شرح نص الصديق الشافع، يُعد هذه من النصوص الأدبيّة التي تميز بها الشاعر في الكلمات والتوازن الشعري الجميل فيها كذلك ساعد القصيدة في تحقيق مجموعة من الطباع الرائعة التي يحملها الشاعر والتي يتصف فيها بالكرم والنفس والطباع الجماليّة والإحساس الرقيق في المشاعر الفصيحة لها، كذلك بينت هذه القصيدة الغزليّة مجموعة من العبارات الرائعة والتي تحمل التفوق المُميز في ابداعاتها الشعريّة، كذلك أوضحت هذه مجموعة من الوصلات الروحيّة التي عبّرت عن المعاني الدعويّة والخالصة فيها، كذلك لابد من تحقيق عمليّة الفهم الدقيق في معاني الكلمات، وسنقدم لكم شرح نص الصديق الشافع.
نص الصديق الشافع
تُعتبر هذه من القصائد الغزليّة الجميلة التي استنجد فيها الشاعر مجموعة من المزايا الروحانيّة والوصلات التي عبّرت عن المحبّة مع حبيبته تخفيفًا عن المُعاناة التي تمر بها، ونص الصديق الشافع هو:
- خلِيليّ، عوجا اليومَ حتى تُسَلّما
- على عذبة ِ الأنياب، طيبة ِ النشرِ
- فإنكما إن عُجتما ليَ ساعة ً
- شكرتكما، حتى أغيّبَ في قبري
- ألما بها، ثم اشفعا لي، وسلّما
- عليها، سقاها اللهُ من سائغِ القطرِ
- وبوحا بذكري عند بثنة َ، وانظرا
- أترتاحُ يوماً أم تهشُّ إلى ذكري
فإن لم تكنْ تقطعْ قُوى الودّ بيننا - ولم تنسَ ما أسلفتُ في سالفِ الدهرِ
- فسوف يُرى منها اشتياقٌ ولوعة ٌ
- ببينٍ، وغربٌ من مدامعها يجري
- وإن تكُ قد حالتْ عن العهدِ بَعدنا
- وأصغتْ إلى قولِ المؤبن والمزرى
- فسوف يُرى منها صدودٌ، ولم تكن
- بنفسيَ، من أهل الخِيانة ِ والغَدر
- أعوذ بكَ اللهمُ أن تشحطَ النوى
- ببثنة َ في أدنى حياتي ولا حَشْري
- وجاور، إذا متُّ، بيني وبينها
- فيا حبّذا موتي إذا جاورت قبري!
- عدِمتُكَ من حبٍّ، أما منك راحة ٌ
- وما بكَ عنّي من تَوانٍ ولا فَتْر؟
- ألا أيّها الحبّ المُبَرِّحُ، هل ترى
- أخا كلَفٍ يُغرى بحبٍّ كما أُغري؟
- أجِدَّكَ لا تَبْلى، وقد بليَ الهوى
- ولا ينتهي حبّي بثينة َ للزّجرِ
- هي البدرُ حسناً، والنساءُ كواكبٌ
- وشتّانَ ما بين الكواكب والبدر!
- لقد فضّلتْ حسناً على الناس مثلما
- على ألفِ شهرٍ فضّلتْ ليلة القدرِ
- عليها سلامُ اللهِ من ذي صبابة ٍ
شرح نص الصديق الشافع
تميزت هذه القصيدة في مجموعة من الرسائل التي قدّمها الشاعر إلى حبيبته وحملت بعض من التشبيهات والتوريّة اللغويّة فيها، وقد عبّر عن حمل الخليلين رسالة إلى الحبيبة في المقطع الأول، وكذلك صورة ما بين الإخلاص والغدر في ماهيّة المقطع الثاني، وكذلك أنت وأنا ومُناجاة للشاعر فيها.
شرح المقطع الأول:
- النداء: – مخاطبة الخليلين سُنّة شعريّة دأب عليها الشعراء منذ الجاهليّة.
- المُنادي الشاعر: هما من العناصر المساعدة للشاعرة لتجاوز محنته
- المُنادي الخليلان: يعكس انفعال المتكلّم (الشاعر) جرّاء بعده عن حبيبته.
- الأداة: يعكس انفعال المتكلّم (الشاعر) جرّاء بعده عن حبيبته.
- الأمر: التماس زيارة الحبيبة لإبلاغهما السلام وطلب الشفاعة.
- الدعاء: الدعاء للحبيبة يعكس قيمتها في نفسه، طلب التأكد من مدى بقاء الحبيبة على العهد.
شرح المقطع الثاني
- التركيب التلازمي: استعان الشاعر بالتركيب التلازمي ليضع فرضيتين.
- فرضية (1): الحبيبة باقية على العهد وفيّة مخلصة (الشوق، اللوعة، الدموع).
- فرضية (2): الحبيبة ناكرة للعهد ناكثة له (الصدود، الرفض).
- النفي: ينفي الشاعر بعد شكّه بالحبيبة نكوثها للعهد معبّرا عن ثقة العاشق في معشوقه وفي مدى التزامها ووفائها واخلاصها لحبّها الصادق العفيف.
شرح المقطع الثالث
- أنا/أنت: يناجي الشاعر ربّه الذي قدّر عليه هذا الحب راجيا إيّاه أن يقرّب بينه وبين حبيبته في الحياة وفي الممات.
- الدعاء التأليف: تعددت الضمائر في هذه القصيدة وهذا يترجم تعدد الأطراف في العلاقة الغراميّة من عاشق ومعشوقة ومساعد في في هذه العلاقة. يبدو جميل شديد التعلّق بحبيبته عارفا بطبعها.
يُذكر أن هذه من القصائد الجميلة التي عززت بعض من المبادئ الرائعة فيها وحملت الرسائل الجميلة في طياتها والتي عبرت عن الإخلاص والحب والغدر الذي تعرض له الشاعر، وقدمنا لكم شرح نص الصديق الشافع.