شرح حديث اذا دخل العشر الاواخر من رمضان، إنّه حديثٌ نبوي يتحدث عن العشر الأواخر، وها قد أوشك شهر رمضان المبارك على الانتهاء حيثُ يحرص المسلمون على استغلال العشر الأواخر، نظرًا لأنها إحدى الأيام المباركة والعظيمة عند الله تبارك وتعالى، وفعل الطاعات في تلك الليالي هي من سنة النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، لذا دعونا نتعرف على شرح حديث اذا دخل العشر الاواخر من رمضان.
أحاديث عن العشر الأواخر من رمضان
تحظى العشر الأواخر من شهر رمضان بالمكانة الرفيعة عند المسلمين، نظرًا لأنها قد تصادف مجيء ليلة القدر في تلك الأيام، حيثُ دعا الله المسلمين إلى قيام هذه الليلة العظيمة المباركة التي ميّزها عن غيرها كما كان يفعل الرسول، وهُنا ندرج أحاديث عن العشر الأواخر من رمضان:
- ورد عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- حيث قالت “كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَجْتَهِدُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ، ما لا يَجْتَهِدُ في غيرِهِ”.
- عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أنّه قال: خطَبَنا رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّمَ فقال: (إنِّي أُريتُ ليلةَ القَدْرِ، وإنِّي نُسِّيتُها (أو أُنسيتُها)، فالْتمِسوها في العَشرِ الأواخرِ من كلِّ وَترٍ”.
شرح حديث العشر الاواخر من رمضان
قد ورد عن عائشةَ – رضي اللهُ عنها – أنها قالت “كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا دَخَل العَشْرُ أحْيَا اللَّيلَ، وأيْقظَ أهلَه، وجَدَّ، وشَدَّ المئزَرَ”، ويدل لفظ العشْرُ على العشر الأواخرُ من شَهرِ رمضانَ، والمِئْزر هي كنايةٌ عن اعتزالِ النِّساءِ، وهو حديث صحيح، ويُستفاد من الحديث أهميّة الإكثار من العمل الصالح، والحرص على القيام والعبادات في العشر الأواخر من رمضان، ويحرص رسول الله على الاعتكاف في هذه الأيام العشر، ويجتهد بالعبادة ويحثّ صحابته وأهل بيته على ذلك، لأهميّة هذه الأيّام وفضلها، وكان يستيقظ من النّوم كي يؤدّي العبادات والأعمال الصّالحة.
فضل العشر الأواخر من رمضان
تجدر الإشارة إلة فريضة صيام شهر رمضان على جميع المسلمين بغية التقرب إلى الله تعالى، كما جعل ليلة القدر في هذا الشهر التي هي خيرٌ من ألف شهر، والحسنة بعشر أمثالها في تلك الليالي والله يُضاعف لمن يشاء، والآن نتعرف على فضل العشر الأواخر من رمضان:
- أقسم الله في القرآن الكريم بهذه الليالي العشر، حيثُ قال تعالى في سورة الفجر: {وَلَيَالٍ عَشْرٍ}.
- قد أُنزل القرآن الكريم في الأيام العشر الأواخر على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- دفعة واحدة.
- كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يكثر من العبادة في هذه الأيام العشر، بالاستناد إلى قول السيدة عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- في الحديث: “كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وأَحْيَا لَيْلَهُ، وأَيْقَظَ أهْلَهُ”.
- وتأتي ليلة القدر:ففي هذه الأيام المباركة ليلة خيرٌ من ألف شهر كما قال الله تعالى في سورة القدر: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ}.
- ترجع القلوب إلى ربّها في تلك الليالي، وتعلّقها به نظرًا لأن الصيام يُحدِثُ أثراً طيباً في النفس.
قد خصّ الله العشر الأواخر من شهر رمضان عن غيرها، وقد حث الله فيها الناس على فعل الخير الكثير، واغتنام تلك الأيّام بالطاعات والعبادات، وقد ورد حديث صحيح يدل على ذلك، يؤكد على حرص الرسول على العبادة في تلك الليالي.