شروط الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان، شهر رمضان هو شهر الرحمة والخير والبركات، والذي خصه الله بالعديد من الفضائل والنعم على العباد، ويقوم المسلمين باستثمار هذا الشهر الفضيل بالتقرب الى الله تعالى بالطاعات والعبادات والأعمال الصالحة، والإكثار من قراءة القرآن الكريم والذكر والتسبيح، وهو شهر اوله مغفرة واوسطه رحمة، وآخره عتق من النار، ويقوم المسلمين بالاعتكاف في العشر الآواخر من رمضان حتى ينالوا رضا الله تعالى وينالوا الأجر والثواب، ومن خلال مقالنا سوف نتعرف على شروط الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان.
تعريف الاعتكاف في شهر رمضان
يمكن تعريف الاعتكاف في اللغة بأن يحبس الشخص نفسه على شيء ويُلزمها به سواء اكان هذا الشيء مباحاً او معصية فهو لا يختلف من حيث اللغة، أما تعريف الاعتكاف اصطلاحاً فهو لزوم المسجد لعبادة الله تعالى والاعتكاف يصح لو لم يكن معه صوم، وهو من الأمور المستحبة والتي وردت الكثير من الأحاديث النبوية والآيات القرآنية التي تبين فضل الاعتكاف والأجر والثواب الذي يناله المسلم لقيامه، وقال تعالى: -: (وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ)، ومن السنة النبوية ما رواه مسلم: ” (أنَّ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- كانَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأوَاخِرَ مِن رَمَضَانَ).
ما هي شروط الاعتكاف
شرع الاسلام من خلال ما ورد من الآيات والسنة النبوية ان الاعتكاف في مسجد تقام فيه صلاة الجماعة، وان المعتكف ممن يجب عليهم صلاة الجمعة ويتخلل فترة اعتكافه جمعة، فيفضل الاعتكاف في مسجد تقام فيه الجمعة ومن اهم شروط الاعتكاف حتى يتم بالطريقة الصحيحة كما ورد عن الرسول صلّ الله عليه وسلم، وحتى ينال الأجر والثواب الكبير لهذه الطاعة والعبادة خلال شهر رمضان الكريم:
- المعتكف لا يلزم بالصيام.
- المعتكف لا يعود مريضًا أثناء فترة اعترافه.
- المعتكف لا يقضي حوائج أهل بيته، ولا يجيب الدعوة.
- المعتكف لا يشهد جنازة.
- المعتكف لا يذهب إلى مكان عمله خارج المسجد.
فضل الاعتكاف في العشر الاواخر
يجب على المسلم ان يستثمر شهر رمضان بالتقرب إلى الله تعالى، وإخلاص النية والعمل لله وحده سبحانه، وان الاعتكاف خلال العشر الاواخر من رمضان والاجتهاد في الطاعة والعبادة هي من الاعمال المستحبة خلال شهر رمضان والتي تزيد من مضاعفة الأجر والثواب للصائم خلال هذا الشهر الفضيل، ولقد ورد عن الرسول والصحابة الكرام انهم اكتفوا في المساجد واكثروا من الصلاة والقيام وقراءة القرآن الكريم والتسبيح والذكر، ومن فضل الاعتكاف في العشر الآواخر:
- ضبط النفس، وتعويدها على تَرك الشهوات؛ لأنّ الاعتكاف يُعوّد المعتكف على التقليل من بعض المُباحات الدنيويّة، ويُعلِّق نفسه بالعبادة.
- هَجر الرياء؛ لأنّ الاعتكاف يُربّي النفس على الإخلاص لله -تعالى-.
- ترك بعضٍ من العادات السيّئة، مثل: السهر، والتدخين، والزيادة في الأكل والشرب. تعويد النفس على ممارسة الطاعات والصبر.
