حكم الطواف راكبا لعذر ولغير عذر، إنّ الطائف يبدأ طوافه من المكان الذي فيه الحجر الأسود، حيثُ يستقبل الحجر، ويستلمه، ويقبّله إن استطاع ولكنّه دون أن يؤذي الناس ويجب أن يكون جانبه الأيسر موجهًا نحو البيت، ويبدأ طوافه، ثمّ يمشي ويطوف بالبيت وصولًا إلى رُكن الحَجَر الأسود، علمًا بأنّه المكان الذي بدأ الطواف منه، ويكرّر فِعله كي يتمّ سبعُ مرات، وهُنا نتناول حكم الطواف راكبا لعذر ولغير عذر.
ما هو معنى الطواف
إنّ الطواف يُشير إلى دوران الشّيء حول شيءٍ آخر، لكنه في الشّريعة الإسلاميّة يدل على الدّوران حول الكعبة سبعة أشواطٍ من أجل التّعبّد لله إذ أنه إحدى العبادات الّتي شرّعها الله للمسلمين، كما جعل فيها الأجر الكبير والخير الكثير، علمًا بأنّ الطّواف ركنٌ من أركان الحجّ الذي لا يصحّ بدونه، فضلًا عن كونه نسكٌ من مناسك العمرة وركنٌ من أركانها، وقال تعالى: {وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ}، وتجدر الإشارة إلى وجود عدة فضائل للطواف كما توجد شروطٌ لصحّته لا بدّ للمسلم أن يلتزم بها.
ما حكم الطواف راكبا لعذر ولغير عذر
ولا يوجد إثم على المسلم أو المسلمة أنّ يطّوف راكبًا وقد يكون ذلك لعذرٍ أو دون عذر، ويُفضّل أن يطّوف المسلم مشيًا على الأقدام، إلا أنه لو ركب وطاف وهو راكبٌ فلا حرج عليه، كما أنّ طوافه بإذن الله تعالى مقبول، إذ لم يوجد اختلاف بين أهل العلم في صحّة طواف الحاجّ أو المعتمر إذا كان راكبًا، وهذا جائر سواءً أكان بعذرٍ أو دون عذر، وقد ورد جابر بن عبد الله عن رسول -صلّى الله عليه وسلّم أن النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قد طاف في حجةِ الودَاعِ علَى رَاحلَتهِ بالبَيْتِ، وبالصَّفَا وَالْمَرْوَة.
هل يجوز الطواف على كرسي
كما ذكر أهل العلم في حكم الطواف راكبًا على كرسي تفضيل الطواف والسعي بالمشي، ولكن لا يوجد خلاف بين أهل العلم كما اتّفقوا أن المعذور لمرض أو علة يُتاح له الطواف راكبًا أو على كرسيٍ كون الطواف يعتبر مشقة كبيرة على المريض والعاجز ولكن لغير المعذور وطوافه على الكرسي يُعتبر محلّ خلاف وجمهور أهل العلم منع الطواف والسعي راكبًا لغير عذر، فلا يجوز لغير المعذور أن يطوف على الكرسي.
إنّ الطواف من الأركان الأساسية في الحج والعمرة أيضًا، إذ يحتوي على سبعة أشواط يقوم به الحاج أو المعتمر حول الكعبة، إذ يبدأ كل شوط من أمام الحجر الأسود كما ينتهي به أيضًا.