حكم الحلاقة في عشر ذي الحجة، الذي يحمل في طياته عيد الأضحى المُبارك للمسلمين، والذي يطل عليهم في العاشر من ذي الحجة، حيث يبدأ المسلمين في أول ذي الحجة بالذهاب إلى المملكة العربية السعودية وتحديداً مكة المكرمة لقضاء موسم الحج والعبادات الخاصة بالمسلمين في هذا الشهر بالتحديد، حيث أن الحج فريضة على المسلمين القادرين على تأديته خلال ذي الحجة، كما أنه يبدأ المسلمون من جميع أنحاء العالم بالتجهيز للأضحية وتقديمها للفقراء والمسلمين تقرباً لله عز وجل، وقد تجد أن الكثير منهم يسأل عن حكم الحلاقة في عشر ذي الحجة، والذي يختلف في رأيه الكثير من عامة المسلمين، وسوف نستعرض لكم الحكم الشرعي والديني في قص الشعر والأظافر في العشر الأوائل من ذي الحجة.
سبب عدم قص الشعر والأظافر للمضحي
بدأ الكثير من الناس بالسؤال عن حكم الحلاقة في عشر ذي الحجة للمُضحي في عيد الأضحى المُبارك، حيث أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي فلا يمس من شعره وبشره شيئاً” حيث أن الكثير من المسلمين يقومون بذبح الأضاحي في عيد الأضحى المُبارك لنيل الثواب والأجر من الله -سبحانه وتعالى- ويُعتَبر عدم قص الشعر والاظافر في العشر الأوائل من ذي الحجة سنة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لكي يعتق كل جسمك من النار حتى شعرك وأظافرك، واختلف الفقهاء والعلماء في هذه الحالة بشكل كبير حسب المذاهب الدينية لكل منهم.
حكم قص الشعر والأظافر للمضحي
اختلف حكم الحلاقة في عشر ذي الحجة وقصر الأظافر للمضحي بين الفقهاء وكافة علماء المسلمين، حيث أن كل مذهب من المذاهب أقر حكم مغاير عن الآخر، حيث أن الإمام الشافعي قال: ” إنه مُستحب وليس إيجاباً على المسلمين، وأن من السنة النبوية أن يمتنع المضحي عن الحلاقة وقص الأظافر، وإن حلق أو قص أظافره فلا حرام عليه، وتُقبَل أضحيته بإذن الله تعالى.
أما في مذهب الإمام الحنبلي فالحكم هو: “أن قص الشعر والأظافر واجب على المُضحي وأن اخذ شيء منهم حرام عليه ولا يجوز، وممكن ألَّا تُقبَل أضحيته”.
وفي مذهب الإمام أحمد بن حنبل والإمام مالك يقولون: “حكم الحلاقة في عشر ذي الحجة ليس بالسنة ولا يُكره ذلك بتاتاً، استناداً على أنه محل، ولأن التحريم لم يصل إلى الطيب واللباس فلا يُحرَّم حلاقة الشعر لأنه مثلهم محل.
حكم قص الأظافر في عشر ذي الحجة للنساء
بعدما تعرفنا على حكم الحلاقة في عشر ذي الحجة، بدأ الكثير من الناس يسألون عن حكم الحلاقة في عشر ذي الحجة والأضحية لدى النساء المسلمات، وقد تبيَّن أن المرأة المسلمة يحق لها ذبح الأضاحي ويسري عليها ما يسري على الرجل في الحكم الشرعي، كما أنه جائزاً لها أن تذبح الأضحية بيدها إذا أرادت ذلك، بشرط أن يتم الذبح بالطريقة الإسلامية الحلال دون الإخلال بالشروط، واذا ما استطاعت المرأة تكملة عملية الذبح فلا حرج عليها من جعل أحد الرجال يقوم بعملية الذبح بدلاً منها.
هل قص الشعر يبطل الأضحية
وقد تبيَّن أن هناك العديد من الاختلافات على حكم الحلاقة في عشر ذي الحجة؛ لكن الرأي الأرجح هو أن الفعل مُستحب وليس واجباً، كما أن الحلق لا يكون حراماً، وبالتالي تجوز الأضحية بشكل سليم ولا يُبطَل ثوابها بتاتاً، ويستند المسلمون في هذا أن الفائدة من عدم حلق الشعر أو قص الأظافر هي عتق كل أجساء جسد المسلم المُضحي من النار، وبالتالي يجوز له حلق الشعر والأضافر ولن تُبطَل أضحيته.