- تنظيم الوقت؛ لأنّ الاعتكاف يُدرِّب المعتكف على استثمار وقته، وتنظيم حياته. صفاء القلب؛ لأنّ بقاء المُعتكف في بيت الله، وانقطاعه لعبادته، وتركه شواغلَ الدنيا، من شأنه أن يُحقّق للمُعتكف ذلك، لا سيّما إذا ضمّ إليه الصوم، فزاده طهارة في القلب، وصفاءً في النفس.
- تعويد النفس على المحاسبة والمراقبة؛ فالاعتكاف يُعين الشخص على محاسبة نفسه على ما فرَّط في بقية العام. تربية النفس على ممارسة العبادات؛ فالاعتكاف يُعين المسلم على الذِّكر، وقراءة القرآن.
سُنن الاعتكاف وآدابه
ينبغي للمعتكف ان يحرص على تطبيق السنة في الاعتكاف فلا يتكلم إلا خير، ويعتكف في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، ويختار أفضل المساجد للاعتكاف فيها، كما ان هناك مجموعة من الآداب التي ينبغي للمعتكف التحلي بها ومراعاتها حال اعتكافه ومن اهمها:
- أن يستشعرَ الحِكمة من الاعتكاف؛ وهي انقطاعه للعبادة، وتوجيه القلب لله -تعالى-.
- أن يحتسبَ الأجرَ والثوابَ عند الله -تعالى-، ويستحضرَ نيّة الاعتكاف.
- أن يحرصَ على التهيُّؤ للصلاة قبل وقتها؛ حتى يُؤدِّيَها بخشوع. أن يُقلِّل من الطعام، والنوم، والكلام؛ حتى يتمكّن من الخشوع، والحفاظ على الوقت.
- أن يحرصَ على طهارته طوال اعتكافه. أن يحرصَ على الصبر، وتقديم النصيحة لإخوانه المُعتكِفين، والتذكير بالتعاون على البِرّ.
- أن لا يخرجَ من مكان اعتكافه إلّا للحاجة. أن يحافظَ على السُّنَن، والأذكار الواردة في اليوم، والليلة، ويُنوّع بين العبادات المختلفة من ذِكر، وتسبيح، ودعاء، وصلاة، وقراءة قرآن، وطلبٍ للعلم؛ حتى لا يُصيبه الفتور.
مُبطلات الاعتكاف
الاعتكاف من السنن المستحبة الورادة عن الرسول صلّ الله عليه وسلم، وهناك عدة أمور تعتبر مبطلة للاعتكاف إذا وقع فيها المعتكف ومنها ما يأتي:
- الجماع بين الرجل والمرأة: لقول الرسول صلّ الله عليه وسلم: ” (وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ”
- الجنون والإغماء: ولقد اختلف الفقهاء في اعتبار الجنون والإغماء من مبطلات الاعتكاف فقد ذهب البعض إلى عدم اعتباره من المبطلات كالنوم والجنون وليس للشخص اختيار فيه، وقال الحنيفة ببطلان الاعتكاف بحصولها.
- الردّة: إذا ارتدّ المعتكف بطل الاعتكاف لأن اللردة هي الخروج من الاسلام وتبطل العبادات جميعها، فالجاحد ليس من اهل العبادة.
- السُكر: اتفق العلماء على مبطلات الاعتكاف إذا أكل أو شرب ما يسكره بلا عذر ولا يعد من أهل المسجد بسبب سكره.
- قطع نية الاعتكاف: اذا نوى المعتكف الخروج من الاعتكاف فذهب البعض الى بطلان الاعتكاف بمجرد نيّة القطع، وقال البعض الآخر يبطل الاعتكاف مع العزم على الخروج من المسجد والتردد في النية.
الاعتكاف هو أحد العبادات العظيمة التي يقوم بها العبد للتقرب الى الله تعالى وترك كل الاعمال والوقوف بين يدي الله وطلب الرحمة والمغفرة، وأن يغفر الله له من تقدم وما تأخر من ذنبه، ويفتح لهم أبواب الجنة والخير والرزق والفلاح.