دور رسائل الإعلام الخفية في التأثير على العقل، إن الإعلام يهدف إلى الكثير من الأهداف الخفية التي من الصعب التعرف إليها في الكثير من الأحيان، فالإعلام استطاع أن يغير اتجاهات وقيم العديد من الأشخاص دون معرفته في ذلك، وعادةً ما يكون ذلك من خلال دس رسائل معينة في المحتوى الإعلامي الذي يقدمه، لذلك من خلال مقالنا سنتعرف إلى دور رسائل الإعلام الخفية في التأثير على العقل.
تعريف رسائل الإعلام الخفية
الرسائل اللاشعورية والترجمة الحرفية لها بمعنى خفي أو مموه بمعنى أنها تدخل في العديد من البرامج والإعلانات دون أن يشعر بها المستمع ، وسبب عدم إدراك المستمع لها أنها كذلك يتم عرضها لفترة قصيرة جدًا بحيث لا يمكن للمشاهد أن يتم ملاحظتها ولكن يتم تخزينها في العقل الباطن البشري.
أمثلة على رسائل الإعلامية المخفية
اكتشف بعض الباحثين أن معظم الرسائل المخفية يتم بثها من خلال الرسوم المتحركة والإعلانات ، لأن الرسوم المتحركة يشاهدها معظم أطفال العالم. بث الرسائل المخفية من خلاله، منذ عدة سنوات ظهر ما يسمى بتقنية backmasking ، وهي تقنية تجمع بين بعض الكلمات في أغنية بحيث لا يمكن فهم تلك الكلمات إلا إذا قام المستمع بتشغيل الأغنية من الأخير إلى الأول ، وكان مايكل جاكسون وإيمينيم كذلك. اشتهروا بوضع هذه التقنية في أغانيهم ، ومن أشهر الحوادث التي حدثت بسبب هذه التقنية حادثة فرقة البيتلز، سعت فرقة البيتلز إلى استخدام تقنية backmasking في أغانيهم لجذب انتباه الشباب وجعلهم يقبلون الاستماع إلى أغانيهم ، بهدف عدم كسب المزيد من المال. كانت هذه الخطوة بداية اهتمام الناس بهذه التقنية وبدأوا في الاستماع إلى معظم الأغاني بالعكس ، وبالفعل تم اكتشاف العديد من الأغاني التي تحتوي على عبارات ضمنية لا يمكن سماعها إلا إذا تم تشغيل الأغنية بشكل عكسي ، واعتبر الكثير من الناس أن هذه الأغاني تساهم في نشر نظرية الحبكة.
ما دور رسائل الإعلام الخفية في التأثير على العقل
من أشهر حوادث الرسائل المخفية ما حدث خلال الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش عام 2000 م. اكتشف بعض المحللين ظهور كلمة “جرذان” بمعنى الفئران على شاشة إعلانات حملته الانتخابية ، وأضاءت تلك الكلمة لأقل من ثانية وكُتبت خلال ذلك الوقت كلمة ديموقراتس واختفت تمامًا ، وهنا كان يقصد الإساءة إلى منافس من الحزب الديمقراطي ، الأمر الذي أثار غضبًا في وسائل الإعلام وانتقده العديد من المحللين في هذا الوقت، صُدم الجميع بقبول جيمس فيكاري وفرانسيس ثاير في عام 1957 ، عندما اعترفوا باستخدام طريقة الرسائل المخفية لوسائل الإعلام في عرض عبارات مثل “أكل الفشار” و “شرب الصودا” خلال بعض عروض الأفلام ، من أجل حمل الناس على قبول هذه المنتجات وتحقيق ربح مالي ، وبالفعل نجحت هذه الطريقة وزادت مبيعات الفشار بنسبة 58٪ ، وزادت مبيعات المشروبات الغازية بنسبة 18٪ في نفس العام الذي نشر فيه جيمس فيكاري وفرانسيس ثاير اعترافهما ؛ نشرت الكاتبة باكارد كتاب “المقنعون الخفيون” الذي يدور حول فكرة الرسائل الإعلامية المخفية وتأثيرها على العقل ، بالإضافة إلى شرح كل التفاصيل حول كيفية سيطرة المعلنين على المستهلكين من خلال إثارة رغباتهم دون وعي.
يمكننا القول أن رسائل الإعلام الخفية استطاعت أن تؤثر بشكل غير مباشر على الطرق التي يفكر بها الأفراد، حتى أنها أصبحت تتحكم في أذواقهم ووجهات نظرهم دون إدراكهم لهذا، فرسائل الإعلام الخفية لديها دور كبير في التأثير على العقل.