ما هو صحة هدة في النصف من رمضان، انتشر بين الناس العديد من الأحاديث والتي قيلت أنها تعود للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، ومن ضمن تلك الأحاديث حديث عرف بمسميات مختلفة ومتعددة منها الصيحة أو الهدة أو النفخة، وثيل بأن هذا الحديث سوف يقع خلال شهر رمضان المبارك، حيث يأتي تداول حديث الصيحة في هذه الأوقات العصيبة التي تمر بها كافة البلاد في ظل انتشار فيروس كورونا والتي تعمل على الحد من انتشارها بالطرق الصحية، واليوم أعددنا لكم مقالنا لنوضح لكم فيه ما هو صحة هدة في النصف من رمضان بالتفصيل.
صحة هدة في النصف من رمضان
حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ عَنْ ابْنِ لَهِيعَةَ ، قَال : حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ حُسَيْنٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنُ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْحَارِثِ الْهَمْدَانِيّ ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : “إذا كَان صَيْحَة فِي رَمَضَانَ ، فَإِنَّهُ يَكُونُ مَعْمَعَة فِي شَوَّالٍ ، وَتَمَيُّزُ الْقَبَائِلِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ ، وتسفك الدِّمَاءِ فِي ذِي الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ ، وَمَا الْمُحَرَّم ؟ يَقُولُهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ يَقْتُلُ النَّاسَ فِيهِ هرجاً هرجاً ، قُلْنَا : وَمَا الصّيْحَة يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَال : هَذِهِ فِي النِّصْفِ مِنْ رَمَضَانَ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ فَتَكُونُ هَذِهِ توقظ النَّائِم ، وَتَقْعُد الْقَائِم ، وَتَخْرُج الْعَوَاتِق مِن خُدُورِهِنّ فِي لَيْلَةٍ الْجُمُعَةِ ، فِي سَنَةِ كَثِيرَةٌ الزَّلَازِل وَالْبَرَد ، فَإِذَا وَافَقَ شَهْرِ رَمَضَانَ فِي تِلْكَ السَّنَةِ لَيْلَةً الْجُمُعَةِ ، فَإِذَا صَلَّيْتُمْ الْفَجْرَ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فِي النِّصْفِ مِنْ رَمَضَانَ فَادْخُلُوا بُيُوتِكُم ، وَأَغْلَقُوا أَبْوَابَكُم وَسُدُّوا كواكم ودثروا أَنْفُسَكُم ، وَسُدُّوا آذانكم ، فَإِذَا أحسستم بالصيحة فَخَرُوا لِلَّه سجداً ، وَقُولُوا : سُبْحَانَ الْقُدُّوسِ ، سُبْحَانَ الْقُدُّوسِ ، رَبَّنَا الْقُدُّوس ، فَإِنَّهُ مِنْ فِعْلِ ذَلِكَ نَجَا وَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ هلك”.
سيكون في رمضان صوت
قال حديث أحمد بن عبد الله بن نجده الحفتي الفهاب ، عراق الفهاب بن عبد الزاك ، عراق إسماعيل رفاهية ، الألزاي ، البد بن لبابة ، فيروز الديلمي ، قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم:
حديث ابن مسعود . – ثم ساق الشيخ الألباني الحديث بلفظ آخر – يَكُونُ فِي رَمَضَانَ صَوْتٌ , قَالُوا: فِي أَوَّلِهِ أَو فِي وَسَطِهِ أَو فِي آخِرِهِ؟ قَالَ : لا ؛ بَلْ فِي النِّصْفِ مِنْ رَمَضَانَ ، إِذَا كَانَ لَيْلَةُ النِّصْفِ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ ؛ يَكُونُ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ يُصْعَقُ لَهُ سَبْعُونَ أَلْفاً ، وَيُخْرَسُ سَبْعُونَ أَلْفاً ، وَيُعْمَى سَبْعُونَ أَلْفاً ، وَيُصِمُّ سَبْعُونَ أَلْفاً . قَالُوا: فَمَنِ السَّالِمُ مِنْ أُمَّتِكَ؟ قَالَ : مَنْ لَزِمَ بَيْتَهُ ، وَتَعَوَّذَ بِالسُّجُودِ ، وَجَهَرَ بِالتَّكْبِيرِ لِلَّهِ . ثُمَّ يَتْبَعُهُ صَوْتٌ آخَرُ . وَالصَّوْتُ الأَوَّلُ صَوْتُ جِبْرِيلَ ، وَالثَّانِي صَوْتُ الشَّيْطَانِ. فَالصَّوْتُ فِي رَمَضَانَ ، وَالمَعْمَعَةُ فِي شَوَّالٍ ، وَتُمَيَّزُ الْقَبَائِلُ فِي ذِي الْقَعْدَةِ ، وَيُغَارُ عَلَى الْحُجَّاجِ فِي ذِي الْحِجَّةِ ، وَفِي الْمُحْرِمِ ، وَمَا الْمُحْرَّمُ؟ أَوَّلُهُ بَلاءٌ عَلَى أُمَّتِي ، وَآخِرُهُ فَرَحٌ لأُمَّتِي ، الرَّاحِلَةُ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ بِقَتَبِهَا يَنْجُو عَلَيْهَا الْمُؤْمِنُ لَهُ مِنْ دَسْكَرَةٍ تَغُلُّ مِائَةَ أَلْفٍ”.أخرجه الطبراني في “المعجم الكبير”.
صحة حديث الصيحة في رمضان
- وأكد الفقهاء أنه لا يصح نسب هذا الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- هذا لأنه في الحديث الثاني لم تر فيروز الدلمي الرسول من الأساس ، فكيف يُخبر عنه!
- وذكر العقيلي في هذا الحديث أنه لا أصل له أصلا.
- وأضاف النسائي ترك هذا الحديث. وهو حديث غريب كما قال الحاكم. لقد تركت للمرأة.
- قال عنه ابن الجوزي: لا يصح في رواية فيروز الدلمي ، وأما في رواية أبي هريرة ، فقد ذكر أنها مفبركة لا أصل لها.
- واتفق الفقهاء على أن هذا الحديث لا ينسب إلى الرسول ، لأنه ضعيف أو مفتعل ، كما ذكر الذهبي.
- كما أعلن الشيخ بن باز بطلان هذا الحديث بشكل عام. وأكد أنه لا أساس لها من الصحة.
لذلك في نهاية مقالنا نود أن نوضح لكم أعزائنا أنه لابد من الحرص على عدم تكرار أحاديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم دون التحقق من صحتها، وذلك حتى لا تقع في الإثم.