفقهاء أن تعلم الأحكام النظريّة للتجويد فرض كفايةٍ على المسلمين، أما تطبيقها عملياً كما قرأها النبي عليه أفضل الصلاة والسلام فرض عينٍ، كم جاء في الموسوعة الفقهيّة أنّ الأخذ بجميع أصول التجويد واجب على كل مسلم يأثم إن تركه واستندوا لذلك على قول الله تعالى: (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا)، حيث إنّ الترتيل هو تجويد الحروف وإتقان الوقوف كما عرّفه الإمام عليّ -رضي الله عنه.