شرح حديث لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن،كان الرسول صلى الله وسلم يبّين لأصحابه المعاني والمقصود من قوله تعالى بالحديث النبوي الشريف الذي كان يتناوله العديد من أصحابه ووثقوه في الكتب التي وصلت إلينا بالشكل الأتي ومن أهم الأحكام الشرعية التي كان يقع بها الناس هو الزنى وفعل الفواحش فكان الدين الإسلامي حريص كل الحرص على تجريم وتحريم مثل هذه الأفعال وكان حديث النبي محمد : (لا يزني الزاني حين ينزني وهو مؤمن ) واضح جداً فقد بين أن الزنى قد يوقع المؤمنين الصالحين وليس فقط لغير الملتزمين بأحكام الدين الإسلامي في قفص الشيطان فالزنى هو القيام بالعلاقات الجنسية بصورة غير شرعية وخارج إطار التقاليد الإجتماعية .
يزين الشيطان للمسلمين الأعمال المنكرة ويغريهم على فعلها في تحدي واضح لله سبحانه وتعالى فالزنى هو تدمير للعلاقات الإجتماعية والنسل البشري وحرمان المرأة من حقوقها في رعاية أطفالها وأسرتها لذلك من البداية في الأحكام التي لا مجال في نقاشها فالحرام حرام ولو صغر .
تخريج حديث لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن
من المجموعة الكتابية فتح الباري في تفسير صحيح البخاري وخصوصاً في كتاب الحدود باب لا يشرب الخمر،حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة يرفع الناس إليه فيها أبصارهم وهو مؤمن وعن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله إلا النهبة [ ص: 59 ].
الشرح الصحيح لحديث لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن
قد حصر بعض العلماء ما قيل بوجوب الحد به في سبعة عشر شيئا ، فمن المتفق عليه الردة والحرابة ما لم يتب قبل القدرة والزنا والقذف به وشرب الخمر سواء أسكر أم لا والسرقة ، ومن المختلف فيه جحد العارية وشرب ما يسكر كثيره من غير الخمر ، والقذف بغير الزنا ، والتعريض بالقذف واللواط ولو بمن يحل له نكاحها ، وإتيان البهيمة والسحاق ، وتمكين المرأة القرد وغيره من الدواب من وطئها ، والسحر ، وترك الصلاة تكاسلا ، والفطر في رمضان ، هذا كله خارج عما تشرع فيه المقاتلة كما لو ترك قوم الزكاة ونصبوا لذلك الحرب .وهذا يدفعنا إلى سؤال مهم جداً:
- السؤال: شرح حديث لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن؟
- الإجابة: الإيمان الواجب الكامل، لو كان عنده إيمان كامل ما زنى، لكن عنده نقص، فلهذا وقع في الزنى، وقع في الخمر، مع نقص إيمانه، ليس معناه أنه كافر؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر في حق الزاني أن يحد(يقام عليه الحد) ويكون الحد كفارة له، وصاحب الخمر كذلك، يقام عليه الحد كفارة له، وإذا مات الزاني على الزنى بعد الحد دخل الجنة، وصار الحد كفارة له، ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم في حق عباد الله الصالحين.
اقرأ أيضاً: حكم تعليق تميمه من غير القران وأعتقاد انها تدفع البلاء
إن الالتزام بالأحكام الشرعية أمر واجب على كل مسلم ومسلمة وعدم الانصياع لهذه الأحكام يعرض صاحبه للطرد من رحمة الله الواسعة وفرض عليه الحد الشرعي لذلك لما لا نحرم أنفسنا من الملذات والتقصير في أداء واجب الإسلام ،لقد كان النبي محمد صلى الله وسلم خير ناصحاً وتعريفاً لمثل هذه الأحكام وقد حثنا بكل موضع كان فيه على فعل الخير والنهي عن النكر والتقرب إلى الله بكل ما يمكن الإنسان فعله.