صفات النبي الخلقية والجسمية، رسول الله محمد بن عبدالله(صلى الله عليه وسلم)،من بني هاشم، وأبوه عبدالله بن عبد المطلب، وأمه آمنة ابنة وهب بن عبد مناف، ولد رسول الله(صلى الله عليه وسلم) في السابع عشر من ربيع الأول عام الفيل في مكة المكرمة، وقام جده عبدالمطلب برعايته وكفالته، وبقي تحت رعاية جده 8سنوات، ثم رباه عمه أبي طالب بعد وفاة جده عبدالمطلب، وخُص النبي بتربية متميزة،ليشب على الأخلاق الفاضلة،والقيم الإنسانية الراقية، واشتهر الرسول بين قومه بصادق الأمين، تزوج النبي (صلى الله عليه وسلم) السيدة خديجة وهو في عمر 25، وكانت السيدة خديجة أول امرأة آمنت بالنبوته، تزوج النبي بنساء أخريات بعد وفاة السيدة خديجة، عمل النبي (صلى الله عليه وسلم) في التجارة، وكان النبي (صلى الله عليه وسلم)يتعبد في غار حراء.
بداية نبوته (صلى الله عليه وسلم)
بينما كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يتعبد في غار حراء، نزل جبريل (عليه السلام)ليبلغه رسالة ربه (اقرأ باسم ربك الذي خلق*خلق الأنسان من علق*اقرأوربك الأكرم*الذي علم بالقلم*علم الإنسان ما لم يعلم)، هكذا بعث الله محمداً رسولاً للعالمين، حاملا لرسالة الإسلام، كان عمر النبي 40 عاما، بدأت دعوته للإسلام بسرية، حيث كان يدعو الأفراد لعبادة الله وترك الشرك الذي كان منتشر قي مكة المكرمة، وبدأ عدد المؤمنين بتزايد، بالمقابل ازدادت مضايقات اسياد قريش للمسلمين، فقام المشركين بالضغط على كفيله وعمه أبي طالب ليجبره على التراجع عن دعوته، ليخفف الرسول من أذى قريش على المسلمين أرشدهم للهجرة إلى أرض الحبشة، ثم التجأالرسول والمسلمين الى المدينة المنورة لنشر الدعوة فيها، وأول أعمال النبي في المدينة كان بناء مسجد، ,اخى المسلمين، وعقد المواثيق مع سكان المدينة من اليهود والمشركين، ووقعت عدة معارك مع قبيلة قريش وقبائل اخرى، وتمكن النبي (صلى الله عليه وسلم) بدخول مكة وتحريرها من الشرك والوثنية.
صفات النبي الخلقية
- الصدق والأمانة: عرف النبي(صلى الله عليه وسلم)في مكة قبل الإسلام بصادق الأمين، والمشركين رغم عدم تصديقهم لنبوته إلا انهم شهدوا بصدقه(صلى الله عليه وسلم) ،فكان صادق من ربه ومع أهله ومع الناس ، كما قال ابن القيّم -رحمه الله-: “أصدق الناس لهجةً، هذا ممّا أقر له به أعداؤه المحاربون له، ولم يجرّب عليه أحدٌ من أعدائه كذبةً واحدةً قطّ، دع شهادة أوليائه كلّهم له به، فقد حاربه أهل الأرض بأنواع المحاربات، مشركوهم وأهل الكتاب منهم، وليس أحدٌ منهم يوماً من الدَّهر طعن فيه بكذبةٍ واحدةٍ، صغيرةٍ ولا كبيرةٍ”.
- الشجاعة: عرف النبي (صلى الله عليه وسلم) بشجاعته قبل البعثة، فهو لم يكن يخاف أحدا ما دام على حق، وازدات شجاعة النبي بعد البعثة، بسبب ازدياد المسؤولية التي أوكلها الله به وهي رسالة الإسلام، وكان النبي يزداد قوة وشجاعة بزيادة أذى المشركين، كما كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يشارك في القتال ضد المشركين، فلم يذكر ان النبي غادر ارض معركة قط أنما واجهة المشركين بشجاعة وبقوة ومن دون تهاون ،إن المؤمن القوي خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف، فكان النبي (صلى الله عليه وسلم) مثالا يقتضى به في الشجاعة والقوة .
- التواضع: كان النبي(صلى الله عليه وسلم) خير مثال عن التواضع، فكان (صلى الله عليه وسلم) يجيب دعوة المسلمين الغني والفقير، ويقبل هداياهم، وكان النبي (صلى الله عليه وسلم) يظهر تواضعه مع ضعفاء وأصحاب الحاجات من الناس.
