توجّه زكريا عليه السلام لربه تعالى بطلب الولد مع انعدام أسبابه من جهته وضح ذلك . شاء الله- سبحانه وتعالى-أن يكون لكل نبي من انبيائه معجزة أو أكثر من معجزة و كانت هذه المعجزات هي عبارة عن أمر خارق للعادة يظهره الله على يد أحد الأنبياء تأييداً له، كانت جميع هذه المعجزات عن شيء مختص به و معروف به قوم هذا الرسول فمنهم من كان قومه يشتهرون بالسحر مثل سيدنا موسى- عليه السلام- كانت معجزته هي السحر وليس السحر الكاذب مثل قومه ولكن كان يرمى بالعصا و إذا بها حية تسعى، أما الرسول- صلى الله عليه وسلم- فقد فقد كان قومه يشتهرون بالفصاحة والبيان فنزل القرآن الكريم الذي هو أعظم كتاب في البشرية، تحدى الله به قريش أهل الفصاحة و البلاغة و ما استطاعوا أن يأتوا و لو بسورة مثله.
ما هي قصة زكريا عليه السلام
بدأت قصة رسول الله زكريا- عليه السلام- حينما شاخَ و أصبح كبيراً بالسن و هو لم يلد و زوجته عجوز عاقر لا تلد، و كان قومه و أقربائه كارهين الدين الذي أتى به وبكتابه فخشي إذا مات أن يغيروا في الكتاب وحرفوه من بعده ، في يوم من الأيام ذهب إلى مريم فوجد عندها الخير الكثير من الفاكهة مما ينزل في فصل الصيف وكانوا وقتها في فصل الشتاء فسالها من أين لكِ هذا يا مريم فقالت إنه من عند الله إنه كريم عظيم، فذهب زكريا- عليه السلام- إلى معبد و تعد و دعى الله بخشوعٍ لم يخشع مثل من قيل، وقال يا رب هب لي من لدنك وليا يرثني ويحمل راية هذه الدعوة من بعدي إنك سميع الدعاء فاستجاب له ربه و رزقه بيحيى عليه السلام وكانت هذه معجزة سيدنا زكريا عليه السلام.
وضح لماذا توجّه زكريا عليه السلام لربه تعالى بطلب الولد مع انعدام أسبابه
كل رسول من رسل الله أيده الله بمعجزة أو أكثر و كانت جميعها في صلب اختصاص وعلم قومه و لكنها تجاوزت قوانين الطبيعة والعادة، لتكون دليل على صدق الدعوة و أنه مرسل من عند الخالق العظيم القادر على ما يشاء و لتكون حجة على المشركين الذين كذبوا الرسل ولم يؤمنوا بما جاءوا، توجّه زكريا عليه السلام لربه تعالى بطلب الولد مع انعدام أسبابه من جهته وضح ذلك.
إجابة السؤال:
لأن زكريا عليه السلام كان قد كبر في العمر و أصاب الشيب رأسه و أضحى شيخاً كبيراً و كانت زوجته عجوز عاقر لا تلد و لكن لم ييأس من روح الله و دعاه بخشوع وإيمان بأنه سيستجيب فاستجاب الله له و رزقه يحيى، في استجابة هذا الدعاء حكمة و حقيقة أن الله سبحانه و تعالى قادر على كل شيء و لا يعجزه شيء.
الله سبحانه وتعالى هو القادر على ما يشاء بيده مقاليد حكم الكون و تحركاته و سكناته و معجزات الأنبياء هي جزء صغير من قدرة الله اللامحدودة، و الحكمة منها تؤيد للرسل و ثبتهم و حجة على الكافرين يوم الحساب و توجه زكريا عليه السلام لربه تعالى بطلب الولد مع انعدام أسبابه من جهته دليل على إيمانه القوي بقدرة الله عز وجل رب المستحيلات.