سبب تسمية عام الجماعة بهذا الاسم، ورد اسم الجماعة بين صفحات التاريخ الإسلامي، بعد أحداث هامة شكلت نقطة محورية فيه، بعد صراعات طاحنة مؤسفة دارت بين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، والأمير معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم، ومدلول الاسم يعبر عن جماعة معينة، سننتعرف عليها في هذا المقال، إضافة إلى ذكر العام تحديدا، والتعرف سبب تسمية عام الجماعة بهذا الاسم.
ما هو عام الجماعة
ويقصد بعام الجماعة 661 م، وهو العام الذي تنازل فيه الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما عن الخلافة حقنا لدماء المسلمين، وتصفية لما في قلوبهم تجاه بعضهم البعض، حيث كان معاوية أميرا على الشام منذ عهد خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وجاء ذلك التنازل بعد الخلاف الكبير المؤسف الذي حدث بين معاوية وعلي، حيث رفض معاوية مبايعة علي إلا بعد الثأر من قتلة عثمان بن عفان، وقامت دولة بني أمية بتولي معاوية.
سبب تسمية عام الجماعة بهذا الاسم
جاء سبب تسمية عام الجماعة بهذا الاسم في عام 41 هـ، وذلك بسبب اجتماع الناس حول معاوية رضي الله عنه، حيث انتهت الفتنة التي سببت خلافا كبيرا واقتتالا عظيما بين المسلمين، إلى أن اجتمعت كلمتهم، وتوحد صفهم، وعاودوا مجد انتصاراتهم مرة أخرى بفتح البلاد، وتطهيرها من الفرس والروم، وأكملوا مضيهم في طريق الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى.
الصلح بين الحسن ومعاوية
بدأ الصلح عندما قام بإرسال كتابا إلى الحسن، وذلك بعد أن خذله قومه، حيث لم يبق معه سوى فئة قليلة من أصحابه الذين ظلوا حوله، وقد وافق على صلح معاوية بشروط، وغادر بعدها إلى المدينة، ثم نقض معاوية عهد الصلح رفضا لشروط الحسن، الذي اشترط عليه أن يعطيه ما في الكوفة من مال، إضافة إلى مبلغ خمسة آلاف ألف وأن لا يشتم الخليفة علي، وعندما رفض معاوية هذه الشروط، وخطب بالناس في المسجد، حتى تنازل الحسن عن خلافته لمعاوية وعاش في المدينة.
ما حدث في التاريخ الإسلامي من صراعات تؤكد حقيقة أن الصحابة بعظمتهم ما هم إلا بشر، يجتهدون في المسائل فيصيبون ويخطئون، وعام الجماعة الذي تعرفنا على سبب تسميته وتفاصيله ليس إلا سبب آخر يجعلنا نقتدي بهم، ونحبهم.