- الرحمة: كان صلى الله عليه وسلم رحيماً بأمته،لقولهقال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)، فقد بعث الله النبي (صلى الله عليه وسلم)رحمة للناس وإخراجهم من ظلمات إلى النور، وهدى لهم، فكان النبي(صلى الله عليه وسلم) رحيما بالأطفال، فيعطف عليهم ويقبلهم وويتحبب إليهم.
- العدل: كان النبي (صلى الله عليه وسلم) خير مثالاً على العدل، وكانت أفعاله وأقواله خير برهان على عدله، ما يدل على عدله (صلى الله عليه وسلم) إقامته لشرع الله حتى لو كان على أقرب الناس اليه(صلى الله عليه وسلم)،فقد رُوي عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في حادثة المرأة المخزومية التي سرقت أنّه قال: (والذي نفسُ محمدٍ بيده، لو أنّ فاطمةَ بنتَ محمدٍ سرقتْ لقطعتُ يدَها)، وهذه خير دليل على عدله صلى الله عليه وسلم وكان النبي (صلى الله عليه وسلم) عادلا بين زوجاته.
- الكرم: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خير مثال للكرم والجود، فكان يتصدق على الفقراء والمساكين من دون بنقص المال او الفقر، فكان صلى الله عليه وسلم ينفق ماله في سبيل مرضاة الله، خير دليل على كرم (صلى الله عليه وسلم) قول أنس بن مالك رضي الله عنه: (ما سُئل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على الإسلامِ شيئًا إلا أعطاه، قال: فجاءه رجلٌ فأعطاه غنمًا بين جبلَينِ، فرجع إلى قومِه، فقال: يا قومُ أسلِموا، فإنَّ محمدًا يعطي عطاءً لا يخشى الفاقةَ).
- الصبر: صبر النبي (صلى الله عليه وسلم) صبراً عظيما، فصبر على أذى قريش وكفرهم وتكذيبهم، وإتهامهم له بالكذب والسحر والكهانة، وصبر كذلك على المنافقين، وصبر على فقدان عمه وزوجته خديجة ، وفقد أولاده، فقد كان النبي(صلى الله عليه وسلم) أشد الصابرين.
صفات النبي الجسمية
كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجمل الناس، وأحسنهم خلقاً، ومن أوصاف النبيّ:
- لون البشرة: كان صلى الله عليه وسلم أزهر اللون، ليس بالأبيض شديد البياض، ولا بالأدهم؛ أي ليس بأسود اللون، كما رُوي عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنه وصف النبي -عليه الصلاة والسلام- قائلاً: (أزْهَرَ اللَّوْنِ ليسَ بأَبْيَضَ، أمْهَقَ ولَا آدَمَ).
- ملامح وجهه: وصف الصحابة (رضي الله عنهم) وجه النبي -صلى الله عليه وسلم- بالقمر المضيء، كما روى أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: (ما رأيتُ شيئًا أحسنَ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، كأنَّ الشمسَ تجري في وجهِه، وما رأيتُ أحدًا أسرعَ في مِشيتِه من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، كأنما الأرضُ تُطوى له، إنا لنجهدُ أنفسَنا، وإنه لغيرُ مكترِثٍ) فكان النبي -صلى الله عليه وسلم- واسع الجبين، ذو حاجبان مقوسا الشكل ومتصلان اتصالا خفيفا، وكان واسع العينين، أنفه مستقيم الشكل طويلا من وسطه، وكان -صلى الله عليه وسلم- عظيم الفم ، أبيض الأسنان، كما رُوي عن جابر بن سمرة -رضي الله عنه- أنه قال: (كان رسولُ اللهِ ضليعَ الفمِ، أشكلَ العينِ)،وكانت عينيه شديدتي السواد، برموش طويلة، كما وصفته أم معبد رضي الله عنها، حيث قالت: (وسيمٌ قسيمٌ، في عَينيهِ دعجٌ، وفي أشفارِهِ وطفٌ، وفي صوتِهِ صَهَلٌ، وفي عنقِهِ سَطعٌ، وفي لحيتِهِ كثاثةٌ، أزجُّ).
- شعره: كان شعر النبي -صلى الله عليه وسلم-شديد السواد، ولم يكن شعره بمجعد أو ناعم،كان طول شعره يصل إلى شحمة أذنيه، ولم يكن في شعر النبي شيباً إلا بقليل، ووصف شعر النبي -عليه الصلاة والسلام-: (كثيرَ شعرِ الرَّأسِ راجِلَهُ).
- طول القامة: كان النبي -عليه الصلاة والسلام- متوسط القامة، لا بطويل ولا بقصير.
فكان النبي -عليه الصلاة والسلام- أحسن الناس خُلقا وخَلقا، ويجب على كل مسلم الأقتداء به، بكل أفعاله وأقواله وأخلاقه، الاقتداء بالنبي يكون في كل الامور إلا ما اختص بالنبوة، جعمنا جميعا وإياكم في حوض النبي-عليه الصلاة والسلام-.